قيل الكثير عن قضية الصدامات التي حصلت في طوزخورماتو والتي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين الأبرياء، لكن اهالي المنطقة لهم حكاية أخرى من أفواههم كما جرت بالتفصيل، وحسب شيرزاد بائع البنزين على احد أرصفة طوزخورماتو، الذي نقلت عنه وكالة شفق نيوز، فان ضابط امن عراقي أوقف سيارته ويطلب من بائع الوقود شيرزاد أن يفرغ "جليكان بنزين" في سيارته، ويهم الضابط بالمغادرة لكن "من دون دفع ثمن الوقود". شيرزاد ينادي والده وعدداً من أقربائه لمطالبة الضابط بالثمن، إلا انه يرفض ويغادر المكان وثم يعود بعد فترة قصيرة برفقة قوات من الشرطة الاتحادية للقبض على والد البائع والأشخاص الذين تدخلوا، ويحدث اشتباك بين الأشخاص والشرطة أدى إلى تدخل عناصر نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة وتتطور الأحداث لتتسبب بمقتل مدني وإصابة عشرة من عناصر الشرطة. هذه هي بداية شرارة الأزمة التي اندلعت بين الجيش العراقي والبيشمركة في قضاء الطوز. شيرزاد موفق هو شاب يبلغ من العمر 21 عاماًَ يمتهن بيع المشتقات النفطية على الطريق الرئيس وسط قضاء الطوز ليوفر دخلاً له وعائلته لينفق مما تدر عليه مهنته التي لم يكن يعي بأنها ستكون سبباً في أزمة بين بغداد وأربيل.
الشرارة.. عدم دفع النقود
وبحسب موفق الذي سرد الحادثة، فأنه عندما طالب بثمن البنزين، رفض الضابط منحه النقود، عندها دعا (شيرزاد) والده الى التدخل وبدوره توجه برفقة ثلاثة من أقربائه وطالبوا الضابط بإعطاء قيمة البنزين، إلا أنه رفض وركب السيارة وذهب بعد حدوث مشادات كلامية، وما هي الا دقائق حتى عاد مع قوة من الشرطة الاتحادية للقبض على والد البائع والأشخاص الذين تدخلوا لمطالبته بدفع قيمة البنزين، وعندها حدث اشتباك بين الأشخاص والشرطة وتسبب عنه مقتل مدني صاحب جرار كان في طريقه إلى مزرعته. ويؤكد موفق أن ما روج له البعض على أن مسؤولا كرديا لم يتوقف عند نقطة تفتيش تابعة لعمليات دجلة وتسبب ذلك بمواجهة بين أفراد الحماية ونقطة التفتيش غير صحيح. ويؤكد ايضاً أنه المدعو غوران جوهر كما أشيع اسمه لم يك له أي ربط بالموضوع. ويشير موفق إلى أن المواجهة جرت في الطريق العام في الجهة التي يقع فيها مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
من جهته، يلفت آمر اللواء البيشمركة التي تنتشر في أطراف قضاء طوزخورماتو شيركو فاتح في تصريح لـ"شفق نيوز"، إلى أن "قواتنا حين قدمت إلى قضاء طوزخورماتو إنما جاءت للدفاع عن أمن أهالي القضاء وليس كما تروج أطراف سياسية وحكومية في بغداد أن قواتنا تسعى لمواجهة عمليات دجلة اللاقانونية وغير الدستورية". ويضيف أن "الكرد ليسوا مع أية مجابهة عسكرية، ولن يصدر منا هذا الأمر الا اذا اضطررنا له"، موضحا ان "ما حدث في قضاء طوزخورماتو ليس للبيشمركة أي يد فيه كونه حدثا بين مدنيين وعناصر من قوات الشرطة ولكن الأحداث تتطلب أن نكون حاضرين لتوفير الأمن في القضاء".ويؤكد شيركو أن "عمليات دجلة التي فرضتها الحكومة الاتحادية على المناطق المستقطعة من الإقليم غير دستورية ونحن لا سمح الله لا نريد ان ندخل في مواجهات عسكرية مع أي قوات عراقية، بل نستغرب التصعيد في هذا الوقت، إذ أن قوات البيشمركة في كركوك تعمل مع الفرقة 12 من الجيش العراقي منذ سنوات ولم تسجل أي مشكلات".
أبعاد غير حقيقية
من جهته يقول الكاتب والناشط المدني في قضاء طوزخورماتو كاروان حبيب في حديث لـ"شفق نيوز"، أن "ما أثير حول موضوع قضاء طوزخورماتو اخذ أبعاداً كبيرة وأعطي حجما اكبر وخاصة من خلال تصعيد وسائل الإعلام"، مؤكدا أن "سبب المشكلة في حقيقتها أن ضابطاَ في استخبارات الشرطة الاتحادية اشترى البنزين من بائع يقع أمام مقر الاتحاد الوطني الكردستاني ولم يعط حق البائع وعندها تدخل في الموضوع والده وأقاربه ويقع قرب منزل الشخص الذي قيل انه السبب وراء الحادثة وهو غوران جوهر ولم يكن في الأصل موجودا ساعة وقوع الحادث". ويشير حبيب إلى أن "أزمة قضاء الطوز بدأت تقريباَ منذ أربعة الى خمسة اشهر عندما قام مسلحون مجهولون بقتل مجموعة من الشباب قرب ناحية سليمان بيك وحينها أرسلت وزارة الداخلية قوة من الشرطة الاتحادية وفوج مغاوير واستقرت قرب القضاء وهي تحاول دائما استفزاز المدنيين من الكرد". ويتابع أن "هذه هي الحقيقة ونحن نستغرب من موقف عمليات دجلة التي حاولت تأجيج الأوضاع في محاولة لإضفاء صبغة سياسية على موضوع حدث بين ضابط ومدنيين وليس للبيشمركة علاقة به". ويضيف أن "نشر قوات من البيشمركة جاء مع الانتشار العسكري غير المسبوق في أطراف القضاء وكأنها تستعد للحرب وهذا الأمر دليل على أن هذه القوات لديها نوايا دفينة ضد أهالي القضاء وخاصة الكرد منهم". ويستطرد حبيب أن "القوة التي جاءت للقبض على الأشخاص الذين اشتبكوا بالأيادي مع أقارب البائع التي بادرت بإطلاق النار ورد المدنيون عليها وتسبب عنها مقتل مدني وإصابة عشرة آخرين".
من جهته يقول احد أهالي قضاء طوزخورماتو ويدعى سالم أحمد أن "الذي يلاحظ قضاء طوزخورماتو وأطرافها يخيل إليه أن حرباَ ستندلع في اقرب وقت". ويوضح أن "قوات الجيش ومدرعات وقوات البيشمركة منتشرة على الأطراف وهذا يجعلنا نتخوف بان طبول الحرب تقرع بين القوات الاتحادية وحرس الإقليم ونحن نتخوف من هذا وعلى الجميع تغليب الحوار والسلام والعراق ليس بحاجة الى حروب جديدة ونتمنى بالا يحدث شيء".
القصّة الحقيقية لاشتباكات طوزخورماتو كما يرويها الأهالي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 21 نوفمبر, 2012: 08:00 م
جميع التعليقات 2
محمودخليل ابراهيم
من خلال متابعتنا للامور نلاحظ ان السبب الحقيقي وراء كل تلك المشاكل هو رغبه دفينه للشوفينيين باندلاع الحرب مهما كانت الاسباب وهذه الحرب ان اشتعلت لا سامح الله ستحرق مشعليها من الشوفينيين اولا الذين لا يريدون ان يروا الكرد في حاله من الرفاهيه ابداولكن يسود
كمال
عادت حليمة الى عاتها القديمة كلنا نعلم من الذين تجاوز عمرة 40 سنة افعال شراذم البعث في نقاط السيطرة حيث لا يسمح لأي مواطن كوردي بالعبور من تقديم خاوة او رشوة وعلى المكشوف وحتى كبار الضباط كانوا على دراية تامة وهم شكركاء اساسين في الموضوع . ابشرك يا الهال