ترجمة: نجاح الجبيليأجرى الحوار: ريتشارد فيليبسموقع الاشتراكية الدوليةتعد تهمينه ميلاني من المخرجات الإيرانيات المعروفات وقد أخرجت تسعة أفلام طويلة بضمنها "أطفال الطلاق"-1989 و"أسطورة التنهد"-1991 و "ما الأخبار بعد؟"-1992 و"كاكادو"-1996 و"امرأتان"-1999 و"النصف الخفي"-2001 "رد الفعل الخامس"-2003 و"امرأة غير مرغوب بها"-2005 و"التهدئة"-2006 ، "تصفية حساب"-2007 و"نجم متفوق"-2008
في 26 آب سنة 2001 تم اعتقال ميلاني وسجنت من قبل المحكمة القضائية الاسلامية بعد بضعة أسابيع من اطلاق فيلمها "النصف المخفي". وبينما أجازت الحكومة الفيلم إلا أنها اعتقلت مخرجته بتهمة" استغلال الفنون كوسيلة للأفعال التي تناسب أعداء الثورة"!!بقت ميلاني في الحجز لمدة اسبوعين وهددت بعقوبة الموت. وأخيراً أطلق سراحها بعد احتجاجات واسعة في إيران والعالم ورفعت عنها الاتهامات. فيلم "النصف الخفي" هو قصة حب تبدأ في بواكير التسعينيات"فرشته"(تؤدي الدور نيكي كريمي) بطلة الفيلم الرئيسة امرأة طموحة من الجناح اليساري متزوجة من قاض في طهران. تقرر أن تخبره عن علاقة حب مع رجل أكبر منها خلال أيام دراستها. وباستعمال سلسلة من الارتجاعات الطويلة لا يصور الفيلم التطرف السياسي للشباب خلال ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه فحسب بل ايضاً يضع دراما القمع الذي مورس ضد طلبة الجامعات بمجيء الأصوليين.يعكس اعتقال ميلاني الحساسية الشديدة للحكومة الحاكمة من أي مناقشة جدية في الحوادث التي أعقبت سقوط الشاه. إذ واجه الخميني ونظامه الحركة الكبيرة المستمرة التي هددت باتخاذ اتجاه مضاد للرأسمالية فقام بقمع الأحزاب والصحف اليسارية والحرة وسحق إضرابات الطبقة العاملة وأغلق الجامعات.واصطف الأصوليون الإسلاميون اليمينون مع النظام فقاموا بتصفية المئات من خصومهم السياسيين خلال تلك الفترة. تحدثت ميلاني لموقع الاشتراكية الدولية عن فيلم "النصف الخفي" والظروف التي واجهت صانعي الأفلام في إيران.rn* العديد من قرائنا لا يعرف أعمالك فهل من الممكن التحدث عن خلفية عملك في صناعة الأفلام؟rn- ولدت في أيلول عام 1960 في الجزء الأذري من إيران ودرست العمارة. وحتى الآن أعمل معمارية مع زوجي "محمد نيكبين" الذي هو أيضاً معماري ودرس في جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة.كنت دائماً أحب الأفلام لكني لم أبدأ بفيلم حتى قبل سنة من ثورة 1979 حين تم غلق كل الجامعات. اشتغلتُ في أعمال فيما وراء الكواليس بضمنها تصميم الديكور وكنت معروفة كوني عاملة مجدة حقاً. وبعد سنة أصبحت مساعدة مخرج أولى وبعد سبع سنوات كنت قادرة على البدء بصناعة أفلامي الخاصة. ومنذ ذلك الوقت صنعت تسعة أفلام طويلة وفيلمي العاشر هو فيلم قصير للأطفال لحساب اليونيسيف. أفلامي تدور حول المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تواجه النساء الإيرانيات وبالأخص من الطبقة الوسطى. حازت العديد من أفلامي على جوائز عالمية وبعضها حصلت على نجاح ساحق في شباك التذاكر. وفيلم "التهدئة" الذي كتبته مع "لوشيا كاباشيونو" وهي محللة نفسية أميركية هو الفيلم الأضخم في التاريخ الإيراني. إنه فيلم هزلي حول مشاكل العلاقة الشخصية. بطبيعة الحال أنت تعرف فيلم "النصف الخفي". كان عملاً مهماً لأنه كان الفيلم الأول في إيران الذي كان فيه شيء من السياسة وهو يدور في بلدي بعد الثورة.rn*ما الصعوبة التي تواجه صانعي الأفلام الإيرانيين في التعامل مع هذا الموضوع؟rn- الأفلام السياسية حول بلدي خطرة لأنه لن تعرف ماذا يحدث. في البداية لا تعرف إن كانت الحكومة سوف تعطيك السماح بالاستمرار ثم إذا ما فعلوا إن كان سوف يصدر أو لا. لهذا فهي صعوبة ومخاطرة لا يريد أن يركبها صناع الفيلم الإيرانيون.ومع فيلم "النصف الخفي" فهمت بأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اعتقالي وسجني لكني كنت مخرجة راسخة وشعرت أنه كان واجبي أن أصنع هذا الفيلم. كان عليّ أن أصنعه من أجل كل الذين قد جرى نفيهم أو قتلهم. بطبيعة الحال كنت لا أستطيع أن أصنع هذا الفيلم دون عون من زوجي محمد نيكبين. إنه في الفيلم وهو منتجي لكنه أيضاً صديقي الحميم وأنا أحبه كثيراً. أننا نعمل دائماً معاً.rn*هل صنعت أفلاما أخرى تتحرى هذه السنوات؟ ما السبب في أن الحكومة في غاية القلق من هذه الفترة؟rn- كنت دائماً أرغب بعمل فيلم آخر عن تلك الفترة وثمة بعض المراجع المختصرة عن هذه الفترة في فيلمي "امرأتان". حاولت أن أظهر في ذلك الفيلم بأنه حين أغلقوا الجامعات فإن عدداً كبيراً من النساء الشابات أجبرن على الزواج من قبل عوائلهن وتغير مستقبلهن. الطلاب غير المهتمين بالمكان الذين يعيشون فيه دائماً يحتجون على الحكومات. هذا شيء عادي. لكن الحكومة الايرانية فكرت بأنها إذا ما أغلقت جامعاتنا لفترة فإنها ستكون قادرة على السيطرة على كل شيء. في البداية أخبرونا بأن الجامعات سوف تغلق لمدة ستة أشهر لكنها لم تفتح إلا بعد أربع سنوات. إن أي حكومة إيرانية لا تريد التحدث عن تلك الفترة لأنها تخاف من أن ذلك سوف يكشف عن أشياء سيئة. rn* ما الذي حدث لصناعة الفيلم الإيراني في ذلك الوقت؟rn- كان أمراً مدهشاً.بعد الثورة ربما لمدة ست أو سبع سنوات
المخرجةالإيرانية"تهمينه ميلاني":حين أصنع فيلماً فإن هدفي هو أن أواجه المجتم
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 07:06 م