أربيل/ المدى
تحدثت وزارة الصحة في إقليم كردستان، أمس الاثنين، عن تسجيل 19 إصابة بالحمى النزفية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقال وزير صحة الإقليم سامان برزنجي في مؤتمر صحفي تابعته (المدى) إن "وزارة صحة إقليم كردستان، سجلت خلال 5 أشهر من هذا العام 19 إصابة بالحمى النزفية"، مبيناً، أن "6 وفيات سجلت من تلك الإصابات". وأضاف برزنجي، أن "الوزارة تعمل على اتخاذ جميع الإجراءات للسيطرة على هذا المرض في الإقليم". وأشار، إلى أن "أي شخص في حالة الاشتباه بتعرضه إلى الاصابة؛ يتم ادخال الحالة إلى العناية المركزة لاتخاذ إجراءات العلاج اللازم".
ومضى برزنجي، إلى ان "حكومة الإقليم خصصت مبالغ إلى وزارة الزراعة لمعالجة هذا الفايروس في الحيوانات والسيطرة عليه".
وقالت مديرة مركز السيطرة على الامراض الانتقالية في وزارة الصحة الاتحادية سنان غازي، إن "فايروس الحمى النزفية أخطر بكثير من كورونا والدليل على ذلك نسبة الوفيات مقارنة بالإصابات".
وتابعت غازي في تصريحات سابقة، أن "نسبة الوفيات في فايروس كورونا كانت 1% أما بالنسبة للحمى النزفية وصلت معدلات الوفيات إلى 13%، وعلى المستوى العالمي تصل لما بين 50 إلى 80%".
وأشارت، إلى أن "كورونا مرض تنفسي أرعب العالم في بدايته، بكونه فايروسا جديدا، لكن الحمى النزفية قديم ومعروف لدى العالم منذ سنوات".
وبينت غازي، أن "منع الوفيات بالحمى النزفية مرتبط بتعاون الانسان مع المؤسسات الصحية في الكشف عن الاعراض". وأكدت، ان "معدلات الإصابة منذ عام 1979 لغاية عام 2019، كانت في حدها الأقصى عشر إصابات سنوياً، وفي عام 2020 وبسبب كورونا والتزام المواطنين في منازلهم لم نسجل حالات".
وأردفت غازي، أن "عام 2021 شهد تسجيل 19 حالة، في عام 2022 سجلنا 380 حالة، أما في السنة الحالية فقد تجاوز عدد الإصابات الـ400 حالة لغاية الوقت الحاضر". ويقول المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الاتحادية سيف البدر، إن "عوامل انتشار وانتقال المرض كثيرة، البعض منها يعود إلى الحشرة الناقلة (القراد) والظروف البيئية المحيطة بها والحيوانات المصابة، وهذه القضايا من اختصاص وزارتي الزراعة والبيئة". وأفاد البدر، بأن "دور وزارة الصحة الكشف المبكر عن الحالات، ونمتلك قدرة كبيرة على تشخيص هذه الحالات وهناك خبرات متراكمة تعود إلى خمسين عاماً، فضلاً عن تقديم الرعاية الطبية لاسيما في المراحل الأولى من الإصابات".
ويواصل، أن "أكثر من نصف الإصابات المعلنة قد تماثل أصحابها إلى الشفاء وغادروا المستشفيات إلى منازلهم بصحة كاملة، لأن التشخيص قد حصل في مرحلة مبكرة". وأردف البدر، أن "الأعراض هي شبيهة للحمى، المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة وإعياء وآلام في مناطق مختلفة من الجسم وربما ألم في منطقة المعدة". وشدد، على أن "هذه المرحلة الأولى من الأعراض ينبغي الوقوف عندها لاسيما من مربي الماشية بأنواعها مثل الخيول والجاموس والأغنام والأبقار أو القصابين أو الجزارين ويكون ذلك بمراجعة أقرب مركز صحي".
وأكد البدر، ان "احتمال الشفاء في هذه المرحلة عالٍ جداً من خلال استخدام العلاج الساند"، داعياً إلى "تطبيق الإجراءات الوقائية وأهمها شراء اللحوم من المحلات المجازة صحياً".
وأفاد، بأن "المرحلة الثانية خطيرة جداً تتمثل بالنزف تحت الجلد وتظهر علامات كدمات واضحة، أو نزف ظاهري من فتحات الجلد، وهنا تكون نسبة الوفاة عالية جداً". وطالب البدر، "الجهات المعنية مثل وزارتي الزراعة والداخلية والجهات البلدية وأمانة بغداد بمتابعة ظاهرة الجزر العشوائي أو النقل غير الصحيح للحيوانات". ونوه، إلى أن "المتابع لخطاب وزارة الصحة يعرف جيداً أننا قد ذكرنا هذه الحالات منذ سنوات لأنها لا تخص فقط مرض الحمى النزفية، إنما هناك امراض مشتركة أخرى بين الإنسان والحيوان".
وعد البدر، "ظاهرة الجزر العشوائي بأنها خطيرة جداً وغير حضارية، وقد بدأت تمتد إلى المدن الرئيسة والعاصمة ايضاً".
وأوضح، أن "الوزارة لديها في كل مستشفى ردهة وبائية للحالات المعدية الخطرة، الإجراءات التي نتخذها تشمل حتى الحالات المشتبه بإصابتها كون مرض الحمى النزفية خطير".
وانتهى البدر، إلى أن "المنهج العلمي لا يتيح مقارنة بين الحمى النزفية مع فايروس كورونا، لأن الأخير هو فايروس تنفسي وطرق انتشاره من خلال الرذاذ تكون أسرع لكنه اقل خطورة من الحمى النزفية التي تكون فيها نسبة الوفاة عالية".