وديع غزوانبألم بالغ تلقى المواطنون اخبار اخفاق البرلمانيين من التوصل الى اتفاق او وضع آلية وصيغة عمل مناسبة, في اجتماعهم الاخير تحت قبة مجلس النواب يوم 27 / 7/2010,وما سبقه ولحقه من اخفاقات لتشكيل الحكومة. ورغم ان النتيجة لم تكن مفاجأة للكثيرين بل ومتوقعة , في ضوء ما يترشح من حوارات عقيمة بين الكتل الفائزة , فان المواطن منّى النفس , بقليل من الآمال,
عسى ولعل ان يصحو البعض او تتملكهم صحوة ضمير , تقلل فجوة الخلافات ان لم تنهها , ليصارالى تمهيد لحل الازمة الخانقة التي تمر بها العملية السياسية, وتؤدي لاحقاً بالنتيجة الى وضع يمكن البرلمان والحكومة وحتى رئاسة الجمهورية، من ممارسة دورهم بحسب الدستور. الكل يصرح بانه قلق وساخط ويعلن ان ما يجري خرق دستوري آخر, وتعطيل لعمليات البناء التي نحن بأمس الحاجة اليها, لكنهم في نفس الوقت لايتورعون عن الاستمرار في نفس النهج بحجج وتفسيرات لانظن ان لها علاقة بمصلحة الوطن وشعبه ومستقبلهما المرتبطين معاً. ومهما كنا موضوعيين لايمكن الا ان نلقي باللوم على كتل سياسية بعينها, لانها غلبت مصالحها الضيقة على ماهو اهم واكبر ونقصد به العراق الجديد وعمليته السياسية التي شوهت في اكثر من مناسبة ومن اكثر من طرف يدعي حرصه عليها , غير ان كل سلوكياته تدل على عكس ذلك . وسط تلك الصورة المشوهة, كان المواطن وما زال, بجوعه وشقائه وألمه, منحازاً للوطن الذي ليس له سواه, يعطي بموقفه اكثر من درس. فهو وبعد ان لمس منذ 2003 حتى الان, لهاث البعض وتهافتهم على المكاسب وتوحدهم واتفاقهم على مبدأ النفعية, واختلافهم وتباعدهم عن القضايا الوطنية, متمسك بخياره الديمقراطي وبوضع بصمته في ورقة الناخب وبقي وفياً لخياره في مستقبل جديد قد لايقطف ثماره هو لكنه متشبث بالمستقبل وتهيئة اجواء قد تحصد خيرها الاجيال القادمة, وهو مؤمن بان لابد من يوم تصحح فيه الموازين, فيأخذ ابناء الوطن استحقاقهم بحسب الكفاءة ويتنافسون في كل مجالات العمل السياسية او الوظيفية على وفق هذه الاسس بعيداً عن المحاصصات والاتفاقات والمحسوبيات, ويكون فيه للمواطنة اعتبارها الصحيح دون تهميش او اقصاء للاخر. ربما يتصور البعض اننا غير واقعيين في منح المواطن كل هذا الحجم والقدرة على التأثير., وان اكثر ما تتجاذبه في العراق المفاهيم الطائفية والعرقية التي هو غارق فيها شاء ام ابى, وانه بلا رأي في اكثر الاحيان, غير اننا لانملك الاان نحتكم الى منطق الاشياء وواقعها لندرك اننا ما زلنا لم نعط العراقي حقه فتناسينا, رغم قسوة الظروف, كيف عبّر هذا المواطن البسيط الذي لم تخرب نفسيته اهواء السياسة وتجاذباتها و في اكثر من موقف, عن تمسكه بقيم التسامح والتعايش والوحدة الوطنية, عندما كان يتقاسم ابن ميسان والبصرة وكربلاء الخبز والالم وتحمل الظلم ومقاومته مع ابن بغداد والانبار وصلاح الدين واربيل ودهوك والسليمانية, وهونفسه من وأد الفتنة الطائفية رغم ما ارتكبته عناصر الجريمة من قتل وتهجير ما زلنا نعاني بعض اثارها, مواطن كان وما زال قدره ان يدفع فواتير خلافات احزاب, مازالت تعيش اسقاطات الماضي, دون ان تتعلم من دروسه شيئاً عدا ما يفيدها وينفعها. عراقي وطني حد النخاع ,الذي يكد ويشقى من اجل لقمة العيش في ظروف لاتحتمل حيث لاكهرباء ولاماء ولاخدمات ووسط درجات حرارة تتجاوز الخمسين مئوية , مع ذلك ما زال يعقد الامل ويثق بامكانية تصحيح الاخطاء , غير مكترث بلا ابالية بعض من حكمت تعقيدات العملية السياسية ان يكون احد ممثليه في مجلس النواب دون ان يصدق هو نفسه , فتراه انتهز اول فرصة بعد اداء اليمين ليلتحق بعائلته في الخارج، في وقت تواجه فيه العملية السياسية تحديات جسيمة. هذا هو العراقي يا نخبنا السياسية يتظاهر ويعلن عن رأيه وتذمره بصوت عال في الشارع والمقهى والدائرة ومن على شاشات الفضائيات, دون خوف, وهو حق لايريد ان يضيع وسط تدافع بعض السياسيين على المناصب, لذا نحسب ان من حق اي واحد منا ان يقول لاعذر بعد اليوم.
كردستانيات: لاعذر بعد اليوم
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 06:55 م