السليمانية/آكانيوزالعائلات المرحلة من كركوك، القاطنة في منطقتي (رابرين ومعسكر سلامي) بمدينة السليمانية يبلغ عددها أكثر من 150 عائلة، ومنذ لجوئها الى تلك المنطقتين خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب طردها من كركوك، تعاني قلة الخدمات، الى جانب عدم تسجيل دورهم السكنية في السجل العقاري،
كما أكدت تلك العوائل، فيما تشير الى ان مناطق سكناها الحالية على الرغم من مشكلاتها افضل من العودة الى كركوك بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة المعيشة في تلك المدينة. وتقول المواطنة امينة، احدى النازحات من كركوك الى السليمانية لوكالة كردستان للانباء انها "تسلمت قطعة ارض سكنية في كركوك، الا ان شخصاً ظهر مدعياً بأنه صاحب تلك الارض وقد هدد بأن من سيبني داراً على تلك الارض يعرض نفسه للقتل ,"مشيرة الى ان "حياتنا ليست سعيدة بالقدر الذي يجعلنا نتقاتل على قطعة ارض، وقد استغنيت عنها". من جانبها، تقول المواطنة فاطمة طاهر(45) عاماً، تسكن في مدينة السليمانية منذ اكثر من 25 عاماً وأم لخمسة اطفال انه "بسبب تردي الاوضاع الامنية في كركوك، لا نستطيع العودة الى مديتنا الاصلية، فالعيش في السليمانية افضل بكثير، وفرص العمل متوفرة بشكل اوسع"، مبينة انها عاشت اعواماً طوالاً في السليمانية، الا انها تحمل هوية انتماء الى كركوك، وتؤكد انها على استعداد للتوجه الى كركوك لترويج اية معاملة وعندما تقتضي الضرورة ذلك، وتشارك في الانتخابات ضمن محافظتها الاصلية". وهناك 40 عائلة نازحة من كركوك تقيم في محلة "آزادي 1" القريبة من منطقة "رابرين"، وقد انشأت تلك العائلات لنفسها مركزاً صحياً بمساعدة طبيب اسمه "آمانج عاصي احمد" (75عاماً) الذي لجأ الى السليمانية اثناء انتفاضة عام 1991، ويقول آمانج انني "على استعداد لخدمة ابناء مدينتي بكل ما استطيع، ومهنتني هي الشيء الذي يبقيني في السليمانية، وفي حال عدت الى كركوك سأخسر مهنتي". بدوره، يقول المواطن شاخوان محمد(30) عاماَ اننا "نحب مديتنا كركوك، الا ان احوالنا المعيشية باتت صعبة جداً هناك ولذلك اضطررنا للجوء الى السليمانية، وماذا نفعل في مدينتنا ونحن لا نتدبر قوت يومنا فيها؟".وتقطن 48 عائلة نازحة من كركوك في منطقة رابرين، وكانت في عهد النظام السابق مقرات عسكرية تعرف بـ(معسكر سلام) تفتقر الى الخدمات، وكل عائلة تسكن في غرفة واحدة". وتقول المواطنة آمنة عزيز ام لأربعة اطفال، وتسكن في تلك الشقق منذ 17 عاماً انه "لا أحد يسأل عن احوالنا، وليست هناك جهة تقوم بتعويضنا".وتذكر المواطنة النازحة بخيرة حسن، وتقطن الشقق نفسها، "ادعو الحكومة لمنحنا قطعة ارض سكنية أينما كانت، لانقاذنا من المعاناة وصعوبة الحياة التي نكابدها منذ اعوام". مشيرة الى انني "لا انوي العودة الى كركوك لأنني لا امتلك شيئاً هناك، واولادي يتلقون تعليمهم في مدارس السليمانية، وزوجي يعمل هنا، ولذلك فان عودتي الى كركوك لا تحقق لي اية فائدة، الا انني مستعدة للذهاب اليها عند الضرورة، للمشاركة في الانتخابات على سبيل المثال او الاحصاء السكاني".وتشير سميرة عبد الله، أم لثلاثة اطفال الى انه "على الرغم من مصاعب الحياة التي الاقيها هنا، الا انني عند الضرورة اتوجه الى كركوك للتصويت قي الانتخابات على سبيل المثال، فيما لا احد يهتم بأمرنا او يقدم لنا اية خدمات". من جهته، يقول رئيس بلدية رابرين آوات توفيق فتح الله لـ(آكانيوز) اننا "بذلنا جهوداً كبيرة لاخراج المرحلين الكركوكيين من شقق رابرين، وقدمنا طلبات عدة لوزارة الداخلية مطالبين باخلاء مناطق النازحين، لأننا كدائرة بلدية نحتاج الى تلك الاماكن، الا اننا لم نتلق الرد حتى الآن". وهناك 72 عائلة نازحة من كركوك تقيم في شقق جامعة السليمانية القديمة، ويقول رئيس البلدية ان "النازحين من كركوك تم تعويضهم في حينه، الا انهم لم يرجعوا وواصلوا اقامتهم في السليمانية".ويعتقد فتح الله ان "الحل الامثل لمشكلة النازحين هو عودتهم الى مدينتهم الاصلية، فمن الافضل لنا وللعائلات النازحة ان تعود الى منازلها واماكنها التي جاءت منها"، مبيناً ان "النازحين الساكنين في محلتي (آزادي 1 وآزادي 2) ليست لهم علاقة بنا، فالاراضي التي استغلوها تعود الى وزارة البيشمركة، ومع هذا فقد هيأنا لهم الخدمات الضرورية التي يحتاجون اليها". وبحسب احصائية نشرتها صحيفة (آسودة) بعددها المرقم (1279) فقد وصل عدد العائلات العربية التي تم احضارها الى كركوك 8801 عائلة، في الوقت الذي تنص المادة 140 من الدستور العراقي الدائم على ضرورة عودة العائلات العربية التي قدمت الى كركوك ضمن برنامج تعريب المدينة الى المدن التي جاءت منها، وقد خصصت الحكومة العراقية مبلغ 20 مليون دينار لتعويض كل عائلة عربية تعود الى اماكنها الاصلية". وتقول العائلات الكردية التي نزحت من كركوك الى السليمانية ان "مبلغ التعويض قليل جداً، وقد تسلمناه الا اننا لم نستطع اس
مرحّلو كركوك بين معاناة الحنين الى مناطقهم و تردّي الخدمات
نشر في: 10 أغسطس, 2010: 06:05 م