TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رمضان الامس..سهرات النساء - القرّايات

رمضان الامس..سهرات النساء - القرّايات

نشر في: 13 أغسطس, 2010: 06:04 م

باسم عبد الحميد حمودي قد يكون العنوان مثيرا ومستغربا أيضا  ،فما للرجل والنساء وسهراتهن الخاصة ،لكن الحديث سيكون عن نساء اربعينات وخمسينيات القرن الماضي في رمضان ،فقد كان مسموحا للصبية الذين لم يبلغوا الحلم بعد ان يحضروا هذه السهرات التي تتم بل تتوهج في رمضان .
  كان أساس هذه السهرات هو (القبول) النسائي باعتباره حفل استقبال أسبوعياً تقيمه  العوائل البارزة والثرية في المحلة ،وكانت سهرات النساء الرمضانية تقام في ساحات البيوت الكبيرة صيفا (الحوش –الاحواش ) أو في غرف الضيوف  الواسعة المفروشة بالطنافس والسجّاد شتاء ،حيث تجلس السيدة الكبيرة ،والدة صاحب الدار أو الزوجة ألأولى وحولها كناتها والمقربات  من الاسرة  في صدر المجلس وتنتشرنساء المحلة وصبياتها في المجلس ،حيث تجري حوارات شيقة تقودها سيدة المنزل الاولى .  تبدأ هذه السهرات بعد صلاة العشاء وتمتد الى ساعة متأخرة ،وقد تتناول المقربات طعام السحور مع نسوة المنزل قبل أن يغادرن الى دورهن ،أما نساء الأسر الفقيرة والمتوسطة اللواتي عليهن  أعداد طعام السحور لاسرهن فيغادرن السهرة قبل هذا الوقت بزمن بعيد .   تتم في السهرة توزيع ألوان من الشرابت والحلويات وباكيتات (قراطيس ) الجكليت والحب (بفتح الحاء) ، والأسر الأكثر ثراء توزع الزلابية  و  البقلاوة وشعر البنات والقطايف والبرمة والساهون ساعات السهرة ,ويكون للاطفال نصيبهم ويكون للصبايا الجميلات نصيبهن من اهتمام سيدات العوائل الحاضرات  وقد يجري التمهيد  لخطبة قادمة او الحديث عنها  وقد تقوم سيدة المنزل بمفاتحة والدة الصبية إما بقصد إحراجها وضمان موافقتها او بقصد الاعلان عن الموافقة (التي تكون مسبقة سرا) أمام ذلك الجمع من سيدات المحلة  ،إمّا للمباهاة  أو لقطع الطريق على اسرة اخرى .  في السهرة الرمضانية في الجنوب العراقي وفي الاوساط المحبة لآل البيت في بغداد وسواها  تقوم العوائل بالاعداد لـ(القراية) و(القراية) طقس اجتماعي دينية تقوم فيه نسوة متخصصات بأداء التعزية وذكر فضائل آل البيت الاطهار فيها والنصح والارشاد الديني ،لكن (القراية) التي تحضرها حشد من نساء المحلة وترتدي النسوة  (الموقرات) الهاشميات الجميلة فيها ،وترتدي البنات الخافرات الثياب السود الجميلة التفاصيل ويقمن بخدمة المجلس قبل وبعد الاداء الديني ،بتوزيع سكائر (المزبن) الرفيعة والغليظة والشاي  والقهوة  المرة على الجالسات . بعض العوائل تقدم الكعك مع الشاي ،وبعض العوائل من الجيران يقدمن اللقم وربما الفواكه الموسمية وسواها في هذه الجلسة  أو ما بعدها ،ويتم الإعلان  عن بيت  الجيران الذي يشارك في تقديم شيء لهذا التجمع الديني النسائي اليومي الذي يتم بعد صلاة العشاء.rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram