ميسان/ المدى
سجلت ميسان نفوق ملايين الأسماك والأصبعيات والأشبينيات في ناحية الخير ضمن قضاء المجر جنوبي المحافظة، فيما عزا ناشطون ومراقبون بيئيون أسباب ذلك لارتفاع التراكيز الملحية في الأنهار فضلا عن تلوثها بفعل تصريف مياه المجاري فيها.
ويعتمد العراقيون كثيراً على السمك كمادة غذائية رئيسية على موائدهم، لذا فإن تبعات هكذا أزمات لم تتوقف عند أصحاب المزارع وخسارتهم المادية الكبيرة، بل وصلت إلى عامة الناس، خاصة بعد عزوف كثير منهم حينها عن شراء السمك خوفاً من الإصابة بالأمراض.
من جانبه، قال الناشط والمراقب البيئي احمد صالح نعمة إن الأسماك النافقة في مناطق الصيكل والصحين ومناطق أخرى ضمن ناحية الخير سجلت نفوق أسماك تجاوزت الملايين والصيادين المحليين هناك بدأوا برفعها من عمود النهر ورميها على الجرف وتلك الثروات أهدرت بسبب ندرة المياه والتصاريف المائية التي تقلل من التراكيز الملحية في المياه التي تسببت بنفوق تلك الحيوانات.
إلى ذلك، أكد عدد من الصيادين في تلك المناطق أن مشهد نفوق الأسماك مهول ولم يشهدونه من قبل والحادثة هذه تنذر بخطر وهم يحملون الجهات المعنية بملف المياه مسؤولية موت تلك الأسماك التي تعد مصدر معيشة لهم وعوائلهم.
واكد مرصد العراق الاخضر، ان ما يشهده قضاء المجر بمحافظة ميسان من نفوق ملايين الاسماك نتيجة قلة المياه، بداية لتداعيات "صيف جفاف المياه".
وقال المرصد في بيان تلقته (المدى)، إنه "منذ فترة ليست ببعيدة حذرنا معنيين بملف المياه، من ان صيف العراق المقبل سيهلك الثروة المائية والحيوانية للبلاد"، مبيناً ان "السلطات العراقية تاركت قضية المياه لحلول السماء وليس التفاوض مع دول الجوار".
واوضح المرصد البيئي، ان "نفوق ملايين الاسماك نتيجة قلة المياه بقضاء المجر في ميسان، بداية لتداعيات الصيف الذي سيجفف المياه".
وأضاف، ان "الجفاف لا يقتصر على مناطق الجنوب مثل الاهوار والانهر الفرعية، انما اعالي نهري دجلة والفرات الواقعة بالمناطق الوسطى والشمالية".
وقال مدير عام دائرة البيطرة في وزارة الزراعة ثامر حبيب الخفاجي في تصريح صحفي تابعته (المدى)، إن "الأسباب الأولية لنفوق الأسماك في أحد المبازل بقضاء المجر في ميسان هو قلَّة المياه وارتفاع نسبة الملوحة".
وأكد الخفاجي، "تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من المستشفى البيطري في العمارة، وسيتم إعلان النتائج قريباً"، وتحدث في الوقت ذاته عن عدم وجود "أيُّ حالةٍ مرضيةٍ أدَّت إلى نفوق الأسماك".
وشهدت السنوات الماضية الحالة ذاتها في عدة محافظات عراقية، ما تسبب بخسائر كبيرة لمربي الاسماك في البلاد.
ودائما ما تعزو وزارة الزراعة العراقية المشكلة إلى انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات وقلة الإيرادات المائية من تركيا وإيران، فضلا عن ارتفاع معدلات التلوث في النهرين المذكورين.
بين مدة وأخرى، يلمح مغردون إلى وجود أياد خفية تهدف إلى تخريب الاقتصاد العراقي من خلال تسميم الأسماك، وهو يأتي عقب إعلان العراق اكتفاءه من الأسماك.
وأدت ظاهرة نفوق الأسماك في تشرين الأول من عام 2018، إلى هلاك الملايين من أسماك الكارب المزروع في منطقة الفرات الأوسط، ما أدى إلى حالة قلق في البلاد، وخوف من أن يؤدي إلى تسمّم المستهلكين، وعانى أصحاب مزارع تربية الأسماك من خسائر مالية ضخمة. في وقتها، كشفت نتائج التحاليل الواردة من عدة مختبرات دولية تابعة للأمم المتحدة، عن وجود فايروس قاتل أصاب أسماك الكارب في العراق تسبب في نفوق الملايين منها نهاية عام 2018، ولم يكن التلوث الكيميائي هو السبب كما نُشر سابقاً.
وذكرت التقارير أن الأسماك عانت من مرض فايروس كوي الهربس (KHV)، وهو مرض قاتل معروف بأنه يسبب معدلات وفاة تقارب 100 في المائة في أسماك الكارب، مستبعدة أن يكون التلوث الكيميائي لعب دوراً في نفوق الأسماك. كما أعلنت السلطات في محافظة الديوانية مطلع شهر آب 2020 عن نفوق أعداد كبيرة من الأسماك بسبب تسممها، بعد نحو عامين من كارثة مماثلة شهدتها عدة محافظات عراقية جنوبي البلاد.