المدى/ جليل الغزي
تضطر العوائل في بعض مناطق ناحية الشوملي جنوبي الحلة إلى الوقوف بطوابير طويلة بغية الحصول على المياه التي يقوم بجمعها الشاب حسين محمد من نهر العتاب ويضعها في حفرة صغيرة ليبعها بمبالغ زهيدة.
يبدأ حسين محمد منذ ساعات الفجر الأولى بجمع المياه عن طريق مضخات يضعها على نهر العتاب ليساعد قرابة الـ10 آلاف عائلة للحصول على المياه في ظل أزمة شح المياه التي تسببت بتوقف مجمعات المياه وجفاف الأنهار والمبازل الفرعية. ويقول حسين محمد لـ(المدى) إنه "يعمل على جمع المياه بغية مساعدة العوائل في بعض المناطق القريبة من منطقة سكناه وليس الهدف جمع المال"، لافتا إلى أنه "يتقاضى مبالغ مالية رمزية تقدر بـ 2000 دينار للخزان الواحد". ويؤكد أن "العوائل تعيش معاناة قاتلة بسبب انعدام المياه في الأنهار وتوقف مجمعات تحلية المياه في مناطق (ابو ابيرية وام الورد والمالح وعتاب والسادة البو حجارة وحنوف والراشدية وقرية ابو حصان)". ويضيف الشاب أن "المياه غير صالحة للاستخدام إطلاقا وترفضها حتى الحيوانات لكن العوائل تضطر لاستخدامها للاستحمام وبعض الاستخدامات المنزلية الأخرى". ويبدو منظر المياه أنها غير صالحة للاستخدام من خلال لونها الاخضر وكمية الطحالب التي تحويها وبعض الترسبات المتكونة نتيجة ركود المياه وعدم جريانها، فالاهالي يعلمون أنها لا تصلح للاستخدام إطلاقا وتسبب أمراضا جلدية مختلفة لكنهم مضطرون على استخدامها. من جهته يقول مدير ناحية الشوملي عادل الخيكاني لـ(المدى) إن "مناطق جنوب الشوملي تعاني بشكل كبير من شح المياه ومن المتوقع أن تسجل الناحية نزوح قرابة الـ30 عائلة من تلك المناطق خلال هذا الصيف". ولفت إلى أن "الشوملي تقع في أطراف محافظة بابل وكميات المياه قليلة ما تسبب بتوقف مجمعات المياه وجفاف الانهر بشكل كامل"...
واضاف أن "إدارة الناحية قدمت مشروعا بقيمة 14 مليار دينار يتضمن إيصال الماء الخام من نهر الفرات ضمن الناحية لمناطق جنوب الشوملي بطاقة تشغيلية تصل إلى 3000م3 في الساعة لضمان تشغيل مجمعات تحلية المياه. على أن ينفذ هذا العام ". وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 30 الف عائلة في ناحية الشوملي وتحديدا في مناطقها الجنوبية تعاني من نقص حاد في المياه ربما يدفعها إلى الهجرة إلى مناطق أخرى.