بغداد/ سها الشيخلي مع ارتفاع درجات الحرارة الذي لم يسبق ان شهده العراق سابقا، ومع الانقطاع المفاجئ والطويل للتيار الكهربائي، عادت أزمة الوقود لتطل برأسها من جديد، حيث تشهد جميع محطات الوقود في بغداد طوابير من السيارات تمتد لكيلومترات عدّة، كما هو الحال مع محطة تعبئة ملعب الشعب ،ما جعل المواطنين يزدحمون امام محطات الوقود للتزود بكميات اكثر من المعتاد من البنزين،
للاستفادة منه في تشغيل مولدة المنزل، كما نشط بيع البنزين من قبل (البحارة) الذين وقفوا على الارصفة رغم حرارة الجو لبيع البنزين وباسعار كبيرة، وهو ما يطلق عليه بالسوق السوداء، حيث ارتفع سعر عبوة ال "10" لترات الى 10 آلاف دينار. وقد اشار مدير الاعلام في وزارة الكهرباء عبر احدى المحطات الفضائية الى ان سبب شحة الوقود في بغداد لوحدها هو تجاوز المحافظات على حصة بغداد من الكهرباء بحيث اصبحت 4 ساعات تجهيز لبغداد، في حين تحصل مدينة الناصرية مثلا على 12-13 ساعة كهرباء، وقد تم الاتصال بالحكومات المحلية للمحافظات المتجاوزة للحد من التجاوز، والسبب الاخر للشحة في بغداد هو ان محطة التاجي الحرارية قد تعرضت الى اعمال ارهابية ما جعلها تتوقف عن العمل لمدة يومين، وقد قلل ذلك من حصة بغداد ما جعل بعض المناطق لا تحصل حتى على ال4 ساعات المقررة، واوضح مدير الاعلام ان ما يحتاجه العراق هو 16 الف ميكاواط من الطاقة الكهربائية، لكن ما متوفر هو 6500 الف ميكاواط اي اقل من النصف، وفي عام 2015 سنصل الى مرحلة انتاج ال16 ألف ميكاواط . محطات بغداد تشهد الازدحام امس الجمعة ومع انطلاقة شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة كان سوّاق وأصحاب السيارات ينتظرون تحت اشعة شمس لاترحم منتظرين دورهم للتزود بالوقود. يقول مسؤول محطة الكيلاني الحكومية والذي رفض ذكر اسمه : ان الازدحام الذي تشهده المحطة اليوم هو الذروة ففي الساعة الواحدة ظهرا في الايام الاعتيادية وفي يوم الجمعة تحديدا لا نجد من يدخل المحطة، لكن السبب هو ان معظم مناطق بغداد قد انقطع عنها التيار الوطني للكهرباء، وعن الكمية التي يتم تزويد المحطة بها اشار الى انها 10 تريلات، وكل تريلة تحوي 360 الف لتر من البنزين، وان حصة كل مواطن يوميا 50 لترا، اما كيف يقوم بتفريغ الخزان فالامر لا يحتاج الى دراية وصعوبة، فالبعض يستطيع ان يحور السيارة التي يحوي خزانها (المصفي) بحيث يأخذ من الخزان ما تحتاجه المولدة المنزلية . فيما قال صاحب محطة الجندي المجهول الاهلية "ابو مصطفى " :رغم الازدحام الشديد الا اننا نستطيع ان نلبي حاجة جميع السيارت من مادة البنزين، لكننا لا نستطيع ان نملأ (الجليكان) بما يحتاجة صاحب السيارة من البزين ذلك ان التعليمات تمنعنا من ذلك، وهناك محطات للبيع المباشر في الكرخ والرصافة تبيع البنزين بالعبوات. محطة موسى بن نصير في شارع النضال هي الأخرى تشهد طابوراً طويلا من السيارات، والتي قال صاحبها "انه ممنوع من الحديث للصحافة " لكنه قال ان الازدحام كما تشاهدون شديد والقى باللوم على وزارة الكهرباء التي قال عنها أنها "هي السبب". في جانب آخر من الأزمة التي تختفي وتظهر متى يحلو لها، يقف صبية وشباب عند مفترقات الطرق وفي الشوارع العامة لبيع البنزين بالسوق السوداء حسب رغبة صاحب السيارة. يقول احد الصبية في شارع النضال ان سعر ال20 لترا من البنزين هو 18 الف دينار، فيما قال شيخ يقف تحت قيظ الشمس ان سعر ال20 لترا من البنزين هو 17 الف دينار. رفض الرجل التصوير، كما رفض الصبية التصوير ايضا خوفا من ملاحقة وزارة النفط، في حين انهم قالوا ان ما يحصلون عليه من بنزين يشترونه من محطات البيع المباشر. اصحاب السيارات ابدوا امتعاضهم الشديد من سوء التدبير بين وزارتي الكهرباء والنفط، وقال ابو أحمد من داخل سيارته الحديثة المزودة بالتبريد، نحن ضحية الصراع بين الكهرباء والنفط، وحقيقة كلما سمعنا تصريحات مضادة للطرفين، فعليك ان تكون واثقا من ان ازمة للوقود ستواجهك في اليوم الثاني أو العكس وهو الصحيح ايضا.
تحالف الأزمات ..الوقود والحرارة وغياب الكهرباء

نشر في: 13 أغسطس, 2010: 08:51 م