كشف وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، عن ملامح ما يمكن وصفها بـ"المعركة المستقبلية" ضد تنظيم "القاعدة"، إلا أنه في الوقت الذي أشاد فيه بـ"إنجازات" حققتها الولايات المتحدة في هذا المجال، فقد شدد على أن هناك مزيدا من العمل في الانتظار.
وفي حديث له عن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قال بانيتا: "سوف نعمل كل ما هو ممكن للتأكد من أن مثل هذا الهجوم لن يتكرر مطلقاً، وهذا يعني أن مكافحة الإرهاب سوف تتواصل كمهمة رئيسية لقواتنا المسلحة ولمسؤولي الاستخبارات، طالما ظل المتطرفون يشكلون تهديداً مباشراً للولايات المتحدة."
وأضاف الوزير الأمريكي، في كلمة له أمام "مركز الأمن الأمريكي الجديد"، وهو أحد المراكز البحثية في واشنطن، أن الجهود الرامية لإضعاف شبكة القاعدة من مركزها، أتت بنتائج إيجابية إلى حد كبير.
وتابع في هذا الصدد قائلاً: "لقد تم القضاء على عدد كبير من المسؤولين في قيادة القاعدة، ويتضمن ذلك تصفية أربعة من بين أكبر خمسة قياديين بالقاعدة، على مدار فترة العامين ونصف الماضية.. وهم أسامة بن لادن، والشيخ سعيد المصري، وعطية عبد الرحمن، وأبو يحيى الليبي."
إلا أن وزير الدفاع الأمريكي أشار إلى أن تنظيم القاعدة مازال يشكل تهديداً، خاصةً خارج كل من أفغانستان وباكستان، في مناطق مثل اليمن، والصومال، وعدد من المناطق الأخرى.
وقال: "نعرف أن القاعدة، إضافة إلى حلفائها والجماعات الموالية لها، تسعى إلى إقامة موضع قدم لها في دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا."
وتابع بقوله إن "المجتمع الدولي وشركاءنا الإقليميين يشاركوننا القلق إزاء ما يجري في مالي، حيث تحاول جماعات متحالفة مع القاعدة إحكام سيطرتها على مناطق في الشمال، وإطلاق مزيد من التهديدات.. كما يعترينا القلق أيضاً بشأن ليبيا، حيث قامت جماعات موالية للقاعدة بمهاجمة وقتل أمريكيين أبرياء في بنغازي."
وشدد وزير الدفاع الأمريكي على أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع المسؤولين في الحكومة الليبية، لتقديم هؤلاء الذين يقفون وراء الهجوم على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى العدالة.
واعتبر بانيتا أن القضاء على خطر تنظيم القاعدة بأنه معركة طويلة ومعقدة، لافتاً إلى أن "هذه الحملة ضد القاعدة سوف تنتقل إلى مناطق أخرى، بعيداً عن مواقع الحروب المعلنة، وسوف تستخدم فيها آليات مختلفة، قد تتضمن عمليات لقوات المهام الخاصة."
وتابع: "إننا نواصل زيادة قوات المهام الخاصة، التي تضاعف قوامها من 37 ألف عنصر قبل 11 سبتمبر/ أيلول 2001، إلى 64 ألف في الوقت الراهن.. وسوف ترتفع إلى 72 ألف عنصر بحلول عام 2017.. كما أننا نعمل على زيادة عدد قواتنا البحرية ومواقع عملياتها عما هي عليه الآن."
إلا أن الوزير الأمريكي أشار إلى أن الحل الحقيقي والدائم لجماعات التطرف والإرهاب، يجب أن يستخدم أدوات أكثر من المسدسات والقنابل، وقال: "ولكن لحماية أمريكا حقيقةً، يجب علينا مواصلة عملياتنا، وتعميقها في بعض المناطق من العالم.. عملياتنا العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية، بالإضافة إلى المشاركة في جهود التنمية، باعتبارها المفتاح الحقيقي لذلك."