TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من الواقع الاقتصادي ..ركــود عقــاري

من الواقع الاقتصادي ..ركــود عقــاري

نشر في: 10 أغسطس, 2010: 06:36 م

عباس الغالبيتشهد اسواق العقارات هذه الايام ركوداً لافتاً للنظر ، بعد ان كانت الى وقت قريب مرتفعة الاسعار في ظل حركة بيع وشراء نشيطة لم تكن مألوفة من قبل .ومن المتعارف عليه ان اي ركود عقاري في العالم له مسوغاته ومبرراته ،
 حيث لم تكن هنالك في السوق العقارية المحلية أية مسوغات جعلت هذا الركود واقع حال ، بعد حركة عقارية نشيطة بدأت بعد التحسن الامني النسبي الذي حدث في بغداد والمحافظات نهاية عام 2007 وبداية عام 2009 ، إلا ان الشهرين الماضيين كانت السوق العقارية بحسب العاملين والمتعاملين بها في سبات لم يكن مألوفاً في هذه السوق ، من دون ان يعزوا ذلك الى سبب ما، مايجعل المراقبون والخبراء يقروا بفوضوية هذه السوق وعدم ركونها واستنادها الى ثمة معايير معينة تحدد ملامحها، وتوجهاتها، حيث ترتفع الاسعار تدريجياً بدون ضوابط وعوامل مؤثرة، إلا مايتعلق بالمؤشرات التي يخلقها أصحاب محال العقارات والمتعاملون والسماسرة في السوق العقارية، وهي مؤشرات ارتجالية لاتنم عن توجه اقتصادي او حتى تجاري الا مايتعلق بالنهم نحو تحقيق الربح السريع، لاسيما وان معطيات الواقع تفصح عن ازمة سكن متفاقمة وحاجة متزايدة للوحدات السكنية ولشرائح مجتمعية مختلفة.كما ان التجاهل الحكومي لازمة السكن وعدم جدية البرامج والتخصيصات الاستثمارية  تعد سبباً آخراً  في فوضوية السوق العقارية في العراق واتسامها بالركود تارة وارتفاع الاسعار المصحوب بالنشاط تارة اخرى .ولعل المؤشرات العقارية عادة ماتلقي بظلالها على القطاعات الاستثمارية الاخرى ، وفي اشارة الى ان احد ابرز اسباب الازمة المالية العالمية التي حدثت مؤخراً هي مؤشرات وازمة للرهن العقاري والتي أدت الى افلاس مؤسسات مالية ومصرفية كبرى في الولايات المتحدة الامريكية .ولكن الامر في العراق لايرتبط بهذه المؤشرات بل هنالك أساليب قديمة يعدها المتعاملون في السوق العقارية فاعلة ، في وقت هي أساليب متخلفة تتداخل فيها الابعاد الاجتماعية والسياسية والامنية والاقتصادية معاً لتجعل المشهد العقاري يرتبط بتأثيرات هذه الابعاد من دون معايير تحدد حركية ومعاملات هذه السوق التي تشهد هذه الايام ركوداً ، وقد تتحول فجأة بعد حين الى نشاط عقاري لافت للنظر في ظل الازمة المتفاقمة للسكن التي لايمكن على المدى القريب ان تخف حدتها ، إلا على وفق اجراءات جدية يمكن ان تتعامل مع هذه الازمة برؤية علاجية وعلى شكل مراحل شاملة لجميع الفئات المجتمعية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram