اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > مثقفون: التفرغ يجب يكون بعيداً عن التدخل أو فرض الوصاية من الجهة الراعية

مثقفون: التفرغ يجب يكون بعيداً عن التدخل أو فرض الوصاية من الجهة الراعية

نشر في: 3 يوليو, 2023: 11:30 م

التفرغ الأدبي هل هو ترف... أم ضرورة للمبدع

علاء المفرجي

- 2 -

في العديد من دول العالم وحتى القريبة من العراق مثل: مصر ودول المغرب العربي ودول الخليج تعتمد على ما يعرف بالتفرغ الادبي والثقافي، في نفس البلد او اختيار مكان لهذا التفرغ..

لانجاز عمل ابداعي معين.. وهذا التفرغ المعمول به حضاريا في الكثير من دول العالم، عندما يكون بعيدا عن التدخل أو الأملاء في محتوى هذا الابداع، ويكون ايضا دون فرض الوصاية من قبل المؤسسة الثقافية عن محتوى الابداع ليتلاءم مع توجهها هي، لا مع قناعة المثقف فيما ينجز..

فالتفرغ والمنح الثقافية يجب ان تدعم وتطور هذا الابداع، ليكون إنجازاً وطنياً، يدخل في باب رعاية الادباء والمثقفين بشكل عام.

وهو ما يعني إتاحة الفرصة للمبدع في أن يتفرغ لإنجاز مشروع أدبي محدد, و تضمن له الجهة التي تتبنى أمر حصوله على وقت كاف لإتمام مشروعه، وتوفر له مصدر دخل ملائم يكفل له عدم الانشغال بالمتطلبات المعيشية كي يتفرغ لمشروعه الإبداعي.

هل نحن بحاجة لمثل هذا التفرغ.. وما هي صعوبات تحقيقه من قبل مؤسسات الدولة الثقافية مثلا؟ سؤال طرحناه على عدد من مثقفينا:

د. عقيل مهدي: ضرورة اساسية في الارتقاء المعرفي و مواكبة الطروحات المعاصرة

تبقى مشاريع التفرغ العلمي والثقافي ضرورة أساسية في الارتقاء المعرفي ومواكبة الطروحات المعاصرة في العالم. وسبق لنا في عمادة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد ان أرسلنا مبعوثين لدراسة الفن من الأساتذة كل في تخصصه. وكانت تجربة راقية في كل المقاييس لما تحصلوا عليه من خبرات ناضجة على المستوى النظري والعملي وفتح آفاقا جديدة في امكانية الخوض بفضاءات معرفية راكزة من شأنها ان تختزل الزمن وتعمق حاجاتنا الأدبية المعرفية والعالمية للإرتقاء بالمستوى الابداعي وتعضيده. بقدرات متعمقة. وإمكانيات قادرة على اغناء الثقافة الوطنية ببعدها الانساني المنشود. لما سيحققونه من أهداف جادة رصينة نسعى على تداولها في المشهد الثقافي والارتقاء بالحوارات التي تقضيها ظروفنا الموضوعي المعاشرة في سياق الحضارات الراهن بين الامم وتطلعاتنا المشروعة لبناء قاعدة ثقافية مرموقة قادرة على صياغة خطط تربوية وثقافية بناءة... وليس من الصعب على مؤسساتنا المعنية ان تتبنى هذه المشاريع الطموحة حيث سيكون مردودها مغتنيا بمكاسب تليق بثقافتنا الوطنية وبالجهود الخلاقة فيما يبذلونه وتتطلعون اليه بناة عراق جديد من مهام رصينة والتزام لبناء مستقبل مشرق انطلاقا من الحاضر ومتطلبات ترصينه الثقافي بطرق تداولية تنموية.. خلاقة.

كريم سعدون: هذا الامر من الاهمية بمكان يحتاجه المثقف والعاملين في الحقل الثقافي بشكل عام

في الكثير من الدول التي تحرص على توفير قدر من الحرية، تجد هناك تشريعات ترمي الى تشجيع تأسيس جهات تنظم عمل المنظمات العاملة في الوسط الثقافي خصوصا وتصدر قوانين نافذة لذلك،

وهي جادة في البحث للعاملين فيه عن فرص لاسنادلإسناد الوضع المعيشي لهم والذي يكون في الغالب عائقا امام انطلاقة المثقف وتفرغه والاهتمام بنوعية انجازه.

أن التجارب الرائدة في الدول المتقدمة في هذا المجال، المجال، ترسخ تقاليد عمل تنطوي على الحرص الحقيقي والفاعل في توفير رعاية رسمية واخرى خاصة يوفرها المجتمع وكلاهما لايلزمانلا يلزمان المثقف بالتزام معين الا في حريته،

فمن اجل ان يكون للثقافة والمثقفين دورهم لابد من الحرصض على توفير الدعم المادي لجعل تفرغ العامل في الحقل الثقافي لانجازلإنجاز مشاريعه في هذا الحقل واقع، وتسعى بجدية الى استمرار مثل هذه التقاليد، التقاليد،

والجمعيات التي تعنى بالثقافة والمثقفين، يتحقق للمثقف عن طريقها ما يحتاجه بالضبط، بالضبط، فهو يحرص على ان ينجز بفاعلية وبتمثل لروح عصره ويحتاج لذلك بكل تأكيد الى حرية في متابعة

منجزات الثقافة في العالم الاخر والتفرغ بقدر كبير للتأمل وللانجاز، وللإنجاز، واستثمار وقته بشكل حقيقي، والجمعيات هنا تعمل بحرص على توفير الدعم اللازم لعدد معين من الفرص الحقيقية وتشجع وتساعد المثقف

على تقديم مشاريعه وفيها مبررات تفرغه واهميته والمشاريع هي في الحقيقة وسيلة فاعلة للوصول الى هدفه،

واعتقد ان هذا الامر من الاهمية بمكان يحتاجه المثقف والعاملين في الحقل الثقافي بشكل عام فيعام في العراق، العراق، فهناك اهتمام لايكادلا يكاد يذكر لامرلأمر التفرغ للعمل بعيدا عن

سلطة الالتزام الوظيفي ومن الضروري ان يتم التفكير بذلك بشكل جدي وتشريع القوانين الفاعلة في الاتجاه لتشجيع الاستثمار في العمل الثقافي، ولابد للجمعيات الثقافية التي لها تأريخ طويل ان تلتفت لهذا الامر سعيا منها الى احترام

دور المثقف الحقيقي واسناد عملية انجاز منجز ثقافي يعتد به ويكون له دوره الحقيقي في تغير مسار بناء المجتمع والمساهمة في تمثله للعصر المعاش.

محمد مريد مزيد: مشروع الكتابة لدينا، ان لم يكن متوترا مثل قوس السهم، لا يمكننا تحقيقها

للاجابةللإجابة على السؤال اعلاه (((-: نحن لسنا بحاجة الى التفرغ، ليس لاننالأننا لانحبهلا نحبه او لا نريده، بل لان حياتنا سوف " تتفرغ " من الشحنات العاطفية إن قبلنا به، نحن نكتب لكي نركض في الحياة بحثا عن " الخبز " الذي نلقم به افواه اطفالنا، وننام على وسائدنا ليلا ونحن نستمع الى اصوات الخراف في احلامنا، لا يمكن لمؤسسات الدولة أن تلبي احلام الراكضين امثالنا، ذلك لانهالأنها مشغولة بركضها اليومي في الاستبداد واطعام بطون مسؤوليها الكبار، مشروع الكتابة لدينا، اذا إن لم يكن متوترا مثل قوس السهم، لا يمكننا تحقيقها (اي الكتابة اقصد)، نحن متوترون، عصابيون، نازفون اخر قطرة من دمائنا في سبيل ان ننجز حلما واحدا، بقي عصيا على التحقيق، ذلك هو حلم الاستقرار، ان تذهب الى بيتك والكهرباء متوفرة، وكيبل خط الانترنيت يوصلك الى اقصى قنوات المعرفة بيسر وسهولة، ولديك منزل تسكنه لوحدك بعيدا عن صخب المدينة، الاستقرار يعني الهدوء، ونحن شعب لايحبلا يحب الهدوء، نركض في مارثون الحياة في سبيل ان نتعب عند خط النهاية ثم نستلقي على جمر الانتظار ثانية لمعاودة الركض ثانية.. اي تفرغ، تتحدث عنه يا صديقي؟ نتحدث عنه؟ ومن ذا سيمنحك هذا الترف الشاعري في بلد تسمم الى حد النخاع بالفيلم الهزلي الذي يعرض في شاشات احلامنا المتصدعة.))).. محمد مزيد

مصطفى حسن: توفير البيئة المناسبة للأدباء، لكي ينجزوا أعمالهم في ظل مناخ ملائهم للإبداع والتميز

للأسف لم نصل إلى الآن، إلى هذه المرحلة من الوعي، وتقدير الإنسان المُبدع ومُنجزه! لا أعرفلا أعرف ماذا تنتظر الجهات المعنية، لتفعيل مثل هذه البرامج والنشاطات، التي تدعم المُبدعين، وتسهم بتجويد أعمالهم؟!

وإلى متى يستمر التغني "بمهزلة"؛ الفنان أو الأديب أو المثقف الفلاني أنجز عمله من رحم المعاناة؟!

يجب دعم المُبدعين، وتوفير البيئة المناسبة لهم، لكي ينجزوا أعمالهم في ظل مناخ ملائهم للإبداع والتميز. هناك الكثير من العاملين في المجال الإبداعي مستمرين بالعمل في ظروف غير صالحة للعمل، وهذا الأمر يسيء لهم، ويؤثر سلبًا على عملهم.

نحن بحاجة لأعمال جميلة، ناضجة، ومُتقنة قدر الإمكان، لنحارب بها القبح المستشري. ونعتمد عليها في إصلاح ما يمكن إصلاحه من هذا الخراب.

زهير الجبوري: هو اعطاء فرصة استرخاء وتأني للعقل العراقي كي يعطي جل وقته وموهبته للإنتاج الابداعي

لعل مسألة التفرغ الأبداعيالإبداعي أو الأدبي في بلد مثل العراق يعد حاجة مهمة وأساسية، لأمر يتعلق بواقع الأبداع العراقي وما يحمله من جوانب مؤثرة في الساحة العراقية والعربية، وقد لاقت ثمارها في بعض البلدان العربية كالمغرب ومصر والخليج، واخذت تنتج ابداعا معرفيا ملفتا، أما في العراق ربما تكون هذه المسألة شبه معدومة لأمر يتعلق بواقع المؤسسة التي لا تنظر بعين المسؤولية تجاه النتاج الأدبي في الساحة العراقية وما قدمه الأديب من مساحة واسعة في الساحة العربية من حصد الجوائز وحضور المؤتمرات المهمة والبارزة، وما الى ذلك..

والتفرغ هو اعطاء فرصة استرخاء وتأني للعقل العراقي كي يعطي جل وقته وموهبته في انتاج ما يمكن انتاجه من ابداع، ابداع، ولعل الهدف الأساس من ذلك هو إبرازهويةإبراز هوية الثقافة العراقية من خلال شخصية الأديب، الأديب، وأحسب ان ذلك يعد واجبا اخلاقيا، اخلاقيا، وبلد عربي مثل المغرب نجد فيه معاهد خاصة لأبرز المبدعين في البلد هو برعاية الدولة، وفي كل واحد فريق من الشباب يعمل على اعداد المتطلبات اللازمة من المعلومات او الأشياء التي ينهض بها الأديب اوالمفكر أو المفكر المعني.

كما أجد ان مسألة التفرغ وإثارة هذا الموضوع، الموضوع، هومن مهام اصحاب الشأن في الدولة، الدولة، بمعنى طرح بعض المشاريع الأبداعيةالإبداعية والأتفاقوالاتفاق على من ينفذها من قبل لجان مختصة ولها خبرة في هذا الأختصاصالاختصاص، حينها يكون هناك ابداع نوعي، كما تخصص مبالغ كافية لرصد أهم المصادر والجوانب الأخرى كاقامةكإقامة الفعاليات المعرفية واشراك المؤسسات (الجامعات) فيها، فالأديب يحتاج الى فضاء خالص لأستثمار ذهنيته ومعرفيته.

أما مسألة صعوبة تحقيقه من قبل الدولة، هوالدولة، هو عدم وجود شخصيات بمواصفات مؤهلة لمعرفة حقيقة الأديب، الأديب، وهنا لا أعني ما يجري حاليا بوجود أديب عراقي مستشارا، مستشارا، لأن الوقت الذي جاء فيه غير كافيا للأخذ والأحاطةوالإحاطة بواقع الأديب العراقي..العراقي. ولم يسمع صوت الأديب من قبل الدولة وإن كانت هناك وسائل لتوصيله عبر الكتابات والبرامج المرئية والمسموعة، وان التخبط السياسي في البلد له التأثير الواضح عدم الالتفات لطبقة الأدباء في العراق رغم أهميتهم.

(عباس لطيف) روائي ومسرحي وناقد: التفرغ يمنح الانسان القدرة على الفاعلية والاختيار ويتمتع بحرية الافصاح

ينطوي الحديث عموماً على اشكالية وجودية حيث يتم التطرق الى موضوعة التفرغ الثقافي والابداع لا سيما في العراق والذي يعد مثل هذا المشروع ضربا من المجال المحال وعلى مدى تواتر الاوضاع المصابة بالاختلال دوماً ومع دوران وتناسل واقع سياسي واجتماعي ممزق نتيجة لعدم وجود شرعية انسانية في المنظومات القائمة والمفروضة مثل قدر اغريقي، لا يحسب فيه حساب للفرد والانسان والفردانية وحقوقها.

فالمثقف العراقي اديبا وفنانا وصحفياً- يتوغلوصحفياً-يتوغل في مشروعه وهو يعاني ازدواجاً وشيزوفرينيا حياتية فعلية ان يكدح من اجل العيش ويعمل في مهنة لا يرغبها وتكون مجرد وسيلة لتوفر لقمة عيش واخرى يعشقها لكنه لا يجد التفرغ والشروط للابداعللإبداع فيها.

وهذا الواقع الهش ونجد المتبع هو عامل مع عوامل عدم نضج المشروع الثقافي – في بعض عوالم واشارات النكوصات- وهذاالنكوصات-وهذا يحيل المثقف الى تابع وليس متبوع لانهلأنه كائن يسعى لتوفير البنية التحتية لبقائه فيضطر الى التسويق والتسويغ، ويكون لقمة سائغة للانظمةللأنظمة والمنطق السلطوي الذي يستقطب حاجته وتهالكه فيبرطه فيورطه بعجلته وقد يسعى المثقف الى التخرب التحزب والتماهي مع اي فكر قد يوفر له نوعا من البقاء كأنسانكانسان وحاجة ووجود بليلوجيبايلوجي... وهذا هو المدخل الى الادلجة والتحزب والمثقف الزئبقي او الديني او المثقف السلطوي او الحكومي.

التفرغ يمنع الانسان القدرة على الفاعلية والاختيار ويتمتع بحرية الافصاح لانه ينطلق من اكتفاء فالعوز هو الذي يشل الفكر ويمحق الانبثاق الحقيقي.

فالمثقف في حاجته وميوله الابداعية ومتطلبات عيشه يبدو مثل (سيزيف) مجرد اجترار لوقع استهلاكي غير منتج للفكرة – النوع.

والحقيقة ان الانظمة الشمولية والعشائرية والايدلوجية والعائلية التي توالت على العراق تسعى لجعل المثقف موظفا وكائنا يقتله العوز وذلك لربطه بالمنطق النفعي للسلطة وتحييد صوته ودوره... وجعله كائناً باليلوجيا تحت الاختبار والاستثمار مسلوب الابداع ومسلوب القدرة الشرائية.

الابداع مرتبط بالاكتفاء واما وأما التمزق فانه ينتج الخواء والمشاريع الشاحبة.

نزار شهيد الفدعم: نحذر إذا تم التماهل وعدم المتابعة يمكن يكون المشروع بطالة مقنعة للفنان والمثقف.

هذا المشروع حضاري ومتطور ويرعى شؤون الفنان ويوفر له بيئة مثالية للإبداع لكن ثمة تجربة مصرية أتذكرها جيدا" وهي منح الفنان التشكيلي احد غرف بيت تراثي قديم من أجل ان تكون مشغل له على شرط أنه في نهاية العام يقيم الفنان معرضا" باسمه لأعماله التي أنجزها وتتكفل وزارة الثقافة بمصاريف اقامة المعرض. اتصور المسألة ذات شقين الاول توفير بيئة متكاملة من الابداع للكاتب والفنان حتى ينتج والثاني الاهتمام بمنجزه من خلال طباعة الرواية او ديوان الشعر او الدراسات النقدية او الفكرية والاهتمام به والترويج له. حتى نحصد الثمار يجب ان تكون السياسة خذ واعطي الوزارة او الجهات ذات العلاقة توفر للكاتب اجازة سنة لغرض ان يتفرغ لمشروعه وفي نهاية العام او يجوز اكثر عليه ان يقدم منجزاً يستحق هذا التفرغ. لكن يجب ان ننتبه ونحذر اذا تم التماهل وعدم المتابعة يمكن يكون هذا المشروع بطالة مقنعة للفنان والمثقف.

ميثم الخزجي: تسليط الضوء على الأديب الحقيقي بوصفه قيمة عليا له فكره النيّر

أولاً علينا أن نعي جيداً حقيقة الدور الفعلي للأدب وما يتضمنه من مشاريع جمالية جادة لها عوالمها المحفّزة للوعي والتي بدورها تثير هاجس المجتمع نحو التغيير وتدفعه للمطالبة والتساؤل ناهيك عن كونه هوية ثقافية بأنساقه الاجتماعية والمعرفية مستلة من حمولة الواقع بكل ما يتخلله الواقع من قضايا كبرى، بقي لنا أن نستقرئ المسوّغ الذي من خلاله نراهن على فعالية الأدب في مجتمعاتنا العربية، واقعاً، أن الفوضى السياسية التي تعمّ في العراق زعزعت قوام مؤسساته وفطنته وقراراته لينتج من جرائه عدم الاستقرار في كيفية التعاطي مع الفكر بجميع اجتراحاته الفلسفية والأدب وما يتخلله من هموم إنسانية والنظر لهما على أنّهما هامشا، ولو تتبعنا خطى هذه الغاية لوجدنا أن هناك خشية وحذرا من الكلمة الواعية التي باستطاعتها أن تحرك الساكن إزاء المحاذير والحتميات المتوارثة. أن قرار تفرغ الأديب من قبل مؤسسة تعنى بالجمال والمعرفة يحتاج إلى رؤية طليعية من قبل المؤسسة نفسها وهذه لا تأتي عبثاً بل تكون متفقة ومتسقة مع النية التي تدخرها الحكومات المتلاحقة للأدب، لذا يكون مسار السلطة الذي يحمل جهازا مفاهيميا غير مترهل أو رجعي هو من يؤسس لمنظومة معرفية متكاملة والذي من المفترض أن يؤمن إيماناً مطلقاً بإمكانية حيازة الثقافة بمدلولها ومعيارها القيمي. لعلي أجد أن المدونة الأدبية باعثٌ دراميٌ في أرشفة الواقع بعدة فنية لها مدياتها المنفتحة على الماضي والحاضر وتضاريس المكان ناهيك عن المعتقد والايدلوجيا وما يخصهم من سنن ومفاهيم، لذا يكون التفرغ المناط للأديب لغرض استكتابه بموضوعة معينة أمراً ضرورياً تبعاً لمحورين رئيسيين، الأول، هو أن التاريخ الأدبي بأحداثه السياسية وأزماته الاجتماعية بحاجة إلى تدوينه بحلة جمالية ناهيك من أن هناك كثيراً من الوقائع التي لا تكتب إلا من قبل أبناء المرحلة نفسها، المحور الثاني تسليط الضوء على الأديب الحقيقي بوصفه قيمة عليا له فكره النيّر الذي يستطيع من خلاله إزالة السخام المتوارث ليعيد تهيئة مجتمعه بصورة مثلى.

ضياء سالم

في ظل ظروف صعبة يعانيها الأدباء العراقيون والكتاب نجد أن الغالبية منهم ينقادون خلف توفير عيش ملائم لهم ولعوائلهم، وهذا قد يكون سبب في انشغالهم عن الكتابة أو تحديد نتاجهم الأدبي، ورغم أن لدينا أسماء مهمة أدبياً حصدت العديد من الجوائز إلا أننا نجد أن دور النشر العراقية لاتزال تتعامل بشيء من التجارة تجاه إصدار الكتب ومنح الكاتب صفة الارتقاء وتصدر المشهد من خلال ما تصدره له، فلم نجد حتى اليوم أي دار نشر عراقية عملت على استكتاب أحد الأدباء والكتاب العراقيين، فهل تخشى هذه الدور من النتاجات الادبية لهؤلاء الكتاب إذ إنها تعتقد إنها نتاجات غير رصينة بما يكفي لتمنحها ثقة التفرغ للكتابة وتوفر لها في المقابل مخصصات مالية حتى تنتهي من كتابة مشروع ادبي مهم قد ينال اهتماماً عالمياً ويعود بالتالي على الكاتب ودار النشر بأموال طائلة؟ أم إنه إهمال وتقصير تعانيه دور النشر ما يجعلها بعيدة عن اهتمامها بخلق أدب عظيم فهي تتعامل بصفة تجارية لا أكثر مع الكتاب؟ أم أن ليس لنا كاتب يستحق منح هذه الثقة...

انا مع هذا المقترح لكن هناك صعوبات كثيرة لان اغلب مؤسسات الدولة تحكمها قوانين صارمة العمل الادبي والفني يحتاج الى تفرغ تام انا حتى اكتب مسلسل احتاج الى ستة اشهر لهذا اضطر الى اخذ اجازة بالراتب الاسمي وفي احيان كثير اعمل بعد الدوام الرسمي ويام العطل وهذا شاق جدا اتمنى من المدى ان توفق في هذا المقترح.

دور النشر الرسمية تعاني من الإفلاس وهي تلزم المؤلف على شراء نسخ من مؤلفه وتحرمه من أية مكافأة وتبدو وكأنها متفضلة عليه بالنشر، هذا ما يجده القاص حسب الله يحيى ثم يشير الى دور النشر الخاصة قائلاً "تأخذ مبالغ طائلة من المؤلف لقاء نشر كتابه ولا عليها من جودته واهميته.. إزاء هذا الواقع المرير يعاني الكاتب العراقي من الإفلاس وتدني مستوى التأليف والترجمة.. ومن يملك المال يتصدر المشهد الثقافي.. ولا توجد دار رسمية لها أواصر ومعنية بتكليف كاتب أو مترجم فضلاً عن الرسائل والأطاريح الأكاديمية مهما بلغ مستواها"

وهذا ما دفع كتابنا لأن ينشروا في المجلات العربية والأجنبية ويتقاضون مبالغ جيدة ويكلف بعضهم بموضوعات محددة حسب الاختصاص.. الثقافة والتأليف تحديداً آخر ما تفكر به الدولة.. نحن نعيش في بلد طارد للثقافة والمثقفين.. هكذا هي إرادة الجهل والجهلاء.

بعض دور النشر تذكر أننا في العالم العربي لانمتلك ثقافة منح الكاتب تفرغ لإستكتابه وهذا ما ذكره إيهاب القيسي مدير دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع "ذاكراً لا اعتقد إننا في العالم العربي نمتلك مثل هذه الثقافة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram