بابل/ جليل الغزي
لم تخفِ مديرية بيئة بابل تخوفها من اتساع الرعي العشوائي داخل الأحياء السكنية في مدينة الحلة حيث وصفته بـ "غير اللائق" كونه سيساعد في تفشي فايروس الحمى النزفية.
حيث تسجل بعض أحياء مدينة الحلة (حي الشاوي والجمهوري) ظاهرة بيع وجزر الاغنام على الأرصفة بطريقة غير قانونية وعدم الالتزام بالضوابط القانونية الخاصة بعملية بيع المواشي.
وقال مدير إعلام بيئة بابل صباح حسن في تصريح إلى (المدى) إن "الكثير من الشكاوى تقدم بها مواطنون من داخل المناطق السكنية في المدينة يطالبون خلالها باتخاذ الإجراءات القانونية بشأن ظاهرة الرعي العشوائي".
وأضاف حسن، أن "مخاوف المواطنين زادت بعد تسجيل المحافظة إصابات بالحمى النزفية وهو ما دفعنا أيضاً إلى مخاطبة دائرة البلدية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن مكافحة الرعي العشوائي".
من جهتها أكدت مديرة الإعلام والعلاقات في بلدية الحلة وداد العبادي في تصريح إلى (المدى) أنه "بناءً على مخاطبات مديرية البيئة وتأكيد الحكومة المحلية على نفس الموضوع سنبدأ مطلع الأسبوع المقبل حملة موسعة لمكافحة الرعي العشوائي بعد أن ابلغناهم بأنهم مخالفون".
وأشارت العبادي، إلى أن "الحملة تتضمن مصادرة المواشي وفرض غرامات مالية على المخالفين".
وأضافت، أن "الحملة ستشترك بها قيادة شرطة المحافظة والمستشفى البيطري اضافة الى مديرية البيئة للحد من ظاهرة الرعي العشوائي والتقليل من مخاطر انتشار الحمى النزفية".
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، إن "دور الوزارة هو الكشف المبكر عن المصابين، فإذا كان المرض في مرحلة مبكرة، فاحتمالية الشفاء تكون عالية جدا، أما إذا تأخر المصاب بمراجعة المؤسسات الصحية، فاحتمالية الوفاة تكون عالية جداً".
وتابع البدر، أن "الدور الأساسي في مكافحة الحمى النزفية يقع على عاتق وزارة الزراعة من خلال مكافحة حشرة القراد الناقلة للمرض".
ودعا، "وزارتي الداخلية والبلديات إلى معالجة موضوع الرعي العشوائي ونقل الحيوانات بشكل غير صحيح بين المدن والمحافظات".
وقال مدير قسم الأمراض الانتقالية في وزارة الزراعة ثائر صبري، إن "متابعة الجزر العشوائي مرتبط بالجهات الأمنية والبلدية والجهات البيئية".
وتابع صبري، أن "القانون رقم 22 لسنة 1972 والقانون رقم 105 لسنة 1983 ينظمان عملية ذبح الحيوانات من خلال المجازر".
وأشار، إلى أن "الجزر العشوائي هو يخالف هذين القانونين"، داعياً "الجهات المختصة لمحاسبة المخالفين".
وعدّ صبري، "الجزر العشوائي بؤرة مرضية ومنها الحمى النزفية"، مشدداً على أن "هذا المرض ليس جديداً على العراق بل يعود إلى سبعينيات القرن الماضي ونسجل سنوياً إصابات".
وأوضح، أن "الفايروس تنقله حشرة القراد التي تعتاش على أجساد الحيوانات، ولذا فأنه يصيبها أولاً ومن ثم ينتقل إلى البشر من خلال التعامل معها، وقد ينتقل بنحو مباشر عبر القراد".
وأكد صبري، أن "المرض لا يترك اعراضاً على الحيوانات وهنا تكمن المشكلة، ولكن بانتقاله إلى البشر تظهر الاعراض عليه وهي مقاربة لمرض الانفلونزا، الصداع وارتفاع درجات الحرارة وآلام في البطن والعضلات، وصولاً إلى أخطر مرحلة وهي النزف تحت الجلد".
ويرى، أن "الأهم بالنسبة إلينا هو كيفية السيطرة على المرض ويكون ذلك من خلال ثلاثة محاور، ونحن مع وزارة الصحة جادين في ذلك".
ومضى صبري، إلى أن "القضية الأولى رش الحيوانات وحظائرها بالمبيد المضاد للقراد ولدينا 293 فرقة منتشرة في جميع المحافظات يومياً تتولى هذه المهمة، والأمر الثاني هو مواجهة الجزر العشوائي والمحور الأخير هو السيطرة على حركة الحيوانات، فعلى القوات الأمنية منع الحركة التي تقع من أو إلى البؤرة المرضية".
وكانت وزارة الصحة قد ذكرت أن أعداد الإصابة بالحمى النزفية تعد أقل نسبياً مما تم تسجيله العام الماضي.