TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > أهلاً رمضان

أهلاً رمضان

نشر في: 11 أغسطس, 2010: 09:16 م

حازم مبيضين من موريتانيا إلى مصر والسودان وتونس، مروراً بالأردن وسوريا وغيرها من الدول الإسلامية، هناك جامع مشترك واحد وهو ارتفاع أسعار المواد الغذائية عشية شهر رمضان المفترض أن يكون شهر رحمة وتواصل، لا شهراً للجشع والاستغلال البشع الهادف إلى أرباح فاحشة،
وغير مشروعة ولا منطقية، اعتماداً على حاجات الناس التي تتزايد في هذا الشهر.في أسواق موريتانيا سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفاعاً كبيراً ما أثر بشكل كبير على مستوى الرواج داخل الأسواق، وعجز محدودو الدخل عن تأمين طلبات ومستلزمات رمضان، الذي يحرص الموريتانيون فيه على الاستفادة من روحانيتة وخصوصيتة بتقديم المساعدات للأقرباء.وفي السودان التي ساد فيها تاريخياً طقس الإفطار الجماعي خارج المنازل، حيث يقوم عدد من الأشخاص كلٌّ يحمل مائدته الى مساحة خالية وسط الحي أو إلى الطرق أو المساجد بغرض دعوة عابري السبيل والمساكين والفقراء، ولكن هذه العادة في طريقها إلى الاندثار بسبب ارتفاع الاسعار المرافق للشهر الفضيل. وفي تونس سادت حالة تأهب واستنفار قصوى رفعتها الأسر التونسية لمجابهة مصاريف رمضان التي ارتفعت أسعارها وترافقت هذا العام مع مصروفات السنة الدراسية الجديدة، ما دفع الكثير من النساء لتحضير بعض المواد الغذائية الأساسية في المنزل. وفي مصر التي اعتاد أهلها الربط بين رمضان وإضاءة الفوانيس التقليدية، جاء ارتفاع أسعار الفوانيس هذا العام ليصرف المصريين عنها، رغم أن المصنعين ابتكروا أشكالاً منها على شكل الشخصيات الكرتونية، مثل فانوس المفتش كرومبو أو شخصيات رياضية مثل أبو تريكه وجدو وحسن شحاته، ولكن لم يفلح ذلك كله في تحقيق رواجها.في الاردن يزور رئيس الوزراء الاسواق داعياً لعدم رفع الاسعار، مؤكداً انتفاء أي مبرر لرفعها، خصوصاً أن اسعار السلع والمواد عالمياً ثابتة ومستقرة، فضلا عن أن الحكومة لم ترفع أي أسعار ولم تفرض ضرائب على المواد الاساسية والغذائية، داعياً التجار إلى الاكتفاء بهامش ربح معقول وعدم اللجوء إلى استغلال أي ظرف لرفع هذا الهامش مؤكداً أن زيادة هامش الربح خلال هذا الشهر الفضيل أمر غير مقبول على الاطلاق.المستهلكون مدعوون للضغط على أنفسهم وعلى جشع التجار، بالامتناع عن شراء المواد التي ارتفعت أسعارها، رغم اشتهائها في رمضان، وكمثال على ذلك، ماذا لو امتنع الاردنيون عن شراء البقدونس في الاسبوع الاول من رمضان بعد ارتفاع سعرها إلى ضعف ما كانت عليه، وماذا لو ضغط السوريون على شهواتهم وامتنعوا عن شراء اللحوم لعدة أيام، وماذا لو رفض التونسيون شراء الكسكسي الجاهز من البقالات، ونسي العراقيون الباميه لعدة أيام، المؤكد ان سعر كل هذه المواد سينخفض حتى عما  كان عليه قبل رمضان. وبعد، ماذا لو اكتشف التجار الجشعون أن رمضان ليس شهراً للاستغلال والربح الفاحش، وأن الربح فيه يتعلق بالحسنات التي تتناقض مع جني الاموال وتكديسها على حساب رضى الله وعلى حساب ضمائرهم التي نصلي لكي تصحو قبل دخول الشهر الكريم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram