ترجمة: حامد أحمد
تناول تقرير لصحيفة (التلغراف) البريطانية تبني الحكومة العراقية لمشروع طموح بتطوير خط سكك حديد بطول 750 ميلاً يربط الشرق بالغرب أطلقت عليه اسم مشروع، طريق التنمية، بانطلاقه من الجنوب في البصرة الى شمال البلاد عبر الحدود التركية يربط خلاله أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا والذي قد يكون بوابة للنهوض بنشاط البلد الاقتصادي.
وقال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بخصوص هذا المشروع الذي يمتد لمسافة 750 ميلاً، "طريق التنمية يمثل تطلعنا الوطني للاستثمار، حيث انه سيولد نموا اقتصاديا مستداما وازدهارا عبر البلاد يعود بالمنفعة لجميع العراقيين."
كون مشروع هذا الطريق يمر عبر البصرة وبغداد والموصل، فانه يبدو على نحو كبير بانه مصمم لتعزيز المعابر التجارية، وخصوصا للنفط والغاز.
ولكن مسؤولين عراقيين قالوا إن المشروع سيحمل مسافرين عراقيين أيضا، وربما في المستقبل يستقطب سواح أجانب يتطلعون لزيارة البلد.
ناصر الاسدي، مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، قال "في الوقت نفسه نحن نريد استقطاب نوع جديد من سواح مغامرين يتطلعون للسفر من قلب أوروبا الى منطقة الخليج باستخدام القطار بدلا من الطائرة. ستكون واحدة من بين أطول الرحلات التي تتخللها مناظر طبيعية بيئية في العالم".
وتشير الصحيفة الى ان المشروع الذي تبلغ كلفته ما يقارب من 17 مليار دولار سيربط ميناء الفاو الكبير العراقي في المنطقة الشمالية من الخليج مع الجارة تركيا عبر منطقة ربيعة الحدودية والذي سيكون على شكل جسر من سكك حديدية للبضائع والمسافرين ما بين آسيا وأوروبا.
وحتى ان هذا المشروع قد يصبح بديلا عن قناة السويس المسؤولة عن 12% من التجارة العالمية التي انغلقت بشكل مفاجئ لمدة ستة أيام في آذار 2021 عندما علقت في القناة ناقلة عملاقة لم تستطلع التحرك كانت في حمولتها بضاعة تجارية تقدر بمليارات الدولارات من مختلف الأشياء من أوراق المحارم الى أجهزة الموبايل.
واختار العراقيون كذلك اسما يحاكي مشروع طريق الحرير الصيني، مبادرة الطريق والحزام، وهو مشروع بنى تحتية ضخم تم اطلاقه العام 2013 لاستحداث وتطوير مسلكين تجاريين جديدين يربطان الصين مع بقية دول العالم.
وتبقى الآمال في حالة تطلع من ان طريق التنمية وانشاءه سيصبح من الطرق المنافسة للتجارة.
وعلى أمل ان يكتمل المشروع بحلول العام 2030، فان طريق التنمية العراقي قد حظي أصلا بدعم السفير البريطاني السابق لدى لبنان والأردن ومصر، بحسب الدبلوماسي جيمس واط. ويعتقد الدبلوماسي البريطاني واط بان المشروع قد يصبح كرمز انتصار لعراق جديد ويكون نقطة تحول جديدة له مغايرة لماضيه المتعثر الذي أعقب العام 2003 بعد الغزو الأميركي للبلد ومن ثم بروز تنظيم داعش الإرهابي.
ويقول الدبلوماسي واط، "ليس هناك بلد في منطقة الشرق الأوسط عانى من ويلات الحروب وعمل جاهدا لتجاوز تلك المرحلة وانهائها مثل العراق. كان العراق ومنذ فترة طويلة يخطط لتجديد بناه التحتية الوطنية واحياء اقتصاده. الحكومة الجديدة تقدمت بخطة طموحة للعراق أعطت بوادر أمل لتحسين وضعه الاقتصادي في المنطقة."
من جانب آخر فان العراق يسعى لاستقطاب استثمار عالمي لهذا المشروع. مع ذلك فان الدبلوماسي البريطاني واط، يقر بان الامور الأمنية قد تسبب مخاوف لمستثمرين يدعمون هذا المشروع.
وبينما تعهد السوداني بترسيخ الاستقرار في البلاد، فانه ما تزال تحصل هناك اشتباكات عنف بين مجاميع مسلحة. وتركيا من جانب آخر تشن حملة عسكرية ضد مجاميع حزب العمال الكردستاني في شمالي البلاد.
ويشير السفير البريطاني الى ان المملكة المتحدة تنصح رعاياها بعدم السفر لجميع المحافظات عدا إقليم كردستان إلا لأغراض ضرورية وذلك لمخاوف امنية.
ويقول واط "ولكن يجب المضي بهذا المشروع وان مردوده سيكون لا حصر له من الفائدة لبلد عانى كثيرا".
وأشار، إلى أن "طريق التنمية سيستعيد او يحيي بشكل أساسي طرق سكك الحديد والطرق الخارجية الموجودة في العراق".
وبين واط، أن "البلد الذي عانى منذ فترة طويلة من بنى تحتية متهرئة أو محطمة. هناك خطوط سكك محدودة فقط تعمل في العراق تنقل بشكل رئيسي مسافرين ليلا او حمولات صهاريج نفط تسير ببطء".
ومضى واط، إلى أن "رحلة من البصرة الى بغداد تستغرق حاليا ما يقارب من 12 ساعة".
ولكن مستشار رئيس الوزراء، الاسدي، ما زال متفائلاً، فهو يقول "المشروع من شأنه ان يشكل نقلة جوهرية لاقتصاد العراق ومجتمعه، سيكون لنا طريق حرير جديد يربط الشرق بالغرب."
عن: صحيفة (التلغراف) البريطانية