 ذي قار/ حسين العامل

طالب متظاهرون بالكشف عن نتائج التحقيق في تفحم أكثـر من 64 ضحية خلال حريق اندلع بمركز النقاء الصحي قبل سنتين.

وذكر مراسل (المدى)، أن "العشرات من ذوي ضحايا حريق مركز النقاء الصحي طالبوا بالكشف عن نتائج التحقيق في الحريق الذي اندلع في المركز قبل سنتين وأدى إلى تفحم 64 ضحية".

وتابع المراسل، أن "هذه التظاهرة التي دعا فيها ذوو الضحايا لمحاسبة المتسببين بالواقعة جاءت في الذكرى الثانية للحادث".

وأفاد بيان لأسر الضحايا، أنه "تمر علينا الذكرى الثانية لمجزرة مركز النقاء في مستشفى الامام الحسين والتي راح ضحيتها ابناء محافظة ذي قار شهداء بسبب الاهمال والفساد الحكومي والاستهتار بأرواح الناس".

وتابع البيان، "ورغم مرور عامين على الحادث لم تكلف الحكومة نفسها بالسؤال عن المتسببين بالحادث او محاسبة المقصرين".

وأشار، إلى أن "أسر الضحايا لم تتلق سوى الوعود الكاذبة التي قطعها المسؤولون من دون تطبيقها على ارض الواقع".

وذهب البيان، إلى أن "أسر الضحايا تعرضوا للظلم والتعسف والتعدي أكثر من مرة عند المطالبة بحقوقهم".

ويواصل، أن "الحكومة كانت تسوف في مطالبنا باحتساب الضحايا ضمن الشهداء اسوة بالحوادث المفجعة التي حدثت في البلاد".

ونوه البيان، إلى أن "بعض الجثث مازالت مجهولة الهوية واخرى لم يعرف مصيرها ولم يعثر لها على أثر حتى اليوم".

وحذر، "المسؤولين في الحكومتين المحلية والمركزية من التمادي بظلم الشهداء واسرهم وطالبوا الخيرين بدعم مطالبهم".

ودعا البيان، "مجلس النواب والمسؤولين الحكوميين الى تبني قضية ضحايا حريق مركز النقاء والعمل على كشف نتائج التحقيق ومحاسبة المقصرين".

وانتهى البيان، إلى التلويح، بـ"اتخاذ خطوات تصعيدية في حال الاستمرار بتجاهل المطالب".

ومن جانبه، قال كاظم الخفاجي وهو أحد ذوي ضحايا الحريق، ان "الحكومة المحلية شكلت 3 لجان للتحقيق في حريق مركز النقاء ولجنة رابعة في مجلس الوزراء".

وتابع الخفاجي، "لغاية الوقت الحاضر لم يكشف عن نتائج التحقيق من دون معرفة الاسباب رغم مطالباتنا المتعددة في هذا المجال".

وأشار، إلى أن "القضاء سبق وان وجه الاتهام الى 15 شخصا وأصدر اوامر قضائية باعتقالهم، الا ان القضية ما زالت غامضة".

ويجد الخفاجي ان "موقع الحريق مازال للان يضم بقايا متفحمة من عظام الضحايا"، موضحاً أن "هناك 160 قطعة من عظام الضحايا ما زالت في الطب العدلي في بغداد من دون ان يكشف عنها".

وتحدث، عن "وجود جثث في الطب العدلي في محافظة النجف بعد فتح عدد من قبور الضحايا تبعا لنتائج الفحص المختبري".

وأكد الخفاجي، أن "عوائل فقدت سبعة اشخاص واخرى خمسة في فاجعة مركز النقاء وانه شخصيا فقد ثلاثة اشخاص من عائلته".

من جانبه، ذكر المتظاهر الآخر أحمد السعيدي، أن "مجلس الوزراء السابق أصدر قرارا باحتساب ضحايا حريق مركز النقاء شهداء، الا ان هذا القرار لم يطبق لغاية الوقت الحاضر".

وتابع السعيدي، أن "لقاءات عدة جمعتنا من المسؤولين المحليين ووعدوا خيرا الا انهم لم يحققوا شيئا من المطالب".

وشاركت 28 فرقة اطفاء بإخماد حريق مركز النقاء الذي تواصل لنحو 3 ساعات فيما اسهمت جهود مئات المتطوعين واسر الضحايا بإنقاذ 50 شخصا من المرضى المحاصرين بالنيران واخلاء جثث الضحايا، اذ اعلنت دائرة الصحة عن انقاذ 50 مصابا ونقلهم الى ردهات قريبة ضمن مستشفى الحسين التعليمي.

وعزا مدير الدفاع المدني في حينها اسباب الحريق لانفجار منظومة الغاز في مركز العزل، مشيرا الى ان تشييد المركز بمادة "السندويج بنل" القابلة للاشتعال هو ما فاقم الخسائر والاضرار الناجمة عن الحريق.

وعلى خلفية الحريق وارتفاع اعداد الضحايا وجه رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بسحب يد وحجز مدير صحة ذي قار صدام الطويل، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة، واعلان الحداد العام في العراق، فضلا عن تشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الحادث.

وفي غضون ذلك اصدرت محكمة تحقيق الناصرية المختصة بقضايا النزاهة أوامر قبض بحق 13 متهما بينهم مدير صحة المحافظة على خلفية حريق مركز النقاء الخاص بعزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين التعليمي.

وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في حينها ان "المحكمة أصدرت أوامر قبض وتحر بحق 13 موظفا بينهم مدير عام دائرة صحة ذي قار استنادا الى أحكام المادة 340 من قانون العقوبات".

وتابع البيان، أن "المحكمة فاتحت وزارة الصحة لإجراء التحقيق الإداري من اجل معرفة المقصرين، وتدوين اقوال الممثل القانوني للوزارة".

وأشعل حريق مركز النقاء مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات متضاربة لم تثبت صحتها بين محافظ ذي قار السابق واتباع التيار الصدري، اذ جرى تداول مقاطع وبيانات منقولة من صفحات منسوبة لمحافظ ذي قار واتباع التيار الصدري ولاسيما وزير الصدر صالح العراقي.

ونفى محافظ ذي قار السابق احمد غني الخفاجي ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من تصريحات منسوبة له يهاجم فيها اتباع التيار الصدري ويحملهم مسؤولية تردي الواقع الصحي في المحافظة.