بغداد/ المدى
وقعت وزارة النفط، أمس الاثنين، أربعة عقود مع شركة توتال الفرنسية لمشاريع تطوير وتنمية النفط والغاز المتكامل. وقال وزير النفط حيان عبد الغني في كلمة له خلال احتفالية التوقيع على العقود، إن "توقيع هذه العقود مع شركة توتال الفرنسية وشركائها مهم، إذ أن هذه الجهود تقع ضمن مشاريع الجنوب المتكاملة والتي تتضمن أربعة مشاريع رئيسة وكبيرة لقطاعي النفط والغاز".
وتابع عبد الغني، أن "أولى هذه المشاريع هو استخدام البحر لأغراض الدعم المكمني وهو من المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة ويهدف إلى توفير مياه البحر لدعم الضغط المكمني في الحقول النفطية المختلفة". وأشار، إلى أن "المشروع الآخر هو استثمار الغاز المصاحب بطاقة 600 مليون قدم مكعب قيادسي في اليوم ويقسم بين مرحلتين لكل مرحلة 300 مقمق".
ولفت عبد الغني، إلى أن "هذا المشروع يأتي ضمن مشاريع وخطط وستراتيجية الحكومة والوزارة لتحويله إلى طاقة كهربائية"، مؤكداً أن "جميع الصناعات مرتبطة به فضلا عن الحفاظ على البيئة والصحة".
وذكر، أن "المشروع الثالث يتمثل في تطوير حقل ارطاوي النفطي وزيادة الإنتاج من هذا الحقل إلى أكثر من 210 آلاف برميل في اليوم". ونوه عبد الغني، إلى أن "الحقل ينتج نفطاً خاصاً خفيفاً بدرجة تزيد على أربعين درجة ويعتبر من الوقود الممتاز في المنطقة". وتابع، أن "مشروع العقد الرابع يمثل إضافة مهمة لقطاع الطاقة المتجددة في العراق وهو استثمار الطاقة الشمسية بطاقة واحد كيغاواط أي 1000 ميغاوات ويعد أحد أكبر مشاريع توحيد الطاقة في المنطقة والبداية حقيقية لاستثمار الطاقة المتجددة في العراق".
وذهب عبد الغني، إلى أن "إنجاز متطلبات هذه الحقول قد حظي بالكثير من العمل والدراسة والنقاش وأخذ الكثير من الوقت والجهد وقد بذلت الفرق والمجاميع الخاصة بالتفاوض والتدريب للفريق الذي يمثل الوزارة والفريق الذي يمثل شركة توتال الكثير من الجهد والعمل الشاق، وصولا للسير الذي يرضي جميع الأطراف المعنية".
وأوضح، أن "هذه العقود تمت بعناية مجلس الوزراء وعلى رأسه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الذي حرص على المتابعة والتركيز لجميع الجهات المعنية لتذليل المعوقات والصعوبات والإجراءات لإنجاز متطلبات هذا الوقود".
وانتهى عبد الغني، إلى "المضي مع شركة توتال ومع جميع الشركاء إلى التعاون الجاد والمثمر من أجل المباشرة في تنفيذ هذه العقود على أرض الواقع لقطف ثمرة هذا التعاون والنجاح وتحقيق الإنجاز الكبير خدمة للمصلحة المشتركة بما ينعكس إيجابا على واقع الصناعة النفطية والخارجية والطاقة والعراق".
من جانبه، قال المدير التنفيذي لشركة توتال إنرجيز الفرنسية، باتريك بويانيه، في كلمة له إنه "يوم تاريخي إطلاق توقيع الاتفاقية الخاصة بالمشاريع الأربعة الكبيرة، وأمر مهم جداً أن يكون الرئيس الخامس عشر لشركة توتال الفرنسية في بغداد، لمواصلة العلاقة التاريخية مع العراق".
وأضاف بويانيه، أن "العقد وقع في شهر أيلول عام 2021، ويمثل أهمية كبرى، ونعمل على هذه الشراكة لكي نحقق نجاح المشروع"، معرباً عن شكره إلى "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وكذلك وزير النفط، لقيادة هذه المفاوضات بشكل إيجابي". ورحب، بـ"الشركاء المتمثلين بشركتي نفط البصرة وقطر الطاقة"، لافتاً إلى أن "هذه المشاريع تهدف إلى تحقيق جميع مصالح الدول العربية".
وأكد بويانيه، أن "رئيس جمهورية فرنسا داعم لهذه المشاريع، والشركة على أتم الجهوزية في الذهاب باتجاه تنفيذها لاسيما وأنها طال انتظارها"، مشيراً إلى أن "هذه المشاريع ستحقق النفع للصناعة النفطية في العراق". ولفت إلى أن "هناك خطة ستكون من أجل توفير 5 ملايين برميل من الماء للإسهام بدعم المكامن النفطية، وكذلك لإنتاج ماء صالح للشرب لسكان البصرة".
وأكد بويانيه، ان "هذه المشاريع ستحقق دعماً كبيراً ليس لصناعة الغاز في العراق فقط، بل لإعادة الاستثمار أيضاً في الغاز المحترق، وكذلك في توليد الطاقة الكهربائية لمواطني العراق".
وأكد أن "الكهرباء هي ضرورة كبرى وستقوم الشركة بإنتاجها من الغاز من خلال استغلال الغاز المحترق، وأيضاً من خلال الطاقة الشمسية".
ولفت بويانيه، إلى أن "هذه المشاريع سيتم تشغيلها بشكل أفضل لاسيما وان العراق يمتلك أفضل الموارد كالنفط والغاز وكذلك الطاقة الشمسية". وتابع أن، "ستراتيجيتنا الجديدة تتمثل في الاستخدام الأمثل للمصادر الطبيعية بضمنها الطاقة الشمسية، وكذلك تخفيف الانبعاثات الكربونية من خلال هذه المشاريع التي ستطبق في الحقول المختلفة، فضلاً عن خفض انبعاثات الغاز بأكثر من 15 مليون طن".
ونبه بويانيه، إلى أن "العراقيين هم من سينفذون هذه المشاريع، ولدى الشركة في العراق الكثير من الخبراء في قطاع النفط والغاز". وأورد، أن "خطة الشركة تتمثل في اعتماد الكفاءات العراقية من خلال توفير فرص عمل للعراقيين، وهو واحد من الأهداف المهمة ان تكون نسبة العاملين العراقيين أكثر من 95%". وبين بويانيه، أن "شركة توتال هي شركة عالمية ولكنها في نفس الوقت محلية في كل بلد تعمل فيه لأنها تعتمد على الشراكات في التنفيذ، وهو ما سيتم العمل به عن طريق العمل مع الشركات العراقية والعاملين العراقيين".
وبين أن "هذه المشاريع تمثل الاستثمار بأكثر من 10 مليارات دولار"، مخاطباً الشركات العالمية الأخرى بالقول: "عليكم أن تأتوا إلى العراق الواحد للاستثمار، خصوصاً وان الأشهر الماضية تحول التواصل إلى حقيقة تمثل إشارة لتنفيذ هذه المشاريع ليس فقط بالنسبة لشركة توتال، ولكن بالتأكيد لكل المستثمرين الأجانب".