ذي قار/ حسين العامل
كشفت ادارة الحكومة المحلية في قضاء الجبايش (مركز الاهوار العراقية) عن جملة من المخاطر التي تهدد تربية الجاموس، وفيما اشارت الى ان القضاء فقد 7 الاف رأس من الجاموس نتيجة موجة الجفاف السابقة، اكدت ان مظاهر الجفاف وهلاكات المواشي ومخاطر الحمى النزفية باتت تهدد السكان المحليين ومواشيهم.
وقال قائممقام قضاء الجبايش كفاح شناوة في حديث مع (المدى)، إن "الاضرار التي لحقت بمناطق الاهوار العراقية ولاسيما اهوار الجبايش هي جسيمة نتيجة ازمة المياه وتذبذب اطلاقاتها واثار الشحة المائية على حياة السكان وبيئة الاهوار".
وأضاف شناوة، أن "مربي الجاموس في قضاء الجبايش الذي يعد المركز الرئيسي لتربية الجاموس العراقي يعانون اليوم من اثار تلك الشحة".
وأشار، إلى أن "القضاء كان يضم 33 ألف رأس من قطعان الجاموس نفقت منها 7 الاف رأس نتيجة الشحة المائية السابقة التي حصلت قبل عدة أشهر".
واكد شناوة، أن "هذه الاعداد موثقة بصورة رسمية وتمت مفاتحة الحكومة المحلية ورئاسة الوزراء واللجنة النيابية بصددها".
وتحدث، عن "مشاهد مؤلمة تعرضت لها قطعان الجاموس عند انحسار مياه الاهوار حيث تغطس الجواميس في الوحل ويتعذر انقاذها لثقل وزنها وتبقى على هذا الحال الى ان تموت امام انظار اصحابها الذين لا حول لهم ولا قوة تجاه هذه الفاجعة المؤلمة التي حلت بمواشيهم".
وكشف شناوة، عن "مخاطر اخرى تتعرض لها الثروة الحيوانية في مناطق الاهوار تمثلت بالحمى النزفية وسط غياب لأي جهد فعلي من الحكومة المركزية في انقاذ المواشي من مخاطر المرض".
ويسترسل، أن "مكافحة الحشرات المسببة للمرض تجري من خلال مبادرات تطوعية تقوم بها منظمات مجتمعية بالتعاون مع المركز البيطري في قضاء الجبايش".
وأفاد شناوة، بأن "القضاء يعيش حاليا حالة جفاف وهلاكات في المواشي ناهيك عن مخاطر الحمى النزفية التي تهدد المواشي والسكان المحليين".
وأكد، "تسجيل عدد من الاصابات بالحمى النزفية في القضاء ووفاة أحد القصابين نتيجة ذلك".
وتابع شناوة، أن "ذلك استدعى اتخاذ اجراءات وقائية صارمة تمثلت بمنع جزر الحيوانات وانتقالها من والى القضاء اذ تواصلت تلك الاجراءات لأكثر من شهر لغرض تفادي المزيد من الإصابات".
وأورد، أن "الاضرار التي لحقت بالأهوار وسكانها ادت الى موجة من النزوح والهجرة حيث تم تسجيل عشرات العوائل النازحة"، محذرا من "اثار النزوح على النشاط الاقتصادي في مناطق الاهوار وثروتها الحيوانية". واستطرد شناوة، أن "كل عائلة نازحة تقوم باصطحاب عشرات من رؤوس الجاموس ونقلها الى مناطق اخرى وهذا ما سيؤدي الى حرمان مناطق الاهوار من أبرز اركانها الاقتصادية، فضلاً عما يسببه ذلك من اثار على الثروة الحيوانية عند تربيتها في بيئة مغايرة".
ويجد شناوة، أن "مظاهر النزوح من مناطق اهوار الجبايش لا تقتصر على اصحاب المواشي وانما تشمل شرائح اجتماعية اخرى نتيجة التصحر الذي اخذ يزحف على مساحات واسعة من المناطق الخضراء التي كانت مغمورة بالمياه".
وأفاد، بأن "اهوار الجبايش والاهوار الاخرى التي تتغذى على نهر الفرات هي الاكثر عرضة للجفاف في محافظة ذي قار".
وأضاف شناوة، أن "مناسيب المياه الداخلة الى الناصرية عبر مقطع نهر الفرات في منطقة الهويشلي لا تتجاوز 50 مترا مكعبا وهي في تراجع مستمر نتيجة استهلاك المناطق العديدة التي يمر بها كمركز مدينة الناصرية وناحية اور وقضاء سوق الشيوخ ونواحي العكيكة وكرمة بني سعيد والطار".
ومضى شناوة، إلى أن "هذه المناسيب المتدنية من المياه لا يصل منها الى مناطق اهوار الجبايش التي تقع في ذنائب نهر الفرات الا جزءا بسيطا لا يغطي حتى الحد الادنى من الحاجة الفعلية لإنعاش الحياة في مناطق الاهوار".
وكان قائممقام قضاء الجبايش قد كشف مؤخرا عن تصحر أكثر من 85 بالمئة من مناطق الاهوار العراقية وان ما تبقى من مناطق الاهوار لا يعدو عن برك وجداول لا تشكل سوى اقل من 15 بالمئة من مساحة تلك الاهوار.
مشيرا الى تعرض مساحات واسعة من اهوار الجبايش الى الجفاف فضلا عن الاهوار الوسطى وهور الحمار واهوار محافظة ميسان .
ودعا قائممقام الجبايش الى وقفة جادة من الحكومة المركزية لوقف زحف التصحر على مناطق الاهوار عبر التحرك بصورة جدية تجاه تركيا ودول المنبع لضمان حقوق البلاد من المياه. وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.