متابعة المدى
قال مارتن غريفيث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن السودان يخوض حرباً أهلية "من أكثر الحروب ضراوة". تصريحات غريفيث جاءت فيما عقد قادة المنطقة اجتماعاً في إثيوبيا المجاورة لمحاولة حل الأزمة. وتقول مصر إنها ستستضيف زعماء من دول جوار السودان،
الخميس المقبل، بحثاً عن السلام في السودان. وقال غريفيث: "ليس لدينا مكان، منتدى، حيث يمكن للطرفين التواجد.. حيث يمكننا التوسط في نوع الاتفاقات الأساسية التي نحتاجها لنقل الإمدادات والأشخاص".
ووصف المسؤول الأممي السودان بأنه أصعب مكان في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني من حيث الوصول، محذراً من أن الأزمة ستتفاقم مع اتساع رقعة القتال ليشمل مناطق جديدة.
وقال عن المحادثات التي جرت بوساطة السعودية والولايات المتحدة: "علينا إعادة إنشاء الهيكل الذي حظينا به في جدة لفترة قصيرة". وقال إن تلك المناقشات، رغم "بطئها"، إلا أنها "أسفرت عن بعض التحركات الحقيقية" على طريق تسهيل وصول المساعدات.
انزلق السودان إلى الفوضى بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من نيسان/أبريل. أعلن الجيش وقوات الدعم السريع ما لا يقل عن عشرة اتفاقات لوقف إطلاق نار مؤقت، لكنها جميعاً باءت بالفشل. واتهمت الرياض وواشنطن الجانبين بعدم احترام الاتفاقات.
وكان وزير الصحة السوداني محمد إبراهيم، قال الشهر الماضي، إن الصراع أسفر عن مقتل ما يزيد على ثلاثة آلاف شخص وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، محذراً من أن الحصيلة الحقيقية يرجح لها أن تكون أعلى من ذلك بكثير. علاوة على ذلك، نزح أكثر من مليون وتسع مئة ألف شخص من منازلهم.
وفي هذا السياق، قال غريفيث: "إذا كنت سودانياً، لن أستطيع تصور أن هذه ليست حرباً أهلية.. من أكثر أنواع الحروب وحشية.. جزء من ذلك يرجع لكونها غير قاصرة على مكان واحد، إنها تنتشر، مثل الفايروس.. إنه تهديد للدولة نفسها.. وإذا لم يكن ذلك يرقى لوصف الحرب الأهلية، فأنا لا أدري أي شيء يرقى لهذا الوصف". وفي سياق متصل، قال غريفيث إن القتال في ولاية غرب دارفور تحول إلى عنف عرقي.
أخيراً، اعتبر غريفيث أن هناك حاجة ملحة لإقامة منتدى لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار محلياً، كي تتمكن الشاحنات والبضائع من الوصول إلى مناطق محددة. وقال إن أي منتدى جديد يجب أن يوفر مساحة أكبر لممثلي المنظمات الإنسانية.
وكانت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قد استضافت قمة للهيئة الحكومية للتنمية في شرقي إفريقيا "إيغاد" لبحث الأزمة السودانية.
ولم يشارك وفد الجيش السوداني وعلى الرغم من تواجده في أديس أبابا، في جلسات القمة احتجاجا على رئاسة كينيا للجنة الرباعية.
البيان الختامي للقمة حذر من التداعيات الإنسانية لأزمة السودان التي أدت لتشريد نحو 3 ملايين شخص بين لاجئ ونازح.
كما وأكد البيان أن مصر ستستضيف اجتماعا لدول جوار السودان بعد ثلاثة أيام من الآن.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية قد التقت بوفد قوات الدعم السريع ووفد الجيش السوداني على هامش القمة أيضا.
الاتهام الذي وجهه السودان للرئيس الكيني بأنه ليس على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وعدم استجابة الإيغاد لذلك، دفع وفد الجيش السوداني لعدم المشاركة. مبادرة الإيغاد ستذهب باتجاه إمكانية التدخل العسكري، وهذا سيناريو سيجعل السودان في وضع خطير شبيه بالوضع السوري.