TOP

جريدة المدى > عام > شاعر السّيّدة السّومريّة*

شاعر السّيّدة السّومريّة*

نشر في: 16 يوليو, 2023: 10:46 م

شعر: أديب كمال الدين

إلى: حسب الشيخ جعفر

كانَ يسمّيها السّيّدةَ السّومريّة.

ولم تكنْ سومريّة

إلّا في جَمالِها الذي يشبهُ صاعقةً

تكفي لحرقِ مملكةٍ كاملة.

لكنّها لم تأبه به

رغمَ أنّهُ خلّدَها

في قصائده المُذهلة،

وطاردَها في ممرّاتِ الإذاعة

مثلَ حلّاجٍ أضاعَ الطريقَ إلى المقصلة.

حتّى إذا ما التقاها

لاذَ بصمتهِ الفسيح

ثُمَّ طارَ مُرتبكاً إلى كأسهِ المُترَعَة.

وحينَ تبلغُ نشوةُ الكأسِ ذروتَها

يصيحُ في البارِ كلمةً واحدة:

"بؤس"!

ويبقى يكرّرُها حدّ التعب.

لكنَّ سَيّدته السّومريّة

لم تكنْ تأبه به

أو بكأسه أو بصيحاته،

فهي تحبُّ مَن كان

بملامح كلكامش وعضلاته النافرة.

ولم يكنْ شاعرُ السّيّدة

سوى شبحٍ ضئيل،

شبحٍ ضئيلٍ يرتدي غيمةً من حروف.

وكانتْ تُحبُّ الرّتب،

ولم يكنْ

يملك من الرّتب

- وا حسرتاه-

سوى رتبةِ الشاعرِ العاشقِ المُمتَحَن،

وهي رتبة

عندَ كلِّ النساءِ الجميلاتِ حدّ الجنون

لا تساوي أيَّ شيء

غير العَدَم!

*******************

*إشارة إلى مجموعة الشاعر حسب الشيخ جعفر المعنونة: "زيارة السّيّدة السّومريّة"، بغداد، 1974

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

(سنكون عاصفة) و(على مائدة الذئاب): روايتان مؤثرتان عن فشل الحلم الأمريكي

موسيقى الاحد: قرن ونصف على تأسيس أكاديمية

من منسيات النقد الأدبي في العراق

مقالات ذات صلة

مسرحية
عام

مسرحية "المحطّة"، نقد متأخّر

أحمد القاسمي في مقابلة صحفية أُجرِيَت معه بعد سقوط نظام البعث سُئل الملحّن العراقي كوكب حمزة في عن رأيه بالموسيقى العراقية في عقد الثمانينات، فأجاب أن أغنية "زعلان الأسمر" لعارف محسن هي رمز لأغاني...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram