اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج الألماني فرنر هرتزوغ..صنع الأفلام حياة من مغامرة طبيعية، فالمظاهر الملموسة هي المركز

المخرج الألماني فرنر هرتزوغ..صنع الأفلام حياة من مغامرة طبيعية، فالمظاهر الملموسة هي المركز

نشر في: 21 يونيو, 2023: 11:55 م

ترجمة: عباس المفرجي

بالنسبة لرجل " شبكته الاجتماعية " طاولة مطبخه، شخصية فرنر هرتزوغ حاضرة بوفرة على الانترنت. يمكنك رؤيته (في لقاء تمّ مونتاجه على نحو مضلل) متحدثا بنبرة مأساوية عن ((شناعة الحماقة)) للهيبسترز [ الناس الذين يتبعون آخر صيحات الموضة] والجمهوريين.

(في الأصل كانت المناقشة تدور حول الدجاج.) وهو هنا (أو بالأحرى أحد ما يمثل شخصيته)، صوتا فقط، يترنم حول الحِدّة الكئيبة لـ " أين والدو " [ كتاب للأطفال للانكليزي مارتن هاندفورد]. (حاز هذا الكْليب على اكثر من مليون مشاهد على اليوتوب.) والأكثر إثارة للإهتمام هو ظهوره في الفيلم القصير للمخرج لس بلانك (هذه المرة بشخصه الحقيقي) وهو يأكل حذاءه إحتفالا بالإنجاز الناجح لفيلم ايرول موريس " أبواب الفردوس " (1978). بينما الحذاء يغلي، يخاطب هرتزوغ الجمهور الذي حضر الحفل قائلا، أن صناعة السينما تجعل من فنانيها مهرّجين، كما حدث لاورسن ولز، و، كما يقول، حتى لفرانسوا تريفو. ويمكن أن يبدو أن وسائل الإعلام حوّلت فعلا هرتزوغ الى مهرّج، من ألماني طرازيبدئي مفرط الجدّية الى " Ahrtist " [ فنان] ساخر، مضحك.

كما لو أن الغمّ الواضح لرؤيته عن العالم يحثنا على القهقهة عليه. يمكن مشاهدة هرتزوغ اونلاين، يُطلق عليه الرصاص من أير- رايفل [ بندقية تطلق الرصاص بإستخدام الهواء المضغوط] قنّاص أثناء مقابلة مع مارك كرمود. الى حد ما، من الصعب تخيّل حدوث أشياء مثل هذه لأي مخرج شهير آخر، وحتى أكثر صعوبة تخيّل إنها كانت تُجابَه بثبات هرتزوغ اللامبالي، المتشائم. (يقول هو: ((لا أفاجأ إن يُطلق عليّ الرصاص.))) تماما قبل أن تصيبه بندقية القناص تلك، كان هرتزوغ يقول في المقابلة: ((في ألمانيا... لا أحد يهتم بأفلامي.)) في مكان آخر، هي بلا شك محط إهتمام، وإن ليس بالقدر الذي يجب ان تكون عليه؛ لأن مهرّج تلك الكليبات في اليوتوب هو أيضا صانع لبعض من أكثر الإفلام إلهاما وإرباكا في الخمسين سنة الأخيرة.

في فيلم " رجل رمادي " (2005)، الذي هو جزئيا طِباق للرؤية الديزنية [ نسبة الى والت ديزني]، العذبة عن الطبيعة التي يحملها بطل محب للدببة، يصرّح هرتزوغ بكآبة: ((أعتقد ان القاسم المشترك للكون هو ليس الهارمونية، بل الفوضى، العدائية والقتل.)) ليس من المفاجئ أن واحدا من الأشياء الأخيرة التي قام بها إيان كورتيس [ مغني انكليزي]، عضو فرقة جوي ديفيشون، قبل أن يشنق نفسه كان مشاهدة فيلم هرتزوغ " ستروشيك " (1977). لو مُنِح مخرج غيره فرصة التصوير في انتاركتيكا [ المنطقة المحيطة بالقطب الجنوبي] لربما كان إستسلم لإغراء نَسْخ الفتنة المجسّمة في فيلم الاوسكار " مسيرة طيور البطريق ". لكن " لقاءات على حافة العالم " (2007) يتوجه بعيدا عن الإغراء بقدر الإمكان، وعندما يستسلم في النهاية لإغراء الطيور، يركز هرتزوغ على " عَهْر البطريق " والدوافع الإنتحارية لطيور البطريق، التي من غير سبب محسوس تغادر المستعمرة فجأة، وتتجه الى الجزء الداخلي من البلاد، متهادية على نحو بائس عبْر الثلج نحو القطب الجنوبي البعيد ونحو الموت المحتوم.

