متابعة المدى
سجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعاً ملحوظاً ليل امس الأحد، وحتى الساعة الثالثة والنصف فجر امس الأحد لم تسجل وزارة الداخلية الفرنسية أية أحداث شغب كبرى، وأشارت إلى توقيف 719 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد، غالبيتهم للاشتباه بحملهم أدوات قد تستخدم في الشغب. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، عبر «تويتر»، "ليلة أكثر هدوءاً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن".
وكانت الوزارة لجأت لليلة الثانية على التوالي، إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم 7 آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الأربع الماضية لسلسلة من الشغب والسرقة والنهب.
وقضى نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غربي باريس. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً تهمة القتل العمد.
وشارك المئات في مراسيم التشييع، امس الاول السبت، من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية، علماً بأن العائلة طلبت عدم حضور الصحافيين لتغطية مراسيم الوداع.
وانتهى التشييع قرابة الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر (15:30 ت.غ) في «هدوء شديد، في خشوع وبدون تجاوزات»، حسب ما أفاد شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، مضيفاً أن عدداً كبيراً جداً من الشباب كانوا حاضرين في المقبرة.
وتسبب مقتل الشاب بصدمة في فرنسا وصل صداها إلى الجزائر التي تنحدر منها عائلته.
وأعاد الحادث فتح النقاش بشأن تعامل الشرطة مع حالات مماثلة. وقتل 13 شخصاً في فرنسا عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.
وفي ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ (الأحد) وتستمر ليومين، بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل (الجمعة).
ويجد الرئيس الفرنسي نفسه أمام أزمة داخلية كبرى ثانية في غضون أشهر قليلة، بعد الاحتجاجات الواسعة على مشروعه لإصلاح قانون التقاعد. ودفعت تلك الأزمة العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث إلى إلغاء زيارة لفرنسا في مارس (آذار).
وأجرى ماكرون، السبت، اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات الفرنسية القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف.
وأعادت الموجة الحالية من أعمال الشغب التذكير بسلسلة مشابهة هزت فرنسا في عام 2015 بعد مقتل مراهقين صعقاً بمحوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة.
وفي العاصمة باريس نُشرت قوة كبيرة من عناصر إنفاذ القانون على طول جادة الشانزليزيه، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي (منذ الجمعة) دعوات إلى التجمع، وفق صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية. وجالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سوداء على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة، في حين قامت العديد من المتاجر بتغطية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب خشية تعرضها للتكسير، كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.
ووفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية، تم تفريق آخر المجموعات الشبابية قبل الثانية فجراً (منتصف الليل ت.غ).كما سجّل عدد قليل من الحوادث في الضواحي الباريسية، حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات.
من جهة اخرى أفادت وكالة أنباء سويسرية بأن الاضطرابات التي تشهدها فرنسا منذ مقتل شاب على يد الشرطة الأسبوع الماضي، وصلت إلى سويسرا حالياً أيضاً.
وذكرت وكالة «كيستون-إس دي إيه» للأنباء في بيانات تم نشرها اليوم (الأحد)، أن الشرطة (في سويسرا) ألقت القبض على 7 أشخاص في مدينة لوزان بالقرب من الحدود مع فرنسا مساء أمس (السبت).
وبحسب البيانات، احتشد أكثر من 100 شاب (في سويسرا) كرد فعل على أعمال الشغب في فرنسا، وحدثت تلفيات ببعض المتاجر.
وجاء في بيان الشرطة (السويسرية) أنه تم نقل السبعة أشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم إلى مركز الشرطة، وهم 6 أشخاص قصر تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، وشخص (24 عاماً).
يذكر أنه تم إلقاء القبض على 700 شخص على الأقل في فرنسا، منذ أمس الأول وحتى يوم (الأحد)، خلال تجدد أعمال الشغب هناك.
واندلعت أعمال الشغب في فرنسا نتيجة قتل الشرطة شاباً (17 عاماً) كان يقود سيارة أثناء فحص مروري يوم الثلاثاء الماضي.
وفتح مكتب الادعاء العام في فرنسا الخميس الماضي، تحقيقاً رسمياً بتهمة القتل ضد الشرطي الذي أطلق النار على الشاب في ضاحية نانتير التي تقطنها الطبقة العاملة. وقال مكتب الادعاء العام في نانتير إن رجل الشرطة محتجز.
وأدى الحادث إلى اندلاع أعمال الشغب خلال الأيام الماضية، حيث تم القبض على المئات، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، فيما وقعت حوادث نهب وتخريب واشتباكات مع الشرطة.