ميسان/ مهدي الساعدي
يستقبل قضاء قلعة صالح جنوب مدينة العمارة أعداداً كبيرة من النازحين، الذين تركوا مناطقهم الأصلية تحت وقع الجفاف.
وذكر تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، أن «أكثر من 50% من السكان في قلعة صالح قد نزحوا بسبب عوامل بيئية حيث ان هذه المناطق تسجل أعلى مستويات النزوح الناجم عن التغير المناخي».
وتابع التقرير، أن «الأوضاع في العام الماضي كانت سيئة بشكل خاص للنزوح الناجم عن المناخ في البلاد، مع زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص النازحين بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بعام 2021، ومع استمرار تكثيف التغيرات البيئية فمن المرجح أن يستمر معدل النزوح في الزيادة».
ويقول الناشط المدني سجاد محمد، في حديث مع (المدى)، إن «أبرز الأسباب التي جعلت منطقة قلعة صالح هدفاً للفارين من جفاف المياه هو التركيبة السكانية ذات التنوع والتعدد الديني».
وتابع محمد، أن «السبب الآخر سعة مناطق الاهوار المحاذية لقضاء قلعة، حيث توجد فيها أكثر وأكبر الاهوار المكونة لهور الحويزة».
وافادت مصادر مطلعة لـ(المدى) ان «النزوح حدث من مناطق الاهوار المحاذية لقضاء قلعة صالح في محنة الجفاف، التي تعرضت لها الاهوار عام 2022 ونزحت 50% من أصل 1728 عائلة نحو القضاء، والعائلات النازحة تضم 10560 فردا».
يذكر ان قضاء قلعة صالح تأسس عام 1866 للميلاد وسمي على اسم الضابط العثماني صالح النجدي ذي الاصول العربية، وتمثل المدينة المستحدثة امتدادا لمدينة المذار التاريخية والتي تمتلك تاريخا كبيرا في التنوع الديني والعرقي.
من جانبه، قال الناشط محمد سالم، لـ(المدى)، إن «النزوح نحو قلعة صالح خلق نوعا من الفجوة الثقافية والاجتماعية بين العناصر المدنية والثقافة الأهوارية، فبينهما اختلاف جذري وبعد في الرؤى والأفكار، مما ساهمت هذه الفجوة في انعدام الاندماج المجتمعي».
وتابع سالم، أن «هذه الموجة اثرت ايضاً في نوع الخدمات المقدمة إلى السكان، وفاقم النزاعات، إضافة إلى مشكلات أخرى على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي».
ونوه التقرير الصادر من منظمة الهجرة الدولية «تلقي البيانات المستمدة من برامج المنظمة الدولية للهجرة المتعلقة بالمناخ الضوء على التفاعل المعقد بين تغير المناخ وديناميات الهجرة، أدى ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المطول وأنماط هطول الأمطار غير المنتظمة إلى زيادة ندرة المياه والتصحر وتدهور الأراضي».
وأكد التقرير، أن «هذا يعرض حياة العراقيين وسبل وأساليب عيشهم للخطر، ونتيجة لذلك أُجبر الكثيرون وسيضطر عدد أكبر على ترك منازلهم في مناطق قضاء قلعة صالح، بمحافظة ميسان أصبح هذا حقيقة واقعة لأكثر من نصف السكان».