الموصل/ سيف الدين العبيدي
منذ ست سنوات واهالي الموصل يستذكرون بحزن تفجير منارة الحدباء وجامع النوري الكبير والذي يصادف بتاريخ اليوم ٢١ حزيران من عام ٢٠١٧، يوماً كان مشؤوما في حياة الموصليين وهم يتلقون خبر تفجير المنارة الذي كان مثل الصاعقة على رؤوسهم عندما نشر تنظيم داعش الإرهابي عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فيديو للحظة الحادثة والتي صادف توقيتها ما بين الساعة الخامسة والسادسة من يوم الـ ٢٦ لشهر رمضان.
روايات يحكيها اهالي الموصل القديمة والساكنين قرب المنارة قبل لحظة الحادثة لـ(المدى)، يتحدث فيها احمد شاكر احد اهالي المنطقة الذي قال: ان تفجيرا حصل خلال اوقات العصر، سبقه قصف عنيف من قبل طيران التحالف الدولي وبالتحديد بين الساعة ١٢ ظهراً و الـ ٤ عصراً ثم حصل هدوء بعد ذلك، وقبل ساعة من الحادثة كان قد ابلغهم عناصر التنظيم ان هناك انفجار كبير سيحدث لعمارة سكنية قديمة كنوع من تمويه للسكان المحيطين بالمنارة والذين بقوا إلى ذلك الوقت تحت حصار التنظيم.
ام محمد ذات الستينيات من العمر اكدت لـ(المدى)، انها رأت بعينها عناصر داعش وهم ينقلون المتفجرات بصناديق خشبية قبل يوم من التفجير، كان ظنها انهم يستخدمونها في المعارك ضد القوات الامنية ولم تكن تعلم ان هذه المتفجرات كانت معدة لغرض تفخيخ المنارة.
عماد الحيالي خادم ومؤذن جامع النوري الكبير اوضح في حديثه لـ(المدى) ان "منارة الحدباء والتي تقع في جامع النوري عمرها اكثر من ٩٢٥ سنة بنيت في سنة ٥١٦ هجرية بعهد الاتابيكة على يد نور الدين زنكي ولهذا السبب سمي جامع النوري الكبير الذي أعلن منه داعش ولايته المزعومة عام ٢٠١٤ و من المكان نفسه انتهت حكايته".
ويكمل الحيالي قوله: ان للمنارة روحانية خاصة لأهالي الموصل ولهم فيها ذكريات ومن هذا الجامع تخرج ائمة وخطباء وقراء ومؤذنين.
الحيالي اكد ان "سكان ام الربيعين بكوا على هذا الصرح الذي يعني لهم الكثير من التراث والحضارة والذكريات الجميلة".
فيما تقول آمنة محمد ذات الاربعين من العمر لـ(المدى) "كنت اسكن مسجد الرفاعي الذي يقع على مقربة من المنارة وعشت مع اولادي وزوجي في حصار لمدة ٦ اشهر مع نقص الماء والطعام والدواء، وفي يوم حادثة المنارة قام عناصر داعش باخراجنا من منازلنا في الساعة الخامسة الفجر ورأيت الدواعش وهم يضعون على المآذنة الاسلاك والمتفجرات، وبكيت في لحظتها وعلمت انهم سوف يفجرونها، ثم نزحنا بعد ذلك إلى منطقة الميدان، على بعد أكثر من كيلو متر عن منزلنا، وتحررنا في يوم ١ تموز وكانت منطقة الكوازين التي تقع قرب نهر دجلة اخر معركة خاضها داعش فيها، ثم ذهبنا بعد ذلك إلى مخيم حسن شامي الواقع على الطريق بين الموصل واربيل إلى ان عدنا لسكننا في المسجد بعد إعادة اعماره من المنظمات عام ٢٠١٨".
وفي إطار مرحلة اعمار منارة الحدباء وجامع النوري اوضح عمر طاقة المهندس المقيم في المشروع ان مفتشية آثار نينوى واليونسكو عملتا على إجراء دراسات دقيقة وتحريات عن تربة قاعدة المنارة والتي ستبنى عليها المئذنة، واكد ان المنارة سيعاد بناؤها بالمكان نفسه وعلى ثلاث مراحل تشمل المرحلة الأولى صيانة وتقوية ما تبقى من قاعدة المئذنة وتهيئة الاساسات الجديدة في المرحلة الثانية والتي ستكون على عمق ٢٥ مترا تحت الارض كون القاعدة الحالية لا تستطيع حمل المئذنة في الوقت الحالي دون تقويتها.
واكمل طاقة حديثه وقال: ان "المرحلة الثالثة سيتم فيها بناء المئذنة من الطابوق الذي تم جمعه خلال عملية رفع الانقاض من قبل مفتشية الاثار والتي بلغت ٤٤ الف قطعة لغرض استرجاعها للمنارة".