علاء المفرجي
تعتبر الرواية الثانية لجيرالدين بروكس (مارش) الصادرة عن المدى بترجمة حنان علي، أقل أهمية من روايتها الأولى «سنة العجائب» الذي تناول تفشي الطاعون في قرية إنجليزية من القرن السابع عشر، وهو مبني على تاريخ قرية إيام ديربيشاير الصغيرة التي، عندما اجتاحها الطاعون في عام 1666،
فرضت الحجر الصحي على نفسها لمنع انتشار المرض بشكل أكبر. كان الطاعون الذي أصاب إيام وأجزاء أخرى من المملكة المتحدة في 1665-1666 أحد التكرارات العديدة التي حدثت منذ الموت الأسود في القرن الرابع عشر.
تخصص بروكس الأب الغائب في رواية (نساء صغيرات) للويزا ماي ألكوت كشخصية رئيسية مثل السيد مارش، وهو من دعاة إلغاء عقوبة الإعدام وقسيس في جيش الاتحاد، مدفوعا بضميره لمغادرة منزله وعائلته في كونكورد، ماساتشوستس، للمشاركة في الحرب. خلال هذا الوقت، يكتب مارش رسائل إلى عائلته، لكنه يحجب المدى الحقيقي للوحشية والظلم الذي يشهده داخل وخارج ساحات القتال. يعاني من مرض طويل الأمد ناجم عن ظروف سيئة في مزرعة قطن في فرجينيا. أثناء وجوده في المستشفى، لديه لقاء غير متوقع مع جريس، ممرضة سوداء ذكية ومتعلمة التقى بها لأول مرة عندما كانت شابة تقيم في منزل كبير حيث تم استعبادها. مسيرة التعافي، على الرغم من ذنبه وحزنه على بقائه عندما مات آخرون، يعود إلى منزله لزوجته ونسائه الصغيرات، لكنه أصيب بالندوب بسبب الأحداث التي مر بها. ولا سيما اعتقاده بأن الأولاد والبنات من جميع الأعراق لهم الحق في التعليم ورغبته في اتباع نظام غذائي نباتي. يقدم الشابة السيدة مارش كشخصية نارية مع تعبيرات لفظية وجسدية قوية عن الغضب. سارت نسخة بروكس جنوبًا مع قوات الاتحاد كقسيس. لكن لديه مصدرًا آخر واقعيًا في والد ألكوت، برونسون ، الذي يدخل عدد كبير من المتعصبين في حزمة الشخصية الجديدة. انتهت رواية بروكس إلى كونها غير واقعية ومضادة للخيال.
وأثبتت قضية المزج في الرواية بأكملها أنها أكثر إبداعًا من كونها مثيرة للاهتمام. قامت بروكس بإرسال رسائل مرحة كاذبة إلى منزله لزوجته، مرمي ، و «نسائهم الصغيرات» ، ليحميهم ليس فقط من أسوأ أهوال الحرب التي يشهدها ولكن من بعض التوبيخ اللاذع الذي لا يزال يكسبه بره الألفي. «قسيس، أنت متأكد من أنك رجل بريء!» يصيح أحد الجنود. مارس ، الذي يعيش على الخضار والشعور بالذنب ، يجب أن يتعلم باستمرار أن القوات الشمالية يمكن أن تكون عنصرية مثل ملاك الأراضي الجنوبيين.
عندما كان شابًا ، غادر مارس موطنه كونيتيكت ليصبح بائعًا متجولًا. سافر عبر فيرجينيا قبل 20 عامًا من الحرب الأهلية، كان مستمتعًا في مزرعة، حيث شعر بالفزع عندما اكتشف أن العبيد ، في أعقاب تمرد نات تورنر ، مُنعوا من تعلم القراءة والكتابة. أثناء الزيارة، شعر بالاشمئزاز أيضًا من شهوته تجاه جريس ، وهي عبدة جميلة «بليغة بشكل مذهل» أصبحت متعلمة قبل الحظر. عندما تم القبض على الاثنين وهما يمارسان الجنس، حيث تم طرد مارس من المزرعة ، ولكن فقط بعد أن تم إجباره على مشاهدة جلد النعمة الوحشي.
تخلق بروكس شخصيتها الأكثر تحديًا في إيثان كانينج ، المستأجر الشمالي الجديد الجديد لمزرعة مهربة ، والذي يكافح ، جنبًا إلى جنب مع العبيد المحررين مؤخرًا ، لاستخراج محصول القطن من التربة. الخوف من الخراب والمتمردين الذين ما زالوا في الجوار يسمح مرارًا وتكرارًا للقسوة بتشويه كرامته الأساسية. تعيد حربه الداخلية الانتباه أكثر بكثير من أي اضطراب في شهر مارس، وهو على الأقل قدرة على إدراك صراع الرجل الآخر.
الكتاب قالت قدم إسهامًا مؤلمًا للاتجاهات الحديثة في الخيال التاريخي، والذي يبدو أنه ، بعد عقد أو نحو ذلك من زيادة الوزن الأدبي والفكري ، يعود إلى اختراعاته وأزياءه العاطفية القديمة. المزيد والمزيد ، في نوادي الكتاب في جميع أنحاء الأرض ، يجلس هذا النوع على قمة حصان عالٍ ، مع عدم وجود مكان مهم للذهاب إليه بشكل خاص.
