ترجمة: حامد أحمد
تحدث تقرير بريطاني عن جهود يبذلها فريق دولي لإحياء متحف الموصل، الذي تم نهبه وإلحاق الضرر به عقب سيطرة مسلحي تنظيم داعش الإرهابي على المدينة عام 2014، لافتاً إلى أن أعمال الإعمار ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام حتى افتتاحه في 2026، وذلك بعد تأمين التمويل اللازم.
وذكر تقرير لموقع (ميوزيامس اسوسييشن) البريطاني المعني بشؤون المتاحف حول العالم ترجمته (المدى)، أن "متحف الموصل، الذي يعتبر ثاني أكبر متحف في البلاد بعد المتحف الوطني في بغداد، قد تم تأسيسه عام 1952".
وأضاف التقرير، أن "المتحف وبعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المدينة عام 2014، تعرض إلى نهب كثير من القطع الاثرية وعانى المبنى نفسه من ضرر كبير شامل".
وأشار، إلى أن "القطع الاثرية الثمينة التي تم الحاق الضرر بها او تدميرها شملت تمثال ضخم لأسد من منطقة نمرود الاثرية، وتمثالين ضخمين للثور المجنح (لاماسو) وقاعدة عرش الملك آشور بانيبال الذي حكم للفترة ما بين 883 الى 859 قبل الميلاد".
ووأوضح التقرير، أن "الهجوم الذي تعرض له المتحف أسهم في حرق أكثر من 28 ألف كتاب ومخطوطة نادرة".
ويواصل، أن "ائتلافاً من فريق دولي بقيادة لجنة من الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية يقوم منذ العام 2018 بالعمل على استعادة متحف الموصل الثقافي".
وأردف، أن "قائمة المشاركين الاخرين في الفريق الدولي تضم متحف (اللوفر) الفرنسي ومؤسسة (سمثسونيان) الأميركية للمتاحف، الذين كانوا يساندون الفريق ويساعدوه في اعمال صيانة واستعادة القطع الأثرية".
وأكد التقرير، "التحاق مؤسسة صندوق دعم المتاحف (WMF) الدولية، الى الفريق في العام 2020 للإشراف على برنامج استعادة وترميم مبنى المتحف وملحقاته".
وأضاف، أن التمويل المخصص لإعادة الاعمار جاء من مؤسسة، التحالف الدولي للحفاظ على تراث مناطق النزاع (ALIPH)".
وأردف التقرير، أن "هذا الصندوق الدولي مخصص لحماية وإعادة تأهيل المواقع الاثرية والحضارية في مناطق النزاع، الذي تم تأسيسه عام 2017 استجابة للدمار الشامل الذي لحق بمواقع التراث والاثار عبر العقدين الماضيين خصوصا في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الصحراء الافريقية".
وشدد، على أن "متحف الموصل الثقافي هو من تصميم المعماري العراقي الراحل، محمد مكية".
وذكر التقرير، أن "المتحف رغم أن افتتاحه كان في العام 1952، فان المبنى الرئيس الذي صممه مكية، قد تم افتتاحه أول مرة للزوار عام 1974".
ونبه، إلى أن "الفريق الدولي عمل على تدعيم أسس المبنى واستعادة محتوياته وتدريب كادر المتحف وتجهيزهم بالمعدات والمستلزمات المطلوبة لإعادة افتتاح المتحف في العام 2026".
وأكد المدير الإقليمي لمؤسسة صندوق دعم المتاحف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا اليساندرا بيروزيتو، بحسب التقرير، "تأمين جميع التمويلات المطلوبة ولهذا يتوجب علينا الان تحشيد كل الجهود".
وتابع بيروزبتو، أن "المرحلة الاولى اكتملت وتم الاتفاق على التصميم"، مضيفاً أن "المرحلة الثانية هي مرحلة البناء والإعمار الفعلية، ويتوجب خلالها تهيئة جميع البنى التحتية المطلوبة قبل ان نباشر بذلك."
وبحسب التقرير، فأن "الشركة التي ستتولى التصميم هي مؤسسة (دونالد انستول اسوشييتس) الدولية للاستشارات المعمارية المتخصصة بترميم واعمار المباني التاريخية والتراثية والحفاظ عليها".
وقال مدير مكتب لندن لمؤسسة (دونالد انستول)، تنوير حسن، إن "البناية جميلة جداً، نحن سعداء بان نعمل على اعادتها للحياة مرة أخرى ونعيد التصميم الذي نفذه المعماري محمد مكية بقدر ما نستطيع."
وتابع حسن، أن "الأهداف الرئيسية لاستعادة المتحف تتضمن جعل المبنى أكثر حداثة وتطورا في عرض الاثار ليتمكن من مواكبة أنشطة المتاحف الحديثة".
ولفت التقرير، إلى أن "الجزء الأكثر تضررا في المتحف اثناء الهجوم الذي نفذه داعش الارهابي كان قاعة العرض الآشورية المركزية".
ونوه، إلى أن "انفجار قنبلة مزروعة أدى الى احداث فجوة ضخمة في أرضية القاعة؛ ولتذكير الزوار بما حصل، فان أثر وبصمة ذلك الضرر سيبقى شاخصاً للزوار".
وأضاف التقرير، أن "اعمال إعادة الاعمار والتأهيل، وحال إكمالها، فان الامل يكمن في ان المتحف سيستأنف دوره كمعلم ثقافي لأهل الموصل".
ويعود حسين ليعرب عن أمله، بأن "تكون مناسبة إعادة الافتتاح مؤشرا على ان الحياة في الموصل قد رجعت الى طبيعتها بعد الفوضى التي أحدثها تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف حسن، أن "استعادة المتحف ستساعد في عودة الحياة لشعب عانى الكثير، انها عودة للحياة اليومية المعتادة".
ويرى حسين، أن "الناس لا تدرك مدى الضرر النفسي الذي يلحقه الدمار والحرب بالسكان المحليين".
ومضى حسين، إلى التعبير عن أمله، بان "استعادة المتحف على ما كان عليه سيساعد بجلب السلام والانسجام بين الناس، ونحن نأمل بأنه سيساعد في التئام بعض الجروح."
عن: موقع (ميوزيامس اسوسييشن) البريطاني