اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد:أعظم إنجاز موسيقي في الولايات المتحدة..الذكرى المئوية لتقديم أول سيمفونية تؤلفها موسيقية أفرو- أميركية

موسيقى الاحد:أعظم إنجاز موسيقي في الولايات المتحدة..الذكرى المئوية لتقديم أول سيمفونية تؤلفها موسيقية أفرو- أميركية

نشر في: 24 يونيو, 2023: 10:58 م

ثائر صالح

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية مرتبة مرموقة في عالم الموسيقى من جهة الفرق الموسيقية ودور الأوبرا والعازفين الماهرين.

لا نستطيع الحديث عن الموسيقى دون ذكر فرق مثل أوركسترا فيلادلفيا وبوسطن السيمفونية ونيويورك الفيلهارمونية، أو دار أوبرا المتروبوليتان، أو قادة أوركسترا لامعين مثل برنستين أو توسكانيني إن أردنا ذكر القليل من الأمثلة. هذا البلد بناه المهاجرون البيض والصفر والسمر من كل أصقاع العالم، كذلك العبيد الأفارقة في فترة مؤلمة من التاريخ بعرقهم ودمائهم بالمعنى الحرفي للكلمة.

هاجر موسيقيون من ألمانيا، وبريطانيا وفرنسا، من الكاريبي وأمريكا اللاتينية، وزارهم دفورجاك ومالر وآخرون أسهموا في بناء هذه المكانة التي وصلتها أميركا اليوم.

لكن الموسيقى، لحد فترة زمنية قريبة، كانت حكراً على الرجال، ولا بأس إن كان الرجل أبيض. هذا ليس في الولايات المتحدة لوحدها، بل في أوروبا كذلك (الحديث عن الحقل الذي نسميه الموسيقى الكلاسيكية بالطبع). لذلك أعتبر تقديم فرقة شيكاغو السيمفونية في 15 حزيران 1933 عملاً كبيراً لمؤلفة أمريكية (إمرأة) وزنجية الأصول فوق ذلك، حدثاً تأريخياً فائق الأهمية.

فلورنس برايس (ولدت باسم سميث سنة 1887) هي واحدة من أهم الموسيقيين المتحدرين من أصول أفرو - أميركية. ترعرعت في عائلة ميسورة ومثقفة وبانت موهبتها مبكراُ، مع ذلك كان عليها إثبات قدراتها الموسيقية في بيئة معادية تماماً، عندما كان المجتمع منقسماً على حدود الفصل العنصري. درست في كونسرفاتوار نيو انغلاند في بوسطن الذي تميز بطابعه الليبرالي ذلك الوقت وتخرجت سنة 1906. عملت في عدة مدن وفي التدريس في الجامعات بينما استمرت في التأليف، حتى تكلل نشاطها في الحصول على عدد من الجوائز في بداية الثلاثينات، مما أثار انتباه قائد فرقة بوسطن ومديرها الفني، الألماني فريدريك شتوك فاختار السيمفونية الأولى في مي الصغير الفائزة بجائزة عام 1932 لتقدمها الأوركسترا.

كان تقديم العمل للمرة الأولى ضمن برنامج متنوع، مع عمل آخر للمؤلف الأفرو - بريطاني صمويل كولرج تايلر (1875 - 1912) وجون باول (1882 - 1963) في صدفة غريبة لما عرف عن الأخير من ترويج لنظريات التفوق العرقي والفصل العنصري. لاقت السيمفونية الأولى نجاحا كبيراً، فقد امتدحها الصحافة البوسطنية: "عمل خال من العيوب" وكذلك "تستحق أن تتبوأ مكاناً في التراث السيمفوني". ألفت برايس نحو 300 عملاً موسيقيا منها أربع سيمفونيات وثلاث كونشرتات وأعمال اوركسترالية وكورالية وموسيقى متنوعة للحجرة وأعمال بيانو واوركن.

توفيت برايس في 1953 وسرعان ما جرى نسيانها وتناسيها، ولم يجري تقديم أعمالها مجدداً إلا في السنوات الأخيرة، مع عودة الاهتمام بموسيقى الأفرو - أميركيين التي تشكل رافداً مهماً من روافد الموسيقى "الكلاسيكية" الأميركية، لتتبوأ مكانا بين أهم الموسيقيين الأفرو - أميركيين مثل سكوت جوبلين (1868 - 1917) ملك موسيقى الراكتايم، وكذلك "عميد الموسيقيين الأفرو - أميركيين" ويليام كرانت ستل (1895 - 1978) صاحب أول سيمفونية قدمت سنة 1931، وأول أوبرا قدمت في نيويورك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram