مهدي حمودي الانصارييتسم شهر رمضان المبارك بـالطابع الديني، والفولكلوري، متميزاً عن بقية الشهور بـالنكهة وسحر لياليه وطقوسه وتقاليده الجميلة. ومن مظاهر ومشاهد هذا الشهر المقدس ـ ايام مضت ـ ظهور (القصخونية) جمع والمفردة (قصة خون)
في المقاهي البغدادية و يذكر الذاكرون ان من هؤلاء القصخون محمود الشيخ علي، ونصيف العزاوي، والملا فرج، واخرين.كان هؤلاء يحضرون الى المقاهي بعد الفطور، ليعتلوا كرسياً في المقهى ويبدأون يحكون ويروون الحكايات والقصص الشعبية كبطولة عنترة بن شداد العبسي وحكايات سيف بن ذي يزن، وأبي زيد الهلالي وحمزة البهلوان والاميرة ذات الهمة، والمقداد بن اسود الكندي...الخ.وعادة كان القصة خون يحمل سيفا اوعصا طويلة وهو يؤشر بها ويهزها يمينا وشمالا ما كان يثير الحماس في نفوس الحاضرين في المقهى.وذكر لي صديقي المعمر الحاج كاظم ـ رحمه الله ـ ان ما يقدم في المقهى في شهر رمضان بعد الفطور شربت ماي الورد وعصير الليمون وشاي الدارسين والنومي حامض وشاي الحليب.ومن الالعاب التي كانت تزاول في رحاب المقاهي ألعاب المحيبس والفناجين والصينية وغيرها من الالعاب الرمضانية الطريفة والمسلية معا.ولعبة الصينية اختفت تماما ولم يعد لها وجود في ايامنا الحاضرة، والصينية من النحاس على شكل مدور وهي محدبة الوسط لكي يسهل فرها ودورانها باليد وعلى جانبها تصف على شكل دائرة (15) كأسا مقلوبة، والكؤوس هذه مصنوعة من النحاس وتكون جميعها بحجم واحد عدا كأس واحدة تكون مرققة حوافيها لكي تتميز بصوت خاص والغرض من هذا كدليل لأذن اللاعب وهو يستمع من خلف ستارة...ومن هنا يذهب من يتفقد صوت الودعة ـ الخضرمة ـ وهي تخفى من قبل اللاعبين تحت احدى هذه الكؤوس تظهر لعبة الصينية في شهر رمضان المبارك ايام مضت وتكون صفا بصف مع اللعبة الشهيرة المحيبس.وندرج بعض الشواهد والمظاهر الرمضانية قبل حلول شهر رمضان المبارك بأيام يكبّرون ويهللون من على المآذن وفي الجوامع مرحبين بقدوم هذا الشهر الفضيل.مرحبا ..مرحبا يا شهر رمضانمرحبا..مرحبا يا شهر الطاعة والغفرانمرحبا مرحبا يا شهر الخير والبركاتوايام مضت منذ الليالي الأولى لإطلالة هذا الشهر المبارك ينتشر الباعة في كل حارة ومحلة وزقاق لبيع الحلويات وفي مقدمتها البقلاوة والزلابية وشعر البنات الذي هو عبارة عن خيوط سكرية حلوة ملونة بالاحمر والازرق والاصفر والوردي ومن الحلوى القطايف وهذه تظهر وينشط بيعها في هذا الشهر.تصف الحلويات الرمضانية ايام مضت على جنابر وبجانبها الفوانيس الضوئية وعند عودة الصيام جمع والمفرد صائم الى بيوتهم قبيل تناول الافطار نشاهدهم يحملون شيئاً من الحلويات الرمضانية التي ينشط عملها من قبل الحلوانيين الشكرجية ومن اشهرهم في الكاظمية السيد ابراهيم الشكرجي ومكي الشكرجي وصبري وتوفيق وابو منير وآخرون.تتهادى الاسر والعوائل الطبيخ والحلوى بين الجيران والاقرباء قبل حلول وقت الفطور.وإفطاراً شهياً. rn
رمضانيات
نشر في: 13 أغسطس, 2010: 06:18 م