في النظرة العامة، يمكن رؤية أفلامه كسلسلة من روايات غراهام غرين معاد كتابتها بقلم دي أتش لورنس. مثلما لدى غرين غرينلاند، لهرتزوغ هرتزوغلاند، والمملكتين تتقاسمان حدودا واحدة. كما غرين، يؤكد هرتزوغ أن مكان أفلامه هو بلد غير مكتشَف، لكنه العالم كما هو في الواقع. تنوّع المواقع والبيئات في أفلامه مدهش: من الغابات البيرونية للفيلم المدوِّخ " أغويرا، غضب الرب " (1972) الى ألمانيا البيدارماير [ اسلوب في تصميم الأثاث والديكور الداخلي في المانيا في الفترة 1815- 48 تميّز بالتحفظ، التقليدية، وبمبادئ مذهب المنفعة] للفلمين " نوسفيراتو " و" وويزيك " (كلاهما عام 1979)؛ من لانزاروته المغبرّة ما قبل السياحة لفيلم " حتى الأقزام يبدأون صغارا " (1969) الى المناظر الخيالية العلمية لحرائق النفط الكويتي بعد حرب العراق الأولى لفيلم " دروس عن الظلمة " (1992). غنى إهتماماته مذهل: الحجاج المتدينين بنشوة؛ رسوم كهوف ما قبل التاريخ؛ الدلّالون الامريكيون سريعو الكلام؛ المتزحلقون على الجليد؛ المبشرون الدينيون الذين يظهرون في التلفزيون؛ ناصبو الشراك السيبيريون؛ الأعمى، الأصم والأبكم. صنع أكثر من ستين فيلما، روائي وتسجيلي معا، و، في المجموع، تبدو كأنها أعمال مخرجين عديدين، مع هذا تحتفظ كلها برؤية رجل واحد عن كوكبه اليائس. بإهتمامها الدائم بالغرابة في العالم، التي لا تحصى في الكائنات البشرية، بمقدور هذه الأفلام أن تلازم ذاكرتك.

صنع الأفلام بالنسبة له كان حياة من مغامرة طبيعية، حيث المظاهر الملموسة من العملية هي المركز. مع الكاميرامان توماس موش، إعتاد هرتزوغ السير وراء موش، يداه حول خصره، أو مكلّبة بحزامه، كي يصبح هو والكاميرا، مشغلها، واحدا.

