واسط / جبار بچاي

لم يرفعوا شعاراً انتخابياً ولا يافطة تدل عليهم وانهم غير منتمين الى جهة سياسية أو حزبية لكنهم يعترفون بالانتماء الى مدينتهم الصغيرة المسماة ناحية واسط أو منطقة الكيلو 29 التي تقع جنوب شرق الكوت.

هم بلا رئيس ولا مرؤوس إنما كلهم اعضاء؛ بينهم مدير مدرسة وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة وموظف في دائرة مجاري الناحية وآخرين من الكسبة شكلوا بينهم فريقاً تطوعياً لتعزيز الخدمات في الناحية وكانت باكورة العمل تأهيل مدخل الناحية وطريقها الرابط مع الطرق التي تربطها مع المناطق التابعة لها بطول 41 كيلو متراً. عن هذه المبادرة وكيف جاءت يقول عضو الفريق وردين غريب محمود وهو مدير إحدى المدارس في الناحية؛ إن "الحاجة الفعلية للخدمات هي التي أوجدت الفكرة، فبعض الطرق الخارجية في الناحية متهالكة وبات وجود الحفر والمطبات فيها يشكل ضرراً كبيراً على المركبات لذا شكلنا بيننا مجموعة تطوعية لتأهيل تلك الطرق."

وأضاف محمود، أن "فريقنا مجموعة من الشباب بدون رئيس ولا مرؤوس، نعمل بيد واحدة وبجهد من خلال الاستفادة من مخلفات الاسفلت الذي يتم قلعه من مدخل كوت حي الذي يشهد حملة تطوير وتأهيل تتبناها الحكومة المحلية إذ نقوم بنقل تلك المخلفات وإعادة حرقها بالطرق التقليدية ومن ثم معالجة الحفر والمطبات في طرق الناحية خاصة الخارجية منها."

ولفت، إلى أن "عملية النقل ومن ثم الحرق متعبة جداً لكن في المحصلة النهائية أعطت ثماراً جيدة باركها الاهالي ومدير الناحية ناصر سيد عبود الذي ساعد الفريق من خلال توفير سيارة لنقل الاسفلت لغرض فرشه، كما ساهمت معنا البلدية ببعض الآليات التخصصية بينما كل مراحل العمل والتنفيذ تتم من قبل أعضاء الفريق."

من جانبه، ذكر عضو الفريق أثير كريم وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة "تمكنا من صيانة مئات الحفر ومعالجة مثلها من المطبات والتموجات التي الحقت ضررا بمركبات المواطنين إذ قمنا بصيانة الطريق من الكوت الى منطقة الهندية مرورا بالدجيلة وبطول إجمالي بلغ نحو 41 كيلومتراً."

مشيراً الى أن العمل في هذه المهمة كان يمتد لساعات متأخرة من الليل دون عناء خاصة بعد أن لمسنا ثماره برضا وقبول الناس وثنائهم منقطع النظير حتى أن أحدهم وضع سيارة صغيرة نوع كنتر تحت خدمة الفريق."

ويؤكد اعضاء الفريق عصام مهدي وهو موظف في دائرة مجاري الناحية وكل من محمد مهدي وبهاء وفر وحسام مهدي وهم من الشباب الكسبة (العاطلين عن العمل): إن "خطوة اخرى رافقت عملية تأهيل الطرق الخارجية في الناحية تمثلت بتنظيف وتأهيل جسر مدخل الناحية ومن ثم القيام بطلاء المحجرات إضافة الى تحديد بعض مناطق العبور."

واشاروا الى أن "نجاح المبادرة الاولى وضع أمام أعضاء الفريق مسؤولية كبيرة إضافة الى ثناء الناس على هذا العمل التطوعي لذلك ستكون هناك حملة كبيرة في الأيام القادمة لتأهيل مجموعة من المطبات والتكسرات في الطريق الممتد من مركز الناحية باتجاه منطقة الوافدين وصولا الى طريق الكوت العام."

وأجمع أعضاء الفريق التطوعي على "أنهم غير منتمين الى أية جهة سياسية أو حزبية وليست لديهم دوافع أو غايات انتخابية أو غير ذلك ولا وجود لجهات داعمة لهم سوى مدير الناحية والبلدية إضافة الى دعم وتشجيع الاهالي وكل ذلك سيدفعهم الى القيام بمبادرات اخرى تطوعية خدمة للناحية."