اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > و مازال العزاء مؤجلا!..المفقودون في العراق.. رحلة البحث عن المجهول

و مازال العزاء مؤجلا!..المفقودون في العراق.. رحلة البحث عن المجهول

نشر في: 13 أغسطس, 2010: 05:55 م

وائل نعمة وسط ارض وعرة وبين نخيل محروق ومياة جفت، وجرافات تضرب التربة بلا هوادة، جنون يعم المكان، جلست نساء ثكالى يبحثن بالتراب باصابعهن العارية، يتناثر في كل الجهات يغطي  "العباءة " الرمادية التي سقط لونها بسنوات البكاء الطويل، ملابس أطفال وبقايا شعر واظافر،
 وثائق "مهروسة " وبعض من عظام، جهود لم تفض الا لتراكم الحزن وزيادة في الالم، ومحاولات بائسة لتجميع رفات لايمكن تجميعها،وعلى بعد امتار من الضجة والتراب المتصاعد جلست امرأة في عقدها السادس بعد ان أهلكها البحث قرب لوحة كتب عليها بخط غير واضح " قرية أبوسديرة " واسندت ظهرها اليها، قرية تقع في بلدة المحاويل وتضم  اكبر مقبرة جماعية  اقيمت عند طرف ارض زراعية مساحتها اقل من 200 متر طولا و100 متر عرضا دفن فيها 2800 شخص، رجالا ونساء، اطفالا وشبابا وشيوخا بعد قتلهم باطلاق الرصاص عليهم او بدفنهم وهم احياء اثناء عمليات قمع الانتفاضة الشعبانية الشعبية التي اندلعت ضد النظام السابق، ولم تتسع هذه المقبرة لكل الضحايا فدفن 300 آخرين في مقبرة لا تبعد كثيرا عن المكان.rnلقاء في وسط الطريق المرأة "ام جعفر " كانت احدى النساء اللاتي تهافتن حين سمعن اخبارا تتحدث عن اكتشاف مقبرة جماعية يعود رفاتها الى فترة الانتفاضة الشعبانية يبحثن عن ابناء وازواج  قد اختفوا في تلك الفترة، "ام جعفر " من سكنة مدينة كربلاء، وحين بدأ "الرفاق البعثيون " بعد قمع الانتفاضة  يجوبون الشوارع  ويأخذون الشباب بشكل عشوائي لاكمال عدد كان مطلوباً منهم ليسوقوهم الى المقاصل! وضعت "عباءتها" فوق رأسها وسحبت "جعفر " ابنها الوحيد الذي يعد نفسه للدخول الى كلية الهندسة، واخذته الى بيت اخيها خوفا من "البعثيين" ان يرموه في سجون الطاغية التي نادرا مايخرج منها احياء. في الطريق التقت مع مجموعة من "اهل الزيتوني " مسؤولي المنطقة الحزبية، وطلبوا منها ان يأتي "جعفر " معهم الى الشعبة الحزبية وبعد دقائق سيعود اليها بعد ان يستفسروا عن اشياء معينة، وسواء صدقتهم ام لا كان الامر محسوماً، ابتعد عنها ولم تفلح توسلاتها  ولادموعها من تركه، وزادت المسافة بينها وبينه مع تأكيد "الرفاق "، " سيعود بعد دقائق "!استمر الوعد لسنوات عدة  والام تنتظر، مازال يرن في اذنيها كلامهم حين اخذوه، لم تترك بابا الا وطرقته لكن من دون اجابة، الى ان سقط النظام فتنقلت من مقبرة الى اخرى بحثة عن اثر او اشارة حتى تقيم العزاء لابنها الحاضر الغائب، لم تدخر جهدا في البحث لكنها لم تصل الى شيء،و مازالت تنتظر "غراب نوح ". "ام جعفر " شأنها شأن الكثير من الاسر التي فقدت الكثير من ابنائها اثناء الحروب وقمع النظام لمعارضية ومازال البحث جارياً عنهم، ملف المفقودين تشابكت خيوطه وتعددت اطرافه، مفقودون في الحرب  الايرانية، ومفقودون في مرحلة غزو الكويت، وفي الانتفاضة الشعبانية ومن ثم اعمال العنف الاخيرة التي خلفت اعدادا كبيرة من المفقودين.rnأعداد غير معروفة  "حارث سليم " محام وناشط في مجال حقوق الانسان يقول " لايمكن لاحد ان يعرف كم هو عدد الذين فقدوا في العراق جراء الحروب واعمال العنف، المفقودون خارج االعراق في الحرب العراقية الايرانية ربما وقعوا في الأسر, أو اختطفوا, أو ربما لقي بعضهم مصرعهم ودفنوا في مقابر غير معروفة  أو منهم من رقد بالمستشفيات  في حالات خطيرة او ربما قد احتجزوا في اماكن سرية، كل هذه الاحتمالات واردة ولايمكن الوصول الى الحقائق بسهولة ". وأوضح تقرير سابق  صدر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي،أن عدم معرفة العدد الحقيقي للمفقودين في العراق يظل مشكلة حقيقية، وتقدر اللجنة عدد المفقودين بـ375 ألف مفقود.والجدير بالذكر أن إيران سلمت رفات تسعة جنود عراقيين، بعد أن سلمتها السلطات العراقية رفات سبعة جنود إيرانيين قبل ستة اشهر،وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتبادل فيها البلدان رفات جنودهما منذ سقوط النظام السابق، وهذا يفتح الباب امام الحديث عن وجود اخرين.وزارة حقوق الانسان بدورها تقول ان لديها معلومات تشير الى وجود اسرى لايزالون لدى الجانب الايراني من خلال افادات الاسرى الذين عادوا الى العراق بعد 2003، وان عدد الاسرى العراقيين في الحرب العراقية- الايرانية بلغ اكثر من 50 الف اسير.rnمقابر من نوع آخرومع تصاعد أعمال العنف في السنوات السابقة  وازدياد حالات الاختطاف وحدوث حالات من الخطف  الجماعي في شوارع رئيسية في بغداد وفي بعض المؤسسات الحكومية حيث اضافت هذه الحوادث الى مفقودي الحروب قائمة اخرى من المفقودين، وشيئا فشيئا بدأت تظهر مقابر جماعية جديدة، ففي وقت سابق  تم اكتشاف أكثر من 12 مقبرة جماعية، نصفها على الأقل في بغداد، في السيدية حيث دفنت الجثث ورؤوسها مقطوعة في حفرتين منفصلتين، حسب مصدر ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram