حاوره : يوسف المحمداوي/ترجمة: عمار كاظمبمكتب عبارة عن خيمة سومرية. أكتظت زواياه بلوحات تحيلك إلى الماضي، وآثاث ترى فيه ما تبقى في الذاكرة من صناديق جداتنا الخشبية المزينة بمسامير فضية، أو ما نسميها قديماً بـ(الفاتية). وبابتسامة جميلة حملت في طياتها تواضعاً كبيراً استقبل السفير الايطالي في بغداد السيد موريسيو ميلاني المدى ليحاور صفحتها ضيف الخميس مبيناً لها أن على دول الجوار أن يلعبوا دوراً إيجابياً في استقرار العراق،
مضيفاً أن مسؤولي تلك الدول يجب أن يدركوا أن لا أحد منهم يستطيع الهيمنة عليه، والقبول به كما هو عليه الآن وليس كما كان يوصف في السابق، ويرى ميلاني ضرورة أن تبذل جميع القوى السياسية جهودها في تشكيل الحكومة باسرع ما يمكن، لأن مسألة التأخير لا تصب في مصلحة أحد حسب قوله. وشدد السفير الايطالي على ضرورة مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في الحكومة دون تهميش أحد وفيما يلي نص الحوار:rnسفير ايطاليا في عدة عواصم اوروبية سابقاً من هو موريسيو ميلاني؟- منذ ربيع عام 2006 وانا امارس عملي كسفير لبلادي في جمهورية العراق، ومن اجل التوضيح فانا كنت الممثل الدائم لإيطاليا في لجنة الأمن والسياسة بالاتحاد الاوربي، وقبل ذلك كنت المدير العام لدائرة افريقيا في وزارة الخارجية الايطالية ،ومارست عملي كسفير في اثيوبيا، بعد ان كنت في هيئة وزارة الخارجية مسؤولا عن التعامل مع التشريع وشؤون البرلمان، وعملت مبعوثاً دبلوماسياً في عدة عواصم اوروبية مثل لندن و بلدان أخرى.ولدت في روما في كانون الاول عام 1947،لكن عائلتي تنحدرمن مدينة توسكاتا. حاصل على شهادة اكاديمية في القانون والاقتصاد وكذلك لدي شهادة خاصة في العلاقات الدولية وقد دخلت في العمل الدبلوماسي منذ عام 1972.rnحكومة ذات سيادة كاملة مادمت منذ عام 2006 داخل المشهد السياسي العراقي كيف تقيم ماهو حاصل في التجربة الديمقراطية الحالية؟ - هناك تقدم كبير في هذا المجال على المستوى السياسي والامني لكن هذه العملية تحتاج إلى فترة زمنية أطول حتى تكتمل وتنضج، واتذكر جيداً حين قدمت إلى هنا عام 2006 كانت التجربة تمر بظروف حرجة في ذلك الوقت، والحكومة ذات سيطرة محدودة على الوضع في البلد، وكانت اجزاء كبيرة من العراق تخضع لسيطرة المليشيات والمجاميع الارهابية، والقوات الموجودة على الارض متكونة بشكل رئيس من القوات الامريكية والقوات الدولية، وحتى مع تسلم العراق سيادته شكليا لكن في واقع الامر كانت امكانياته محدودة ،وخلال الاربع سنوات الاخيرة حدثت تغييرات كبيرة حيث اصبحت الحكومة قادرة على السيطرة تماما على الوضع الامني، والملف الامني انتقل بشكل تدريجي من القوات المتعددة الجنسيات إلى الحكومة العراقية. والان ممكن ان نقول حتى لو كانت الدولة العراقية ضعيفة لكنها حكومة ذات سيادة كاملة، وكذلك في مفهوم المصالحة الوطنية هناك تقدم كبير قد حصل. والجميع يتذكر انه في انتخابات عام 2005 لم يشترك عدد كبير من السنة فيها لكن في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العام الماضي والانتخابات البرلمانية في هذا العام شاركت جميع مكونات الشعب العراقي، وهذا ما يمثل بالطبع مشاركة كاملة في العملية السياسية، و في نفس الوقت نرى هناك بوادر بدايات جيدة لعملية اعادة اعمار البلاد على الرغم من الوضع الامني غير المستقر تماماً، وعدم وجود القدرات في الكثير من إدارات الوزارات العراقية وهو ما لايسهل هذه العملية . كذلك فان النشاطات الاقتصادية قد تم اعادتها بشكل ايجابي لكن بالطبع مازال الوضع الامني يعاني من النقص في القدرات.rnالخدمات غير مقنعة ذكرتم أن غياب القدرات في الوزارات هو السبب في تلكؤ عملية الاعمارهل تقصد بذلك الفساد الاداري الذي غيب عنصر الكفاءة؟ - الفساد هو واحد من الاسباب ولكنه ليس كلها. لسوء الحظ فان الاداء في تقديم الخدمات مازال غير مقنع لذلك يشعر المواطنون حتى لو رأوا هذا التقدم من الناحية الامنية وبعض النواحي الحياتية المعنية، لكن تبقى لديهم مشاكل أخرى في مجالات الكهرباء والماء والخدمات الاساسية الاخرى، لذا فان عمل الحكومة الجديدة يجب ان يتركز في تعزيز الاستقرار في البلاد وفي مجال اعادة الاعمار. على الرغم من مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في الانتخابات لكن الحكومة لم تتشكل لحد الان كيف تنظرون إلى هذا المشهد؟ - انها المشكلة الكبرى في الوقت الحاضر فبعد عدة اشهر على انتهاء الانتخابات لم تتشكل الحكومة، ومن الطبيعي كلما مر مزيد من الوقت كلما ازدادت الصعوبات، نحن نتفهم الوضع جيداً في بلد مثل العراق الذي يتكون من عدة اطياف، ومع الاخذ بنظر الاعتبار نتيجة الانتخابات يحتاج إلى حكومة تتضمن جميع مكونات الشعب العراقي والقوى السياسية الكبيرة فيه. الانتخابات جرت على أساس طائفي ماهي مبررات التأخير في رأيكم؟ - ارى ان الظرف الحالي الذي يمر به بلدكم يحتاج إلى حكومة تتضمن كل القوى السياسية حتى لو ادى ذلك إلى ابطاء قابلية الحكومة في اتخاذ القرارات السريعة ، ان من الاساسي ان تكون هناك اغلبية مكونة من عدة اطراف اي ان تحتوى على وجهات واحزاب متعددة سواء كانت للمالكي او علاوي، أي ان هناك مكونات لايمكن تشكيل الحكومة بدونها، نعم هناك اغلبية لكن هناك خصوصية لبلدك
السفير الإيطالي لـ المدى:ليس باستطاعة أي من دول الجوار الهيمنة على العراق
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 06:31 م