نورا خالدتصوير/ أحمد عبداللهاقامت المدى بيت الثقافة والفنون في شارع المتنبي صباح يوم أمس، حفلاً استذكارياً لرسام الكاريكاتير غازي، الذي استطاع برسوماته الكاريكاتيرية ان يضع بصمة خاصة له، وشارك في الحفل الذي اداره الشاعر والاعلامي عدنان الفضلي د/ حمدان السالم، وباسم عبد الحميد حمودي، وضياء الحجار، وفي مستهل الحفل قال عدنان الفضلي: مرحباً بكم في لقاء آخر من لقاءات المدى الاسبوعية وانتم تواكبون استذكاراتنا لرموز الثقافة والأدب والعلوم والفن والسياسة.
وفي هذا اليوم سيكون اللقاء مختلفاً كونه سيأتي بطعم لاذع عبر استذكار لشخص طالما زرع لنا الابتسامة رسماً كاريكاتورياً مليئاً بالنقد للمظاهر غير المقبولة في مجتمعنا.نحن اليوم قبالة تاريخ فني واسع وارث ثقافي كبير تركه لنا فنان الكاريكاتير المبدع غازي الذي يسر بيت المدى للثقافة والفنون استدعاء ابرز محطات حياته من خلال قراءات لاساتذة جايلوه او كانوا قريبين منه يزيحون الغبار عن شخص يحترمون ابداعه فاهلاً بكم ضيوفاً اعزاء وتحية للمبدع الذي نحتفي به غازي.rnعمر الكاريكاتير 87 عاماًكان اول المتحدثين الدكتور حمدان السالم الذي قال: سرني عندما اتصل بي علي حسين واستدعاني لأتحدث عن الفنان غازي، ولدي ملاحظة على الملحق الذي ورد فيه ان عمر الكاريكاتير في العراق هو 79 عاماً ولا بد من ان اصحح ما ورد في قلم صاحب المقال واقول ان عمر الكاريكاتير في العراق 87 عاماً، وهذا ناتج عن ان البعض يرجع تاريخ الكاريكاتير في العراق الى صدور صحيفة حبزبوز وهذا اعتقاد خاطئ لان جريدة (جحا الرومي) التي صدرت في عام 1923 هي اول جريدة وجدنا فيها رسماً كاريكاتيرياً وجاءت حبزبوز بعد ثماني سنوات تقريباً أي في عام 1931، لذلك اقول: السخرية بدأت كما تعرفون ويعرف الجميع في مجال الادب عند العرب، وبعض الكتاب قالوا ان السخرية بدأت عند الاوروبيين في مجال الرسم والنحت، وتخلف العرب بشكل عام في مجال النحت والرسم ومنهم من يرجع ذلك الى ان هناك وجهة نظر دينية تحريمية في موضوع الرسم على اعتبار ان هناك من يقول ثمة حديث يقول بما معناه ان الله سوف يسأل الرسام او النحات ان ينفخ الروح في هذه الصورة او المنحوتة اذا كان قادراً، لذلك فهذا التفسير الديني طغى على قضية تأخر المواطن العربي عن الخوض في مجالات الرسم او النحت لاسيما ان قضية النحت ارتبطت بالأصنام او الأوثان، وهي قضية حساسة عندما تدخل في المناقشات او الامور الدينية لذلك لم تظهر الرسوم او الفن التشكيلي في المصطلح الحديث الا في وقت متأخر بعد ان خف التشدد الديني في الدولتين الأموية والعباسية.واضاف السالم قائلاً: فجاء الهجاء بديلاً عن الرسم فقد مثل صورة كلامية انتشرت في الآفاق وحطت من قيمة الاشخاص حتى ذوي الشرف والرفعة والمنزلة، فقصائد الهجاء كانت تمثل رسماً كاريكاتيرياً متقدماً اذ انها وصفها بعض من تابع التاريخ بـ(الأوابد) والأوابد هي الأبل الغائرة التي لا يحدها حد ولا يستطيع احد الامساك بها وقال الى ان هذه القصائد كانت تنتشر انتشار النار في الهشيم وتحط من قيمة المهجو، ومن يهجى، وعلى سبيل المثال هناك بعض الصور التي وجدناها هي عبارة عن رسوم كاريكاتيرية ولكن من خلال قصائد الهجاء، فهذا منصور الثعالبي يهجو المغيرة يقول:وجه المغيرة كله انف موفُ عليه كأنه سقفرجل كوجه البغل تبصره من اجل ذاك امامه خلفُهذه الصورة لو تمعنى فيها لوجدنا انها رسم كاريكاتيري واضح قد جسم النواقص الموجودة في الجوانب الخلقية في هذا الشخص.بداية الصحافة العراقية الساخرة كانت تأثراً بالصحافة العالمية والصحافة العربية ولاسيما العربية اقول العالمية ودليلي على ذلك انني وجدت بعض الصحف العراقية القديمة الساخرة قد اتخذت شعاراً لها او كما تسمى اليوم علامة فارقة نقلتها او اقتبستها من مجلة بانش البريطانية، وهذا يعني ان الصحفيين العراقيين انتبهوا الى الصحافة العالمية وتأثروا بها واقتبسوا عنها كذلك تأثر الاسماء للصحافة الساخرة فكانت كثير من الاسماء تحاكي اسماء صحف عربية ساخرة صدرت بالقاهرة او في بلاد الشام فنجد في بلاد الشام مثلاً جريدة (جداب الكردي) في بلاد الشام جاءت جريدة عراقية أسست لتاريخ الصحافة الساخرة بأسم (مرقعة الهندي) وكلنا ربما سمع بهذا الاسم برغم ان هذه المرقعة لم نجد لها اثراً عينياً، أي لم نجد لها أي نسخة ولكن وجدناها عند الباحثين في تاريخ الصحافة فقد اشار الباحث رجب بركات عن ان اول صحيفة ساخرة صدرت في البصرة هي جريدة (مرقعة الهندي) التي كان صدورها عام 1909 الصحافة العراقية تأثرت بالصحافة العربية لان الصحافة العربية كان فيها بعض العلامات البارزة مثل شخصية يعقوب صنوع والذي يعده كتاب تاريخ الصحافة بـ(سيد الساخرين) هكذا كان يوصف فهو شخصية لها باع في الصحافة الساخرة تحديداً فقد صدرت اول مجلة ساخرة في وقته في عام 1876 اسماها جريدة (ابو نظارة) واشار السالم الى ان (جحا الرومي) فاتحة عهد الكاريكاتير في العراق وهي اول جريدة تناولت موضوع الكاريكاتير كان صاحبها (رشيد الصوفي) فالصحافة العراقية بشكل عام تابعت الموضوعات الساخرة سواء من خلال الرسوم الكاريكاتيرية او من خلال القصائد الشعبية وكانت تتناول الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهناك على سبيل المثال جريدة (العندليب) تداعب نواب المجل
المدى تستذكر رسام الكاريكاتير غازي..زرع الابتسامة لنا برسوماته الكاريكاتيرية

نشر في: 13 أغسطس, 2010: 08:20 م