ترجمة عدنان علي
نجاح أية علاقات ثنائية بين بلدين يكون بالاستناد إلى احترام وثقة متبادلة بينهما. أية علاقة تكون مجردة من هاتين الصفتين سوف لن تستمر طويلا. رغم ان تركيا وباكستان عرفا بارتباطهما بعلاقة طيبة مستندة على الاخوة الدينية، مع ذلك فان تطورات وقعت مؤخرا توحي بتدني اهتمام تركيا بالشأن الباكستاني.
يبدو ان رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، واجه اذلالا من قبل السلطات التركية اثناء زيارته لتركيا في 2 حزيران لحضور مراسيم أداء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليمين الدستورية لتسلم المنصب. يذكر ان الجانب التركي لم يبدِ اهتماما بزيارة شريف كما كان في السابق.
بالإضافة الى ذلك، فان ترتيب مكان جلوس رئيس وزراء باكستان في الصف الثاني خلال المراسيم يعد تجاهلا لمكانة باكستان كبلد صديق، وكذلك تعرض رئيس وزراء باكستان لموقف حرج عند محاولته عناق الرئيس التركي بقوة. البعثة الباكستانية في إسطنبول حاولت التغطية على الاستقبال الفاتر الذي تعرض له رئيس الوزراء بعزو ذلك الى الزيارات المتكررة لرئيس وزراء باكستان لأنقرة، وهذه هي الزيارة الرابعة له بعد تسلمه للسلطة.
حادثة مماثلة أخرى تجاه باكستان تمثلت برفض السلطات التركية طلبا لها بتسليمها الناشط المطلوب، وجهة سعيد خان، المعروف بانتقاداته السياسية لباكستان وكشف دسائس الجيش الباكستاني. وكانت وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية قد أصدرت أمرا بإلقاء القبض عليه. وكان خان في تركيا لتغطية الانتخابات العامة. مع ذلك، فان انقرة رفضت طلب باكستان بتسليمه.
في السابق أيضا كانت هناك مشاكل بين البلدين. حالات هجرة المواطنين الباكستانيين غير الشرعية لتركيا كانت من المشاكل الكبرى التي نغصت العلاقات الثنائية بينهما. عشرات الالاف من المهاجرين الباكستانيين غير الشرعيين وصلوا الى تركيا عبر الطريق البري من ايران للبحث عن مستقبل افضل او شق طريقهم من هناك الى أوروبا. ويقدر بان هناك 3 آلاف الى 5 آلاف معتقل من المهاجرين الباكستانيين غير الشرعيين محتجزين في السجون التركية.
ورغم طلبات السلطات التركية المتكررة تجاه الحكومة الباكستانية بان تتخذ إجراءات للحد من تدفق المهاجرين الباكستانيين غير الشرعيين لتركيا، فان الحكومة الباكستانية قد فشلت في اتخاذ إجراءات لتهدئة المخاوف التركية.
رغم ان التنسيق بين البلدين ازداد في مجالات أخرى بضمنها الدفاع، فان التطورات المذكورة أعلاه لا تنبئ بما يطمئن من علاقات جيدة مستقبلا.