 ذي قار/ حسين العامل

أعلنت مديرية زراعة ذي قار عن إطلاق 14 مليون إصبعية في مناطق اهوار الناصرية وذلك ضمن خطة تهدف لتعزيز المخزون السمكي في تلك المناطق، معربة في الوقت ذاته عن قلقها من آثار الازمة المائية وتلوث المياه على الثـروة السمكية.

وقال مدير زراعة ذي قار فاقد عبد الامير في تصريح إلى (المدى)، إن "الفرق المختصة في دائرة زراعة ذي قار أطلقت 14 مليون اصبعية لتكاثر الاسماك في مناطق اهوار الجبايش والطار".

وأضاف عبد الأمير، أن "عملية الاطلاق تمت عبر دفعتين وبواقع 7 ملايين اصبعية في كل موقع".

وعن تحديات الشحة ومخاطر الجفاف التي تهدد مناطق الاهوار وأثرها على برامج دائرة الزراعة في تنمية الثروة السمكية قال عبد الأمير، إن "توفير البيئة الطبيعية لتكاثر الاسماك يرتبط بتوفر المياه".

ويواصل، أن "برامجنا الخاصة بتكاثر الاسماك جلها في مناطق الاهوار فأية شحة مائية في تلك المناطق ستنعكس سلبا على تلك البرامج".

وتواجه برامج تنمية الثروة السمكية وخطط زيادة المخزون السمكي جملة من التحديات في مناطق الاهوار ابرزها مخاطر وتداعيات الشحة المائية وانحسار مساحات الاهوار وتلوث المياه وارتفاع معدلات الملوحة ناهيك عن عمليات الصيد الجائر المتمثلة باستخدام السموم والمفرقعات وجهاز الصعق الكهربائي التي تتسبب بهلاك شامل للأحياء المائية وتهدد التنوع الاحيائي.

وكانت دائرة زراعة ذي قار حذرت مؤخرا من مخاطر الصيد الجائر على برامج تنمية الثروة السمكية في مناطق الاهوار، فيما اشارت الى ضبط عدد من الصيادين الذين يستخدمون اجهزة الصعق الكهربائي والسموم في صيد وابادة اصبعيات الاسماك.

وكانت مديرية بيئة ميسان كشفت مؤخرا عن نفوق كميات كبيرة من الأسماك في قضاء المجر الكبير، مشيرة إلى أن؛ الأسباب الأولية للحادثة التي وقعت في نهر العز بناحية الخير ضمن الأهوار الوسطى تعود لتراجع الأوكسجين المذاب وانعدامه في الماء بالإضافة لارتفاع الملوحة حيث وصلت لما يقارب (3400 تي دي اس) وعوامل أخرى من بينها ارتفاع درجات الحرارة ونسب التبخر العالية في النهر.

ومن جانبها استبعدت وزارة الموارد المائية، نفوق الأسماك بسبب نقص المياه في محافظة ميسان جنوبي البلاد ورجحت ان تكون هناك أوبئة وأمراض.

وقال المتحدث باسم الوزارة علي راضي في حينها وعبر تصريح صحفي تابعته (المدى)، إن "مسألة تربية الأسماك إحدى المشاكل التي يعاني منها قطاع الموارد المائية خاصة في ظل ظروف الشحة المائية".

وتابع راضي، أن "تربية الأسماك في الأحواض الطينية أو الاقفاص العائمة أو بمقاطع الأنهر ومنح الإجازات والتراخيص مسائل تعنى بها وزارة الزراعة".

وشدد على أهمية "أن يكون هناك تنسيق بين وزارات الموارد المائية والزراعة والبيئة مع استمرار مشكلة الشحة المائية".

واستبعد راضي، أن "يعود نفوق الأسماك جنوبي البلاد لسبب نقص المياه" مرجحاً، أن" تكون هناك أوبئة وأمراض".

ولفت، إلى أن "الأقفاص الموجودة بمقاطع الأنهر لا توجد بها نسبة أملاح عالية"، مؤكداً "تشكيل لجان متخصصة لهذا الغرض".

وتعد مهن صيد الأسماك وتربية قطعان الجاموس والصناعات الحرفية الأخرى المصدر الاقتصادي الرئيس لسكان أهوار الناصرية، وغالباً ما يتعرض العاملون في هذه المهن الى التهديد بمصادر رزقهم والبطالة إثر كل موسم جفاف تمر به مناطق الأهوار.

وكانت مديرية زراعة ذي قار كشفت قبل اعوام عن حاجة مناطق الأهوار لأكثـر من 50 مليون إصبعية ويرقة أسماك لتعويض ما تعرض له المخزون السمكي من خسائر جسيمة إثر جفاف مناطق الأهوار خلال موسم الصيف، وفيما أكدت نفوق أكثـر من 90 بالمئة من الثـروة السمكية في أهوار الناصرية خلال صيف 2018، دعت وزارة الموارد المائية الى تخصيص حصة مائية ثابتة لمناطق الأهوار لتحافظ على ديمومتها وتنقذ الثـروة السمكية من مخاطر الهلاك التي تتهددها في كل موسم جفاف أو أزمة مائية.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.