جمالية الأصالة تقوده في صنع الفيلم. انها موجودة في أفلامه الروائية، في توزيع الأدوار على أناس مثل برونو أس، نجم فيلم " لغز كاسبار هاوزر " (1974) و" ستروشيك ". كان برون أس هامشيا، مغني جوّال برليني معلول، يُكلّف باداء شخصيات كانت على نحو مماثل هامشية ومعلولة. شيء واحد يجعل وثائقيات مثل " ديتر الصغير بحاجة الى الطيران " (1997) أو " أجنحة الأمل " (1999) مؤثرة جدا هو أن هرتزوغ يقنع مواضيع فلميه هذين الى إعادة زيارة مواقع الصدمات التي مرّوا بها وحتى إعادة تمثيلها في غابات آسيا وأمريكا الجنوبية. ما يتحوّل الى مجرد إلتزام بـ " الواقعة " هو إحساس هرتزوغ بأن الحقيقة الواقعية تكمن غالبا في السمة المجازية للأحداث. في " ديتر الصغير بحاجة الى الطيران " وفيلمه الروائي المعاد الصنع " فجر الإنقاذ " (2006)، يستخدم لقطات السلوموشن نفسها للقاصفات الامريكية ملقية النابالم على الريف الفيتنامي. في " فجر الإنقاذ "، تكون مصاحَبة بموسيقى اوركسترالية، وتبدو حزينة، فخمة، مهيبة – لقطات متتابعة سوداوية معادية للحرب. في " ديتر الصغير "، يرافقها غناء التوفان الحلقي [ نوع من الغناء الفولكلوري في جنوب سيبيريا يؤدى بالغمغمة]، فتصبح مبتهجة، مجنونة. من جانب آخر، الفيلم الغريب على نحو مدهش " وودابي، رعاة الشمس " (1989)، مع مسابقة الجمال في قبيلة بدوية لإختيار الرجل الأكثر جمالا (يمكن ان يكون فيلما لقناة الناشينال جيوغرافيك)، مع رجال القبيلة طوال القامة على نحو هائل، المهندمين، المزينين بشكل رائع، واقفين على رؤوس اصابع أقدامهم، فاتحين عيونهم على وسعها (العيون الأكثر بياضا هي الأكثر حظا في الفوز)، أفواههم مبتسمة متكشفة عن أسنان بارزة. فقط سيضيف هرتزوغ أوبيرا على الشريط الصوتي، ليجعل من هذه المقاطع الموسيقية الراقية للثقافة الاوربية تبدو غريبة، مزعجة وسطحية كما هي ملابس القبيلة.

هناك القلّة من المخرجين الذين يهتمون بعالم الأسواق اليومي، تسديدات الرهن العقاري وقنوات سكاي الرياضية. هرتزوغ لا يزدري " الشخص العادي "، لأنه من الصعب تخيّله يؤمن بمخلوق نادر وتخيّله يزدري أي أحد. مع هذا، في خلفية أفلامه يبقى إحتقارا محزنا لفرد جذلان، تافه من " العامة " – ذلك الشخص الإفتراضي الذي يقبل المجتمع كما هو، الذي يؤمن بأن الخبز سيأتي دائما جاهز التغليف، والذي هو مشغول دائما بتحديث صفحته في الفيسبوك ليرى كيف يمكن للطبيعة في أي لحظة أن تجرفنا جميعا بعيدا عن الأرض. من حسن الحظ، تتجسد هذه الشخصية المفترضة بشكل نادر في شخص في أفلامه. لأن كل أناس هرتزوغ – في افلامه الوثائقية كما في الروائية – يُعرَضون عوضا عن ذلك وهم في علاقة مع هاوية اخلاقية أو وجودية. من هنا، هذا الإهتمام الحالي لهرتزوغ بالقتلة في زنزانة الإعدام. في أكثر افلام هرتزوغ إرباكا، تكون الحياة الانسانية منطقة محاصَرة، إضطرابا للوعي في حضارات مهلهلة. تجربته وهو طفل للخرائب في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية ربما حقنته بهذا الإحساس، بأن يحيا حياته في الإنهيار الأخلاقي والنفسي للثقافة.

إلهه هو الطبيعة – لكن لا الطبيعة الوديعة المعتدلة الحليمة ليسوع، بل طبيعة يَهْوَه العهد القديم المرعبة، الهائجة. ربما الى جانب تيرنس مالك، هومن آخر صنّاع الفيلم الذين لديهم إحساسا بالسامي. مشهده الأخلاقي يبزغ من هذا الفضاء – إنسانية سهلة الإنقياد ضعيفة حبيسة في هوّة بين طبيعة لا مبالية ورب منتقم. وهناك يسعى أناسه الى إضفاء معنى على حياتهم. في مسيرة أفلامه، يقدّم هو ناسا لا يمكن تخيّلهم – كما الحال مع الشخصيات الصحراوية في فيلم " فاتا مورغانا " (1970): السيدة عازفة البيانو والقوّاد عازف الطبل الذي يعزف موسيقى كاباريه في مبغى لانزاروته؛ الجندي المضطرب عقليا، الهارب من الفيلق الأجنبي، ممسكا برسالة ممزقة من أمه؛ الألماني المحب للسحليات. ممثل واحد بشكل خاص سيكون مرتبطا بهرتزوغ الى الأبد – كلاوس كينسكي، الذي ظهر في خمسة من أفلامه. حَصْر غضب كينسكي وعجرفته في مجرى مبدع على الشاشة كان إنجازا هائلا. لكن الإنجاز الأعظم كان إستنباط رقة كينسكي، مرحه، وحتى تحفظه.

حب هرتزوغ يُعنى بأي شيء في الكائنات البشرية يسعى الى الإتصال، الى المعنى – حتى عندما يبدو الشكل الذي يأخذه هذا السعي شاذا، مجنونا وفي غير موضعه. هو هناك في هوى ديتر دنغلر للطيران، هذا الهاجس بالآمان والحرية في السماوات، التي بدأ وهو صبي صغير يحدّق بها حين قصفت طائرة امريكية قريته البافارية.

ما من فيلم أظهر مثل هاته الإفتتانات الهادية بشكل أكثر وضوحا من " فيتزكارالدو " (1982). إنه غريب حين يبدو انه يقيم إتصالا، وهو مذهل بالطريقة التي يكون بها ديفيد لين أحيانا – لين، الذي كان مشروعه الأخير الذي لم ينجز إقتباسا عن رواية جوزيف كونراد " نوسترامو " [ تحوّل فيما بعد مسلسلا مصغرا من إنتاج البي بي سي]، رواية عن مناجم الفضة وثورة الجنوب الامريكي. ثمة شيء من " جسر على نهر كواي " في هوى " فيتزكارالدو " الأحادي المسّ لجلب الأوبيرا الى الغابة. في سبيل تحقيق ذلك، كان عليه أولا أن يسحب مركبا بخاريا ضخما على تل عال يقسم نهرين، متفاديا منحدرات النهر غير الصالحة للملاحة، وهكذا سلك طريقا مختصرا الى غابة من أشجار المطاط. يعرض لنا هرتزوغ آلية إنجاز هذا العمل، حين يسحب فعلا الممثلون وطاقم الفيلم (وعدد كبير من السكان المحليين الـ " أكستراس " [ أشخاص يُستأجَرون للتمثيل في مشهد جماعي]) ذلك المركب فوق الوحل المائع. إنه عمل شاق، إستثنائي، ومجنون. مع ذلك، يُكلل جهدهم بفشل فوري؛ خيبة الأمل الواضحة للحلم. لو كان الفيلم توقف عند هذا الحد، لكان مساهمة جميلة عن إخفاق الطموح البشري. لكن في النهاية، يجلب فيتزكارالدو فعلا الأوبيرا الى الداخل، الى السموّ في تلك الدقائق الأخيرة التي تأخذ الفيلم الى الأعالي التي حتى لين لم يفكر ببلوغها.

هوية هرتزوغ كصانع أفلام هي مميّزة جدا، بحيث أنها تشي حتى بالأفلام التي تبدو على نحو مريب فقط أنها أفلامه. فيلم " ناس سعداء " (2010) كان في الحقيقة من إخراج ديمتري فاسياكوف، والفيلم الإستثنائي " رجل رمادي " (2005)، هو تقريبا تعاون مشترك مع رجل ميت، مركّزا على اللقطات التي صوّرها تيموثي تريدويل عن أصيافه التي قضاها بين الدببة الرمادية في الاسكا. في كلي الفيلمين يبني هرتزوغ المادة، و، الأهم من كل شيء، يتصرّف كمفسِّر لها، مكتشفا شيئا خياليا في عمل صانع فيلم آخر. ربما كانت اللقطات صُوِّرت من قبل شخص آخر، لكن فكرات الفيلم جاءت من هرتزوغ. " رجل رمادي " هو فيلم عن تقاطع الخط الفاصل الإنساني- الحيواني (رحلة أخذت تروديل الى حتفه الأخير)، وهو أيضا حول السينما نفسها. طابق تروديل نفسه بحماقة مع الدببة الذي يصوّرها، لكن أيضا مع الكاميرا التي تصوّره. ولإكمال دورة الهويات المتدفقة، من الصعب عدم الإحساس بأن هرتزوغ يقف بعيدا عن تريدويل، ناظرا اليه، بينما هو بطريقة ما يتضاعف معه.

كان هرتزوغ صنع حفنة من أفلام أكشن هوليوودية، مثل " فجر الإنقاذ " و" الملازم السيء " (2009)، وكلاهما يستحقان المشاهدة. (في الفيلم الأخير، كان فخرا لهرتزوغ أن ينتزع ذلك الأداء العظيم من نيكولاس كيج، الذي تعوّد في الغالب أن يهبط بأدائه أثناء أي فيلم.) مع ذلك، في الجزء الكبير من فترة أفلامه الأكشن، من " إشارات الحياة " (1968) الى " فيتزكارالدو "، حسّ هرتزوغ عن التوقيت والإيقاع هو لاهوليوودي الى أبعد حد. أفلامه آسرة؛ ليست فخمة أبدا، لكنها بطيئة؛ فيها إطالات؛ اشياء يمكن أن تجري بضجر. فيلمه، الذي أفترض إنه يدعى مجازا " وثائقي "، عن الصحارى، " فاتا موغانا "، يُفتتح بثمان لقطات موسعة عن ثمان طائرات جت تهبط على المدرج؛ في اللقطة الخامسة وجدت نفسي أتلوّى على مقعدي من الإحباط. تتبعها لقطات طويلة، دائرية، ملتفة عن الصحراء. مع هذا، يترك إيقاعه للحظات مجالا للسكون ويتيح للموضوع أن يكشف عن نفسه. لكن فقط حين تدخل الحيوانات والبشر السخفاء على نحو لا يُطاق الفيلم، يبدأ إهتمامنا باليقظة.

في النهاية، برغم الكآبة العظيمة التي تغلف فلسفته، يبقى هرتزوغ واحدا من أكثر صنّاع السينما الأحياء شهرة، وتأثيرا راقيا. القصة المروية في " ديتر الصغير بحاجة الى الطيران " هي تقريبا متجهمة على نحو لا يطاق. مع هذا، في الأخير، يكرّم الفيلم فكاهة دنغلر الطيبة، مرونته، رغبته الغامرة في الحياة؛ بعد وصف التعذيب المريع الذي إبتلاه به الفيت كونغ، يهز كتفيه لامبالاةً ويقول: ((كانو دائمو التفكير بأشياء جديدة يفعلونها معي!))

لأكثر من خمسين عاما، كان هدف هرتزوغ إنتاج صور ملائمة لواقعنا. في ختام " بلاد الصمت والظلمة " (1971)، يصوّر هرتزوغ هنريش فلايشمان، رجلا أصما واعمى معا، كان نسى كيف يتكلم ويكتب، وعاش جزءً من حياته في حضيرة مع الحيوانات. حالة فلايشمان هي من المحتمل من الكآبة التي لا يمكن تخيلها. ومع ذلك، إذ يشارف الفيلم على النهاية، يتحرك فلايشمان، نزقا ومحبطا، بعيدا عنّا ويسير عبْر حديقة، حتى يتعثّر بشجرة. قد تكون هذه اللحظة يائسة، وحتى هزلية بيأس، حتى يتوقف هو ويدنو من الشجرة، ومن ثم، متلمسا طريقه بثقة أكبر، يتحسس بأصابعه الجذع والغصون والأوراق في حالة لا بد أن تكون نشوة من فضول وبهجة. إنها علامة على إنجاز هرتزوغ، الذي يقدمه لنا بالكثير من من الصور التي تكبّل هشاشتنا ومحنتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!
سينما

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!

يوسف أبو الفوزصدر للكاتب الروائي السوري، المبدع حنا مينا (1924- 2018)، الذي يعتبر كاتب الكفاح والتفاؤل الانسانيين، في بيروت، عن دار الآداب للنشر والتوزيع، عام 1978، كتاب بعنوان (ناظم حكمت: السجن… المرأة.. الحياة)، يورد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram