ترجمة: حامد أحمد
تحدث تقرير دولي عن استمرار عجلة إعادة إعمار الموصل، مشيراً إلى أن هذه العملية توفر 120 ألف فرصة عمل، مؤكداً السعي لإعادة إحياء المدينة لافتتاحها عام 2026.
وذكر تقرير لموقع (المونيتر)، ترجمته (المدى)، أن «عماد زكي محمد، 55 عاماً، امام جامع من اهالي الموصل المحليين، اعتاد ان يذهب كل صباح للنداء الى الصلاة من جامع النوري الكبير في الموصل».
وأضاف التقرير، أن «تنظيم داعش الإرهابي سيطر على المدينة في عام 2014 وقام بتفجير الجامع ومنارته الحدباء قبل هزيمته وطرده من آخر معقل له في المدينة القديمة من الموصل في حزيران 2017 بعد حرب طويلة شنتها القوات العراقية بإسناد من قوات التحالف الدولي».
وأشار، إلى أن «المؤذن محمد فقد اثناء معارك التحرير في تشرين الأول 2016 ولده وكذلك الجامع الذي احبه، أما الان وبعد ما يقارب من عقد من السنين عاد صوت المؤذن محمد يُسمع مرة اخرى من جامع النوري الكبير الذي خضع لعملية إعادة اعمار وكذلك معالم دينية وتاريخية أخرى في الموصل من بينها المتحف».
وقال محمد، بحسب التقرير، إن «المدينة عادت الينا الان، الوضع الان أفضل، كل ما يريده أبناء الموصل الان هو ان يعيشوا حياة أفضل.»
ولفت التقرير، إلى أن “المؤذن محمد، كان كما هو الحال مع بقية أبناء الموصل قد غادر المدينة اثناء المعارك، وخلال السنوات الأخيرة وبينما اشتركت مجموعة من منظمات دولية في إعادة اعمار المدينة عادت عوائل كثيرة من بينها عائلته الى الموصل”.
ونوه، إلى أن “هناك احياء في الموصل ما تزال في خراب، وهناك ملامح ومضات من طرازها المعماري الجميل القديم يمكن ملاحظته في هياكل ابنية محطمة، حيث ما تزال ابنية تاريخية قابعة تحت اكوام من أنقاض وواجهات ابنية تنخرها آثار اطلاقات نارية”.
وأفاد التقرير، بأن “هناك اعمال ترميم بطيئة تجري في كل شارع عانى من دمار الحرب مع بذل عراقيين ومجاميع دولية جهودا مضنية لإعادة المدينة للحياة مرة أخرى”.
وتابع، أن “عدة أطراف دولية شرعت منذ العام 2018 لإعادة اعمار الموصل، خصوصا معالمها التاريخية الشهيرة”.
وأكد التقرير، “خضوع جامع النوري لحملة إعادة اعمار تبنتها مبادرة منظمة (اليونسكو) تحت شعار مشروع (إعادة احياء روح الموصل) الذي يهدف لاستعادة حياة واحدة من أقدم المدن التاريخية في العالم”.
وبين، أن “حكومة دولة الامارات كانت قد ساهمت بمبلغ 50.4 مليون دولار لهذا البرنامج الذي قالت عنه مديرة (اليونسكو) اودري آزولاي، بانه تعاون غير مسبوق لإعادة اعمار ارث العراق التاريخي، والذي يتضمن إعادة اعمار جامع النوري وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة التي يعود تاريخها لأكثر من 800 عام التي من المؤمل ان تكتمل في نهاية هذا العام”.
وأوضح التقرير، أن “متحف الموصل الثقافي، وهو ثاني أكبر متحف في العراق بعد المتحف الوطني في بغداد، يخضع لإعادة اعمار أيضاً، ومن المقرر ان يعاد افتتاحه في عام 2026”.
وأردف، أن “المتحف الثقافي، الذي يصفه أبناء المدينة المحليين على انه هوية الموصل، قد استهدفه داعش عام 2014 والحق به دمار كامل تقريبا مع الحاق اضرار بمقتنياته الاشورية القديمة بضمنها الأسد الضخم من نمرود والثور المجنح عند بوابة قصر الملك آشور بانيبال الثاني، وتم أيضا احراق ما يزيد على 28 ألف كتاب ومخطوطة نادرة”.
وقال مدير متحف الموصل الثقافي زيد غازي سعد الله، وهو يشير الى فجوة كبير أحدثها انفجار في ارضية قاعة الآثار الاشورية في بناية المتحف، “نحن نعيد اعمار بناية المتحف وفقا للتصميم الأصلي ولكن سنترك قسما من الأجزاء على حالها من الدمار لتكون شاخصا على هذه الفعلة.»
وتابع سعد الله، أن “تنظيم داعش كان يحاول تدمير ذاكرة العراق وذاكرة الشعب العراقي، ولكن شعب الموصل يريد ان تبقى ذاكرة التدمير قائمة، يريدون ان يبقى ما حدث لهم شاخصاً في الذاكرة وللعيان، يريدون ان نتذكر كيف قمنا بإعادة إعمار المدينة”.
وقالت مديرة قسم آثار الشرق الأوسط في متحف اللوفر الفرنسي آريان توماس، ان “عملية إعادة إعمار متحف الموصل لم تكن سهلة”.
وأضافت توماس، أن “المتحف يعد شيئا رمزي لأنه يروي قصة الموصل ومعظم معالم تاريخ منطقة شمالي العراق”.
وأشارت توماس، إلى أن “التحدي الكامن هو في كيفية الحفاظ على هيكل المبنى كما كان عليه واسترجاعه بعد ما لحق به من دمار.»
ونبه التقرير، إلى أن “الكثير من قطع أثرية مسروقة ومتضررة تعود للمتحف لم يتم استرجاعها أو العثور عليها”.
ويواصل، أن “إعادة اعمار الموصل تتخللها إمكانية خلق ما يزيد على 80 ألف فرصة عمل مباشرة وما يزيد على 120 ألف فرصة عمل غير مباشرة على مدى خمس سنوات”.
وأردف، أن “ذلك وفقا لتقرير أعده برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في عام 2019”، ويجد أن “ذلك يظهر حجم فرص العمل التي يمكن ان تنشأ من العملية التنموية لوحدها في المدينة”.
وقالت المديرة الإقليمية لصندوق دعم التراث العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أليساندرا بيروزيتو، إن “عمليات إعادة احياء الموصل تحصل في كل مرفق من مرافق الحياة في المدينة”.
وتابعت بيروزيتو، أن “خلق بنى تحتية جديدة يؤدي الى خلق فرص عمل في مجال الاعمار والهندسة وتوسع في الخدمات الصناعية لدعم التنمية الاقتصادية”.
وأشارت بيروزيتو، إلى أن “إعادة اعمار معالم ثقافية مثل متحف الموصل هي عنصر مهم من عناصر احياء المدينة التي ستستقطب زوارا للمتحف وكذلك تشغيل عجلة الاقتصاد في اسواقها ومطاعمها وفنادقها.»
عن: موقع (المونيتر) الدولي