بعد بحث دام تسع سنوات منذ سقوط صدام، يخرج العراق بنشيد متعدد اللغات هو الثاني من نوعه في العالم بعد جنوب إفريقيا. على فرق كرة القدم العراقية أن تتعلم التغني بالنشيد الوطني بعدة لغات.
لاعب كرة القدم العراقي احمد ياسين -رونالدو العراق- يتحدث العربية والسويدية والانكليزية، إلا ان عليه إتقان المزيد من اللغات خلال أسابيع قليلة أحداها ستكون الكردية والتركمانية وربما الآشورية أيضاَ.
في كانون الاول كان العراق يبدو وأنه قد انهى البحث عن كلمات لنشيده الوطني الجديد – من المفاجئ انه لن يكون بالكامل باللغة العربية. من المقرر ان يظهر النشيد بكل لغات الاقليات الاساسية للبلاد. يقول اللاعب احمد ياسين "إذا كان علينا ان نتعلم إنشاده، عندها سنتعلمه طبعا. مادام ذلك في سبيل العراق، فلا مشكلة فليست هناك مشكلة".
منذ سقوط صدام والعراق يبحث عن نشيد جديد. في عام 2004 اختارت الإدارة الأميركية النشيد الحالي – موطني – كإجراء وقتي، الا ان اعضاء البرلمان منذ ذلك الوقت فشلوا مرارا في الاتفاق على بديل له بسبب الانقسامات العرقية. في العام الماضي، توصلت لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية الى حل حسب رئيسها علي الشلاه. حيث يقول "لقد قررنا البحث عن نصوص لأشهر شعراء العراق – أشخاص لا يختلف اثنان في احترامهم. إن الأمر يشبه اختيار ابيات من شعر شكسبير وجعلها نشيدا للانكليز".
أقرب الاشعار المرشحة للاختيار هي قصيدة "سلام على هضبات العراق" للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، فالشاعر محترم من كل اطياف البلاد بسبب محاربته للفساد والظلم الاجتماعي بالاضافة الى رصانة شعره. لكن ليس من السهولة الاتفاق حتى على ذلك. في وقت مبكر من العام الحالي، دعا سياسيون كرد الى ان يكون النص كله باللغة الكردية. يشكل الكرد 15-20 % من السكان وان لغتهم الكردية لغة رسمية في البلاد، لكن سرعان ما طالب التركمان والآشوريون بالشيء ذاته.
يقول الشلاه "الفكرة هي ان يكون الانشاد باللغة العربية، لكن في النهاية نقول (يعيش العراق) بكل اللغات. لا يمكننا ان ننشد اربعة ابيات باربع لغات اذ لا يستطيع أحد إنشادها، لكني اعتقد ان من الجيد تضمين بعض الكلمات. انه رمز، ونحن في العراق الجديد نحترم كل الثقافات وان كل هذه الثقافات تريد ان تكون جزءا من العراق".
السطور الاولية للنشيد العراقي الجديد تقول "سلام على هضبات العراق، وشطّيه والجرف والمنحنى، سلام على باسقات النخيل وشمّ الجبال تشيع السنا ". العائق الوحيد امام الاتفاق – حسب الشلاه – هو "واحد او اثنان من الزملاء الشعراء؛ إنهما يريدان استخدام قصائدهما لكننا لا يمكن ان نقبل بذلك". ثم ان كل ذلك بحاجة إلى الموسيقى واللحن، يقول الشلاه "لا مشكلة في ذلك، ففي ثقافتنا نتحدث دائما عن الشعراء وليس عن الموسيقيين". يقول احمد ياسين بانه سعيد بالتغيير "لقد أحببت النشيد الحالي لكن اذا ما ارادوا تغييره فليس لدينا نحن اللاعبين أية مشكلة".
عن: الغارديان البريطانية