البصرة/ المدى
وجهت الإدارة المحلية في البصرة، أمس السبت، طلباً إلى وزارة التخطيط بإعادة بناء مسجد السراجي الذي اثار هدمه انتقادات من جهات عدة.
وقال رئيس الحكومة المحلية اسعد العيداني في تصريح مصور له اثناء عملية ازالة الجامع، انه سيتم بناء جامع جديد محل الجامع الذي تم رفعه بعد ورود شكاوى عديدة من المواطنين حول الجامع الذي يعيق حركة المرور وسبب ضيقا في مشروع طريق السراجي".
وعلى إثر ذلك، أصدر العيداني كتاباً وجهه إلى وزارة التخطيط جاء فيه، "بالنظر لصدور قانون الموازنة الاتحادية لعام 2023 يرجى التفضل بالموافقة على ادراج مشروع (انشاء مسجد السراجي/ الوقف السني) في محافظة البصرة".
وتابع، أن "المسجد سيحتوي على باحة للمصلين مع كافة الملحقات الصحية والخدمية وصفوف تعليم القرآن الكريم ومكتبة للكتب الدينية".
وأشار العيداني في كتابه، إلى "إزالة المسجد القديم لتعارضه مع اعمال توسعة وتطوير طريق ابي الخصيب الداخلي".
وأكد أن المشروع الجديد بـ"كلفة كلية مقدارها مليار ومائة وسبعة وثمانون مليون دينار ضمن موازنة البترو دولار لعام 2023 على ان تكون الجهة المستفيدة ديوان الوقف السني في محافظة البصرة".
وكانت موجة من الانتقادات قد ظهرت بعد هدم الجامع الذي يعود بناءُه إلى ثلاثة قرون، حيث ذكر وزير الثقافة أحمد البدارني، "نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمةً تراثية أو آثارية، سواء كانت دينية أو مدنية". وأضاف البدراني أن هذه الأبنية "لا تُعد ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما ملك التأريخ الحضاري والتراثي للعراق".
وأكد البدراني أنه "سيتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم".
وأشار إلى أن عملية الهدم استمرت "رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها إلى داخل باحة المسجد".
وطالب البدراني، "الوقفين السني والشيعي بالتدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيهما في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية".
أما الوقف السني فقد ذكر في بيان له، أن "الجهات المسؤولة في البصرة وبأكثر من طلب تؤكد أن هذه المنارة موضوعة في عرض الشارع وأنها تعيق حركة الناس والمرور تماما".
وتابع البيان، أن "الاتفاق قد جرى وبعد دراسة مستفيضة على تقطيع منارة الجامع وتفكيكها ونقلها بطريقة حفظ الآثار وصيانتها واحترام مكانتها في نفوس أهالي أبي الخصيب واعادتها الى وضعها الطبيعي".
وأضاف، "للأسف الشديد فوجئنا بهدم المنارة خلافا لما توافقنا عليه واتفقنا أما بما يتعلق بجامع السراجي ذاته فنحن نعلم انه جرت صيانته في أكثر من مرة وعبر فترات زمنية متعددة".