 ذي قار/ حسين العامل

أعرب صحفيو ذي قار عن قلقهم بشأن المضايقات الامنية التي يتعرضون لها اثناء اداء مهامهم الاعلامية، محذرين من تفاقم تلك المضايقات خلال الانتخابات المقبلة، وذلك إثر طرد أحد الاعلاميين اثناء تغطيته مؤتمرا حول الانتخابات عقد في مقر قيادة عمليات سومر.

واشارت الاوساط الاعلامية في محافظة ذي قار الى تعرض الزميل سعد الركابي مراسل قناة الفلوجة الى الطرد والتهديد من قبل أحد كبار الضباط في قيادة عمليات سومر اثناء تغطيته مؤتمراً حول الخطة الامنية الخاصة بتأمين انتخابات مجالس المحافظات الذي عقد في مقر القيادة.

وقال الاعلامي سعد الركابي في حديث مع (المدى)، "سبق وان تلقينا انا وزملائي الاعلاميين دعوة رسمية من مكتب انتخابات ذي قار لحضور المؤتمر الامني الاول للانتخابات في المحافظة الذي عقد في مقر قيادة عمليات سومر".

وتابع الركابي، "بعد استكمال كل اجراءات الدخول المعقدة لمقر العمليات طلبوا منا التوجه الى قاعة المؤتمر وعند باب القاعة اعترضني ضابط برتبة عميد وسألني ان كانت لدي كاميرا ام لا، رغم ان حقيبة الكاميرا وقاعدتها التي احملها كانت واضحة للعيان".

وأوضح، "وبعد بضع دقائق عاد الضابط نفسه ليوعز لي بالخروج من القاعة، فطلبت منه ان يمهلني بضع دقائق اخرى لاستكمال تصوير بعض المشاهد من المؤتمر الا انه رفض ذلك وأصر على طردي من القاعة وهو يقول ان لم تنفذ الامر فورا سأرميك انت والكاميرا خارج القاعة".

وبين الركابي، "حين اعترضت على هذا الاسلوب واثناء مغادرتي القاعة لحقني الضابط وهددني بالسجن وتكسير اجهزة التصوير".

وذكر، "ابلغت ادارة القناة التي أعمل فيها بالأمر فطلبت مني الانسحاب على الفور"، لافتا الى ان "القناة دعت بدورها الى التحقيق في الانتهاك للحقوق الصحفية".

ويواصل الركابي، أن "أحد كبار الضباط من قيادة العمليات المشتركة وقائد عمليات سومر الفريق سعد الحربية تدخلا بعد ذلك لتسوية الامر واوضحوا عبر اتصالات هاتفية معي بان الامر غير مقصود".

وأعرب الركابي عن قلقه من "تفاقم المضايقات الامنية للعمل الاعلامي خلال الاشهر المقبلة التي ستشهد انطلاق الحملات الانتخابية وتنافس الكيانات السياسية في انتخابات مجالس المحافظات"، داعيا الى "حماية حقوق الصحفيين من الانتهاكات ومحاسبة من يعملون على التضييق على الإعلاميين".

ومن جانبها دعت الاوساط الصحفية في ذي قار قيادة عمليات سومر الى تقديم اعتذار رسمي والعمل على الحد من الاجراءات الامنية المشددة التي تنتهك حقوق الصحفيين بالوصول للمعلومة وتحول دون تنفيذ واجباتهم الاعلامية. وذكر صحفيون، أن غياب المحاسبة وعدم تطبيق القانون للحد من تلك الانتهاكات من شأنه ان يفاقم حالات التضييق على العمل الصحفي.

وكانت قيادة عمليات سومر ومكتب انتخابات ذي قار قد عقدا مؤتمرا امنيا لبحث الخطة الامنية الخاصة بتأمين انتخابات مجالس المحافظات في محافظة ذي قار.

وذكرت القيادة في بيان تابعته (المدى)، ان "قائد عمليات سومر الفريق الركن سعد الحربية ترأس اجتماعاً لبحث الخطة الخاصة في يوم انتخابات مجالس المحافظات، وجرى خلال المؤتمر تقييم الوضع الأمني في المحافظة والتأكيد على التنسيق بين القوات الأمنية وبين مفوضية الانتخابات وكذلك الدوائر المدنية".

وأشار البيان، إلى "مناقشة المنتسبين الذين سيتكلفون بواجبات حماية المراكز الانتخابية والأطواق الأمنية التي وضعت حسب الخطة الأمنية وحماية المخازن التي توضع فيها صناديق الاقتراع والحفاظ عليها من الحريق بصورة مباشرة أو غير مباشرة".

ولفت، إلى "مناقشة المشكلات والمعوقات التي تعرقل عمل المفوضية وإيجاد الحلول المناسبة لها".

وكان مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار، ادان نهاية العام المضي اقدام مسؤول محلي على احتجاز اثنين من الصحفيين من دون اوامر قضائية إثر قيامهما بنقل معاناة المواطنين من موجة الامطار التي اغرقت أحد المستوصفات الصحية.

وكانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق قد اعلنت في شهر أيار الماضي عن تسجيل ارتفاع مخيف في أعداد الانتهاكات ضد حرية العمل الصحفي في العراق.

ووثقت الجمعية بحسب بيان تلقته (المدى)، "345 حالة بين اعتقال واحتجاز وتهديد وعرقلة تغطيات وضرب وإهانات قصدية، فضلا عن دعاوى قضائية وإجراءات حكومية أسهمت بالتضييق والمنع".

وأشارت إلى عدم خلو أية محافظة عراقية من تسجيل انتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حيث جاءت بغداد في المرتبة الأولى بأكثر المدن تسجيلا للانتهاكات بواقع (85) حالة، وأربيل ثانية بتسجيل (74) حالة، تليها كركوك (30) حالة، والسليمانية (29)، والبصرة (27)".

وبحسب الجمعية، فان ذلك يظهر حجم الانتهاكات ومدى تراجع مستوى حرية الصحافة في العراق، تضاف إليها إجراءات هيئة الإعلام والاتصالات بحق الصحفيين الأجانب، وخضوعها للمزاج الحزبي في إغلاق أو إيقاف برامج أو مسلسلات.

ويصنف العراق من قبل المنظمات المعنية بحرية الرأي بأنه أكثر البلدان خطورة على العاملين في الوسط الإعلامي والصحفي.