واسط/ المدى برس
أعلنت الحكومة الصربية، أمس الأربعاء، عن قرب رفع سمة دخول العراقيين إلى أراضيها، والسماح لشركاتها بالعمل في العراق بمختلف القطاعات.
وقال السفير الصربي في العراق راديساف بتروفج في حديث إلى (المدى برس)، على هامش زيارته محافظة واسط على رأس وفد ضم مجموعة من الشركات الصربية، إن "السفارة الصربية في بغداد أعدت مذكرة للتعاون مع الحكومة العراقية سيتم توقيعها بين وزيري خارجية البلدين، لتدخل حيز التنفيذ قريبا".
وأضاف بتروفج إن "المذكرة تتضمن إلغاء سمة الدخول عن العراقيين القادمين إلى جمهورية صربيا، سواء كانوا رجال أعمال أم طلبة أم مواطنين عاديين"، مشيراً إلى أن "أولى خطوات هذه المذكرة تم البدء بها فعلا وهي إعفاء الدبلوماسيين العراقيين من هذه التأشيرة".
وتابع بتروفج إن "المذكرة تتضمن أيضا عودة الشركات الصربية للعمل في السوق العراقية بمختلف قطاعات البناء والإعمار، إضافة إلى تفعيل التعاون المشترك بين البلدين من خلال تبادل الخبرات، وتزويد العراق بالمعدات والآليات الزراعية، وتنفيذ مشاريع في العراق بخبرات صربية، وتكون هذه المشاريع بتقنيات متطورة تهدف إلى تطوير الواقع الزراعي في العراق".
استثمار زراعي في واسط
وأكد سفير صربيا في بغداد أن "المحطة الأولى لعمل الشركات الصربية ستكون في محافظة واسط وتحديداً في القطاع الزراعي، كون المحافظة تحمل خصوصية مميزة في الزراعة، لخصوبة أراضيها ووفرة مياه السقي"، مشيرا إلى "إمكانية الاستثمار في القطاعات المدنية الأخرى كالصناعات الغذائية والإنشائية والمعدنية، إضافة إلى قطاعات البنى التحتية والإعمار والإسكان وغيرها من القطاعات الأخرى".
يذكر أن العلاقات العراقية الصربية مرت بمراحل مختلفة منذ قيام الجمهورية العراقية في عام 1958 إذ تطورت إلى علاقات إستراتيجية في الستينات والسبعينات وحتى نهاية الثمانيات من القرن الماضي، إذ تعد صربيا التي كانت تمثل الأساس لجمهورية يوغسلافيا السابقة من أهم مصدري السلاح للعراق في القرن الماضي، كما أنشأت العديد من المقرات العسكرية والأمنية، إلا أنها شهدت بعد احتلال العراق للكويت والحرب الأهلية في يوغسلافيا فتورا بسبب الأزمات الداخلية للبلدين.
وعلى الرغم من بقاء العلاقات بين نظام صدام ونظام مليوزوفش خلال تسعينات القرن الماضي، إلا أن تدمير صربيا من قبل حلف الناتو وسقوط النظام الصربي، أدى إلى توقف شبه تام للعلاقات بين البلدين قبيل عام 2003 ،ومن ثم توقفها عقب سقوط نظام صدام حسين لفترة وجيزة، إلا أنها عادت بعد عام 2004 من جديد لكن بشكل محدود بسبب الأوضاع التي كان يشهدها العراق أمنياً وسياسياً.