TOP

جريدة المدى > سياسية > هدوء احتجاجات حرق المصحف في بغداد مع بدء موسم هجرة السفارات

هدوء احتجاجات حرق المصحف في بغداد مع بدء موسم هجرة السفارات

نشر في: 25 يوليو, 2023: 11:23 م

بغداد/ تميم الحسن

يبدو ان مرحلة التحشيد الانتخابي بدأت بالفعل لكنها اخذت طابعا عنيفا في الجنوب، في وقت التزم فيه أنصار الصدر بالتهدئة في بغداد. ويتوقع تصاعد الموقف في ميسان، جنوبي البلاد، على إثر مقتل قيادي في سرايا السلام التابعة لزعيم التيار مقتدى الصدر.

ولمحت مواقع اخبارية قريبة من التيار، ان الحادث ربما يكون ردا على اغتيال أحد قيادات الفصائل في المدينة قبل عدة سنوات.

وتحسب تلك التحركات ضمن ترتيبات الانتخابات المحلية المفترض اجراؤها قبل نهاية العام الحالي.

ويتصور مراقبون ان الشعارات والبرامج الانتخابية خاصة في الجنوب ستركز على الخطاب الطائفي والترويج لـما يسمى بـ»المقاومة».

ولايزال التيار الصدري ملتزما بـ»التهدئة» رغم تكرار حادثة احراق المصحف في الدنمارك للمرة الثانية.

وكان أنصار مقتدى الصدر زعيم التيار، قد اجبروا الحكومة على غلق السفارة السويدية في بغداد بسبب حادث مشابه قام به لاجئ عراقي.

وقالت الخارجية يوم الاثنين ان الطاقم الدبلوماسي لبعثة الدنمارك غادر الأراضي العراقية منذ يومين.

لكن مواقع اخبارية نقلت عن مسؤولين دنماركيين قولهم إن السفارة في بغداد مغلقة بسبب «العطلة الصيفية منذ 22 تموز الحالي».

ووفق تلك المواقع ان السفارة الدنماركية نفت «الانسحاب من العراق»، ورفضت التعليق على احتمال مغادرة الموظفين للعراق في فترة الإغلاق.

وكانت وزارة الخارجيَّة العراقية قد ادانت تكرار حرق نسخة من المصحف أمام مبنى السفارة في الدنمارك.

وذكرت الوزارة في بيان أن «هذه الأفعال الممنهجة تتيح لعدوى التطرُّف والكراهيَّة أنَّ تضع المجتمعات أمامَ تهديد حقيقيّ للتعايش السلميّ».

وطالبت الوزارة بحسب البيان «سلطات الدول في الاتحاد الأوروبيّ بإعادة النظر سريعاً بما يسمّى بحريَّة التعبير وحقِّ التظاهر».

وأقدمت مجموعة من المتطرفين يوم الاثنين الماضي، على إحراق نسخة من القرآن وعلم العراق أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن في ثاني حادث من نوعه بالدنمارك.

وانتقدت منصات اخبارية محسوبة على التيار الصدري ما اعتبرته «سكوت الاطاريين» على ما يجري في حادثة الدنمارك الجديدة.

ودعا أنصار التيار في سلسلة تغريدات الى الافراج عمن اسموهم بـ»ثوار القرآن» المعتقلين بسبب مهاجمة السفارة السويدية.

وكان جمهور الصدر قد حاول مطلع الاسبوع الحالي، اقتحام السفارة الدنماركية داخل المنطقة الخضراء مما دعا السلطات الى اخذ اجراءات مشددة.

وسبق للصدريين ان احرقوا السفارة السويدية في وسط بغداد، قبل ان تقرر بغداد قطع العلاقات الدبلوماسية مع استوكهولم وتعلن اعتقال الفاعلين.

والتزم أنصار الصدر هذه المرة بـ»التهدئة» عقب حادث الاحراق الثاني للمصحف في الدنمارك بالتزامن مع تعهدات من السلطة بحماية البعثات.

وكان التصعيد بسبب افعال الاساءة الى القرآن قد كادت ان تؤدي الى احتكاك مسلح بين سرايا السلام التابعة للصدر واحد الفصائل قرب المنطقة الخضراء.

وحتى لحظة كتابة التقرير أمس، فان القوات الامنية مازالت في حالة استنفار في محيط بناية المطعم التركي قرب ساحة التحرير ومناطق شرقي العاصمة.

وعلى نقيض من ذلك تصاعدت التوترات في العمارة مركز محافظة ميسان عقب مقتل جواد الحلفي أحد قيادات سرايا السلام واصابة ابنه بجروح اثر هجوم مسلح على سيارته.

وبحسب منصات اخبارية محسوبة على التيار الصدري فأنها نشرت اخبارا عن ان قنوات تابعة لاحد الفصائل قد تبنت الهجوم.

وقالت المنصات الصدرية، ان الفصيل تذرع بان الهجوم جاء ثأرا لاغتيال وسام العلياوي الذي قتل اثناء احتجاجات تشرين في ميسان واتهم حينها التيار بالوقوف وراء الحادث.

والعام الماضي افادت وسائل اعلام بصدور حكم من محكمة جنايات ميسان بالاعدام بحق قاتل القيادي بحركة عصائب اهل الحق وسام العلياوي.

وفي تشرين الاول 2019، اعلنت حركة عصائب اهل الحق، مقتل مدير مكتبها في محافظة ميسان وسام العلياوي وشقيقه سجاد، جراء هجوم مسلح على مقرها.

وفي كانون الاول 2019، أصدرت محكمة التحقيق المركزية في بغداد، أوامر قبض بحق عدد من الأشخاص، بتهمة قتل العلياوي وشقيقه.

وذكرت المواقع المحسوبة على التيار الصدري، ان عشيرة جواد الحلفي الذي قتل مؤخرا في ميسان، قد اعلنت «الاستنفار» عقب حادثة الاغتيال.

وتجري هذه التطورات في وقت تسربت فيه معلومات عن قرار التيار الصدري بالعودة التدريجية الى المشهد السياسي بعد نحو عام من اعتزال الصدر.

والعودة تتزامن مع استعدادات القوى السياسية للانتخابات المحلية المقررة في كانون الاول المقبل، حيث صعد زعيم التيار بالمقابل نشاطه وجولاته في الشارع.

ويعتقد احسان الشمري وهو رئيس مركز التفكير السياسي انه ضمن وسائل حشد التأييد للانتخابات المقبلة سيكون الحديث عن دور الفصائل.

ويقول الشمري في حديث مع (المدى) ان «الشعارات التي تستخدم في الترويج الانتخابي ستكون تقليدية ومستهلكة وقد لا تؤثر كثيرا على الجمهور».

ويشير الشمري، الى ان مناطق الوسط والجنوب «ستشهد صعود الخطاب الطائفي لكسب الناخبين والفصائل ستركز على دورها في المقاومة والعداء لواشنطن».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل
سياسية

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل "العفو العام": الغضب سيتوسع

بغداد/ تميم الحسن انطلقت تظاهرات في الموصل ضد إيقاف قانون العفو العام، ويتوقع سياسيون سُنّة أن الغضب سيتوسع.وفي المقابل، تجري محاولة شيعية لـ"تطويق الأزمة"، حيث دعا الإطار التنسيقي إلى اجتماع طارئ لكل القوى السياسية.ومساء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram