ترجمة: عدوية الهلالي
غليندا جاكسون، التي توفيت عن عمر يناهز 87 عامًا، كانت تتمتع بمهنة لا مثيل لها من قبل أي من معاصريها.
من 1957 إلى 1992 تمتعت بنجاح كبير على خشبة المسرح، فيلم (فاز مرتين بجائزة الأوسكار) والتلفزيون. من عام 1992 إلى عام 2015، كانت نائبة عن حزب العمال، أولاً عن هامبستيد وهايجيت، ثم في دائرة هامبستيد وكيلبورن، وأصبحت نائبة صريحة بشكل ملحوظ. في عام 2016، عادت إلى التمثيل في الملك الرائع لير في أولد فيك، لندن؛ في وقت لاحق، في برودواي، حصلت على جائزة توني لأدائها في ثلاث نساء طويلات القامة لإدوارد ألبي.
ولدت جاكسون في بيركينهيد، وبرزت لأول مرة في عام 1964، في موسم بيتر بروك التجريبي لموسم القسوة في أكاديمية لندن للموسيقى والفنون المسرحية (لامدا)، حيث تم تجريدها من ملابسها والاستحمام وارتداء زي السجن. كلمات تقرير عن قضية كريستين كيلر. واصل جاكسون الانضمام إلى RSC، حيث لعب دور شارلوت كورداي في إنتاج Brook لمارات / ساد وأوفيليا إلى ديفيد وارنرالصورة هاملت في ستراتفورد. من الناحية النبوية، بدأت بينيلوبي جيليات مراجعتها في الأوبزرفر بالقول إن جاكسون كان أول أوفيليا الذي كان يجب أن يلعب دور هاملت. كتب جيليات: "إنها تصنع أوفيليا، استثنائية وكهربائية، مع ذكاء يضايق المحكمة وسلطة مزدهرة مليئة بالكره الذاتي لهاملت".
كانت هذه الصفات واضحة في الكثير من أعمال جاكسون اللاحقة: عقل حاد، مستكشف، وكاشف هراء مدمج سمح لها برؤية جميع أشكال التظاهر. أتذكر دائمًا كيف وجهت إليزابيث الأولى في فيلم عام 1971، ماري، ملكة اسكتلندا، ضربة للضفيرة الشمسية لإيرل ليستر الأولى كانت ستسقط محمد علي. لكن جاكسون يمكن أن تكون أكثر صعوبة: في نفس العام قامت بعمل روتين فريد وجينجر في عرض Morecambe and Wise Christmas، وفي عام 1974 فازت بجائزة أوسكار ثانية (كانت الأولى لها من أجل Women in Love) وهي تلعب دور مصممة فساتين لديها علاقة محمومة مع رجل الأعمال الأمريكي جورج سيغال في A Touch of Class.
عظيم… جاكسون في مارات / ساد (1967).
عظيم… جاكسون في مارات / ساد (1967). الصورة: رونالد جرانت
إذا كانت هناك خاصية واحدة تحدد مهنة جاكسون، فهي الرغبة في المخاطرة. لقد رأيت ذلك في اثنين من أفضل عروضها المسرحية. في عام 1983، لعبت دور امرأة مقطوعة من جذورها في فيلم بوثو شتراوس الكبير والصغير وأظهرت ما أسميته "القدرة المخيفة لبطلة بيكيت على التحديق في الهاوية". بعد مرور عام، كانت رائدة في فيلم "يوجين أونيل" Strange Interlude الذي امتد لأربع ساعات فأكثر، حيث التقطت كل الاضطرابات الداخلية لامرأة تُظهر كلًا من البهجة والاشمئزاز من الرجال الذين تمتلكهم بشكل مختلف.
عادت هذه الرغبة في المخاطرة إلى الظهور في عام 1992 عندما قرر جاكسون التخلي عن التمثيل والوقوف كنائب عن حزب العمال. روي هودجز، التي تزوجت من 1958 إلى 1976، قالت ذات مرة بإعجاب: "إذا ذهبت إلى السياسة لكانت رئيسة الوزراء. إذا كانت قد دخلت في الجريمة، فستكون جاك السفاح ". على الرغم من أنها كانت نائبة مجتهدة وشعبية في دائرتها الانتخابية، إلا أنها لم تحقق نبوءة زوجها السابق. كانت وزيرة نقل صغيرة من 1997 إلى 1999 لكنها استقالت من المنصب، وعلى الرغم من أنها وصفت نفسها ذات مرة بأنها "في منتصف الطريق"، إلا أنها كانت تنتقد بشدة توني بلير بشأن حرب العراق بل وهددت بالوقوف ضده كمرشح مطارد للقيادة. كما كان من مظاهر كراهيتها للنفاق أنها كانت واحدة من عدد قليل من النواب، بعد وفاة مارغريت تاتشر، لمهاجمة رئيس الوزراء السابق لإسهاماتها في البطالة والتشرد.
عند التنازل عن عضويتها كعضو في البرلمان على أساس أنها كانت في الثمانين من عمرها تقريبًا، أذهل جاكسون الجميع بالعودة إلى التمثيل. بعد إجراء مقابلة معها علنًا قبل فترة وجيزة من لعبها مع King Lear، أدهشني نشاطها العقلي الخافت، لكنني تساءلت كيف أن هذا الشخص الذي يبدو ضعيفًا على ما يبدو، والذي ترك المنصة بنوبة سعال، سيكون قادرًا على الاستمرار في ثمانية عروض في الأسبوع. أنا لا يلزم القلق. كانت جاكسون رائعة لير التي جلبت رؤيتها الفريدة إلى هذا الدور: بعد أن قدمت أول دخول لها جنبًا إلى جنب مع حبيبتها كورديليا، واصلت إلقاء ابنتها الصغرى على الأرض في غضب شديد. يشمل الجنون والعقل، والغضب والحنان، والقوة الصوتية والضعف الجسدي، كان هذا ليرًا عظيمًا: واحد كرره جاكسون في برودواي، وإن كان في إنتاج مختلف. بالعودة إلى التلفزيون في عام 2019، قدمت أداءً مؤثرًا للغاية كجدّة تعاني من الخرف في إليزابيث مفقودة.
لم يكن هناك ما يبعث على الدفء أو الراحة في جاكسون، وهذا هو السبب في أنها لم تصل أبدًا إلى المكانة المريبة باعتبارها كنزًا وطنيًا. ولكن، تحت المظهر الخارجي الهائل قليلاً، كان هناك قدر كبير من الدفء والفكاهة، وكممثلة، كانت تتوق إلى التحدي الذي يقابله ذكاء خارق يضمن تذكرها طويلاً
