بغداد / شاكر المياح تصوير / احمد عبد اللهلا يزال يثير الدهشة، فمنظر واجهته الأمامية يبعث على الانبهار، معماريته منحته قدرا كبيرا من الجمال والانسيابية التسلسلية، وهذا يعني ان طرازه المعماري يتماهى مع العمارات الحديثة غير انه تعرض للإهمال لسنوات طويلة ففي أحشائه خراب طال أقسامه الداخلية بعد ان اتخذته وزارة الثقافة مقرا لها ردحا من الزمن ما دعا المسؤولين فيها الى تقطيع اوصاله
ليتلاءم مع متطلبات العمل الاداري للوزارة، وبعد انتقال مقرها الى بنايتها البديلة في شارع حيفا، اقترحت الوزارة اعادة أعماره وتأهيله مجددا بغية اداء وظائفه التي انشئ من اجلها، ذلكم هو مبنى دار الازياء العراقية.بعد حصول الموافقة على مشروع اعماره والمباشرة بالتنفيذ،اثير لغط كثير واتهامات عديدة بفساد مالي ورشى دفعت المسؤولين في الوزارة لإبرام عقود الاحالة، وصلت هذه الاشاعات الى حد القذف والمساس بالشرف الشخصي لمديرة الدائرة الهندسية في الوزارة، وللوقوف على حقيقة الاجراءات التي تمت بموجبها احالة المشروع (المدى) التقت عددا من المهندسين العاملين في المشروع وكان هذا الحوار: المهندسة بان عوني قالت: سابقا كان مقر وزارة الثقافة في مبنى دار الازياء العراقية التي هي مخصصة اصلا لعرض الازياء، بمعنى ان وظيفتها المعمارية لا تعدو كونها صالات عرض وتمارين وربما خياطة، وليس مبنى تمارس فيه وظائف ادارية واجرائية، وبهذا فقد اختلف الاستخدام الحقيقي وحتى عدد العاملين فيه، فتخيل حجم ملاك الوزارة كم هو كبير، لذا فقد جرى تقطيع المبنى الى حجرات وغرف واقسام، كل قاعة قسمت الى غرف صغيرة لتستوعب العدد الكبير من الموظفين، ومع ملاك الوزارة، كان هناك كادر دار المأمون ودائرة العلاقات الثقافية ولما افرغنا المبنى وانتقلنا الى شارع حيفا، عاد ملاك دار الازياء ليشغل المبنى بكامله، وعليه كان لا بد من رفع جميع القواطع التي تم تشييدها من الصالات والقاعات بغية ان تكون صالحة تماما لنشاطات وفعاليات دار الازياء وعلى وفق تصميمها الاساس الذي وضعته يومذاك شركة يوغسلافية. rnرفع القواطع عملية اعمار حقيقية وتسترسل: من المؤكد ان رفع اي قاطع سيخلف اضرارا بما كان تحته (كالكاشي مثلاً) فضلا عن كثافة الاستخدامات اليومية من قبل الاعداد الكبيرة من الموظفين (للحمامات والمرافق الصحية وانابيب المياه والمجاري)، وحينما تشغل بناية ب 1000فرد وهي مخصصة ل 100 بالتأكيد ستكون عوامل الاندثار اكبر واسرع ناهيك عن ما تركه تقادم الزمن على المبني وفوق كل هذا كانت بعض الغرف قد خصصت لمبيت افراد الحرس الامني، ومن يشغل المكان لاغراض المبيت غير الذي يشغلها لغرض اداء وظيفة معينة لمدة ست ساعات، اما الأقسام الأكثر تضررا فهي الحمامات والارضيات والمرمر والسقوف الثانوية، والكهربائيات ومنظومات التبريد التي كانت تعمل بواسطة (الجلرات) وتم تغييرها الى منظومات (السبالت) حينما كانت تشغلها الوزارة وحينما رفعت القواطع اتسعت مساحات القاعات فلم تعد هذه السبالت قادرة على احداث التبريد المطلوب للقاعات، وهناك مشكلة او قل معضلة تتمثل (بالجلرات) التي تحتاج الى طاقة كهربائية عالية، هذه المعضلة وضعتنا امام تساؤل جدي: كيف نستطيع ايجاد (جلرات) بطاقة كهربائية واطئة؟، المشكل الاخر هو ان (التنادر) كانت قد اعدت عام 2006 واحيلت في عام،2009 اي ان الفارق بين الاعداد والمباشرة بالتنفيذ ثلاث سنوات كان فيها الكثير من المتغيرات سواء باسعار المواد والبناء وكذلك في البناية ذاتها، اضف الى ذلك التغيير في الكلف النهائية للمشروع اذ كانت الكلفة التخمينية للمشروع من قبل وزارة التخطيط تبلغ 9 مليارات ونصف الملياردينار، وهذا يعني اننا لانستطيع تجاوز هذا الرقم أطلاقاً، ومبلغ العقد هو 6 مليارات و 400 مليون دينار، اذا الفائض من اجمالي الكلفة التخمينية يبلغ ثلاثة مليارات دينار، هذا المبلغ لا يجوز ان نتصرف به الا على وفق شروط وتعليمات وزارة التخطيط، نسبة 25 %من هذا المبلغ الفائض يحق لنا التصرف بها بموجب القانون.rnحسابات ما قبل الإزالة غير حسابات ما بعدها وتسترسل: حسابات ما قبل ازالة القواطع اختلفت تماما عن ما بعد الازالة، فاذا كان هناك انسداد في انابيب المجاري مثلا والتي هي من نوعا الآ هين يقتضي استبدالها جميعا بسبب تآكلها نظرا لقدمها ومضي ثلاثين عاما على انشائها، وتوضح: هذا المشروع احيل للمناقصة مرتين وبوشر بالتنفيذ في تشرين الثاني عام 2009 ومدة التنفيذ تبلغ ستة اشهر وقد توقف بسبب عدم حصول الموافقة على منظومة التبريد، وهذا التوقف محسوب على الوزارة وليس على الجهة المنفذة التي لا نعفيها من التلكؤ بالعمل وعلى سبيل المثال الفقرات التي لا علاقة لها بالتكييف لم لا ينفذها؟ وفقرة اخرى تتعلق باستيراد المرمر ايضا، وكذلك الاجهزة الكهربائية، بمعنى ان كل الفقرات التي تمت الموافقة عليها يفترض ان ينجزها الا ان المقاول لم يفعل ذلك، هناك ثلاث جهات تتعامل بشكل مباشر مع المشروع هي الجهة المستفيدة والمهندس المقيم والمقاول، ولبطء العمل استبدلنا المهندس المقيم، نحاول قدر المستطاع حل المشكلات التي تعترض الانجاز بدءا من السلف والى الموافقات الاصولية، فاذا كان المقاول من الشطارة والكفاءة بمكان يمكنه زيادة
مبنى دار الأزياء العراقية..صرح جميل.. مخرب من الداخل
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 06:26 م