شعر: أديب كمال الدين
في الفندقِ المُطلَّ على نهرِ المجهول،
اخترتِ معَ سابقِ إصرارٍ وترصّد
أن نتقاسمَ سريرَ الأبديّة.
كنتِ بكاملِ جسدِكِ البضّ
ومُراهقتِكِ الناريّة
وكنتُ بكاملِ ذهولي وشبابي المذهول.
*
لماذا إصراركِ على السرير:
ألكي يزدادَ ليلُنا سواداً فوقَ سواده
أم ليزدادَ رمادُنا رماداً فوقَ رماده؟
ألكي تكتملَ خديعتُك
أم لتكتملَ سذاجتي؟
*
كانَ السريرُ يتحرّكُ كالكابوسِ بنا،
يا للرعب،
بل يمشي كما يمشي هاملت
بكاملِ جنونه
في القصرِ المُعبّأ بالمأساة
من أقصاه إلى أقصاه.
وهكذا زلزلنا السريرُ سريعاً
ثُمَّ رمانا،
أنا وأنتِ،
كما يرمي المُهرّبون
حقائبَ المُخدّراتِ من النوافذ
حينما تداهمهم، فجأةً، شرطةُ القطار.
*
كي أكملَ دورَ المذهول
في هذه القصيدة التي لا تنتهي،
القصيدة التي وشمتِ العمرَ بجمرتِها
من أقصاه إلى أقصاه
وجعلتهُ هباءً منثورا،
أينبغي عليَّ أنْ أشكرَكِ
أم أشكرَ خديعتَكِ الناريّة
أم أشكرَ سريرَ الأبديّة
أم الفندقَ المُطلَّ على نهرِ المجهول
أم نهرَ المجهول
أم هاملت السادرَ في جنونهِ أبدا
أم أشكرَ سذاجتي الأبديّة؟