ديالى/ المدىتعد الزراعة مصدرا مهما بل رئيسا من مصادر الاقتصاد الوطني اذ يمكن من خلال إدامتها وتطويرها، جعلها موردا أساساً من موارد يمكن لها أن تكون أرضية قوية داعمة لمستقبل اقتصادي متين، ويمكن لها ان تغني البلد و تجعله يكتفي ذاتيا مادامت الأرض تجود
و المياه تغذي المزروعات و تعطيها الاستمرارية، وهي فعلا نفط دائم لا يزول في حين قد تتلاشى كنوز الارض (كالنفط و الكبريت) و تنضب، الا ان الزراعة مستمرة تحافظ على وجودها مادام من يرعاها يعرف هذه الحقيقة ... و قد عانت الزراعة الكثير من الإهمال و التردي و خصوصا البساتين التي تجود بثمار البرتقال و الرمان و التمور لأسباب كثيرة. حسن حنتوش / من سكنة منطقة بروانة الكبيرة الواقعة شمالي مدينة المقدادية في محافظة ديالى والمحاطة بالبساتين كحزام اخضر..يقول:قبل اربع سنوات كانت شجرة البرتقال تنتج خمسة عشر صندوقا من البرتقال اما الآن فأنها تنتج صندوقا واحدا، كما ان أشجار الرمان، بسبب عدم وجود المبيدات و العلاجات اللازمة للأشجار، فأن الكثير منها قد مات، فيما كان الكثير من البساتين ساحة للعمليات الإرهابية، ما أصابها بالهلاك جراء الإهمال و عدم العناية بها، ومعروف ان هذه الأشجار يمتد عمرها الى سنوات طويلة ، والبساتين عموما في محافظة ديالى تعاني التردي و الاهمال و تحتاج الى تدخل الدولة، من خلال ممارسة مديريات الزراعة دورا أكثر جدية في مساعدة الفلاحين لتجاوز هذه الازمة. . ويقول مقداد حسين حسن/ صاحب بستان /في المنطقة ذاتها:كان بستاني سابقا ينتج كميات كبيرة من التمر بمختلف الانواع، وكنت اسوقها الى (العلوة) في بغداد، كما ان اشجار البرتقال كانت تنتج أرقى الأنواع التي يتهافت على شرائها أصحاب (العلاوي)، غير أن الأحداث التي مرت بها المحافظة أهلكت مساحات شاسعة من البساتين المثمرة .. نحاول ان نعيد إليها رونقها و بهاءها ... مع ان هناك الكثير من المعوقات التي تحول دون ذلك .. ويرى عباس الجبوري/ فلاح: ان المياه التي كانت تكفي لسد حاجة البستان، أصبح الحصول عليها امرا صعبا و غير متوفر، بعد ان كان سابقا متاحا بصورة كبيرة، و من المعلوم ان البستان إذا لم يأخذ كفايته من الماء فأن ثماره تكون غير جيدة ..عبد الرضا خليفة الدليمي/صاحب بستان/ يجد ان الأضرار التي لحقت ببستانه كبيرة فبعد ان كان يقوم لسنوات طويلة بتزويد السوق في بغداد بكميات كبيرة من الرمان الذي لا يجد صعوبة في إيصاله إلى بغداد، يعاني اليوم من شحة الإنتاج، وعدم توائمه مع الكلف والعناية المبذولة في العمل، الأمر الذي دفع به وبكثير من أصحاب البساتين إلى بيع أملاكهم ومصادر رزقهم كقطع أراض سكنية.. فيما يرى حافظ العقابي/ مهندس زراعي/ ان الوضع الزراعي بائس حقا في عموم محافظة ديالى وليس في هذه المنطقة فقط، وقد لحقت أوبئة وأمراض عدة بالمنتوج لأسباب متعددة، الأمر الذي يؤدي الى تفاقم الوضع والقضاء على الأشجار و تيبسها بالكامل، ولذا لا بد من استخدام طرق الرش الحديثة بواسطة الطائرات و إعطاء الفلاحين الكميات اللازمة من المواد و اللوازم الضرورية، التي تمكنهم من إعادة الحياة إلى بساتينهم و هناك الكثير من الحشرات التي اذا ما أصابت الأشجار فأنها تطور نفسها و تستمر و تتوسع مثلا التي تصيب أشجار البرتقال و تؤدي الى تحويل لون الأوراق الى سوداء فأنها تأتي على كل البستان و تأكل لحاء الشجرة من الداخل و بالتالي تتيبس الشجرة و تموت، لا بل ان هذه الآفة تنتقل من شجرة إلى شجرة و تتوسع بشكل كبير، اذا لم تكافح و تعالج .. و هناك أمراض أخرى تصيب أشجار الرمان و تؤدي الى تردي الإنتاج وأخرى تصيب أشجار النخيل مثل (الحميرة و الدوباس) و تقضي على النخيل اذا لم تعالج و تكافح ...
تقرير ..مزارعو ناحية بروانة: النجدة.. بساتيننا تموت
نشر في: 10 أغسطس, 2010: 05:37 م