علاء المفرجي
باربي دمية أزياء من إنتاج شركة ماتيل للألعاب وقد تم طرحها في الأسواق لأول مرة في مارس 1959. ويعود الفضل في تصميم باربي إلى سيدة الأعمال الأمريكية روث هاندلر التي استوحت فكرتها من الدمية الألمانية الشهيرة دمية بيلد ليلي. شكَّلت باربي جزءًا مهمًا من سوق دمى الأزياء لمدة خمسين عامًا.
هذا بالإضافة إلى أنها كانت محور العديد من الخلافات والدعاوى القضائية، وكثيرًا ما كان هناك تهكم وسخرية من الدمية وأسلوب حياتها. في السنوات الأخيرة الماضية، واجهت باربي منافسة متزايدة من مجموعة دمى براتز.
باربي اليوم على شاشة السينما، وبالتزامن مع فيلم كريستوفر نولان أوبنهايمر، الذي يتناول سيرة أبو القنبلة الذرية.. في واحد من أنجح مواسم السينما في هوليوود منذ سنوات. فقد أصبحت دور السينما حول العالم أكثر انشغالًا وانتعاشًا من أي وقت مضى مع إطلاق هوليوود فيلمين من أهم إنتاجاتها السينمائية لهذا العام.
وبدأت أكبر معركة شباك تذاكر منذ سنوات، بين باربي وأوبنهايمر، حيث حقق فيلم باربي من إنتاج شركة وارنر براذرز 22.3 مليون دولار في شباك التذاكر المحلي في معاينات يوم الخميس، بينما حقق فيلم أوبنهايمر من إنتاج شركة يونيفيرسال مبلغ 10.5 مليون دولار في المعاينات.
كان من المتوقع أن يحصد فيلم باربي خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، أن يصل إجمالي أرباح فيلم أوبنهايمر إلى حوالي 50 مليون دولار, لكن وبشكل مثير للإعجاب، باربي الآن في طريقها لجني 150 مليون دولار مع دراما نولان التي من المقرر أن تجمع 75 مليون دولار.
كما ظهر في معاينات عرض فيلم باربي أنه هو الأكبر في شباك التذاكر الصيفي، متفوقًا على أفضل عرض سابق وهو 17.5 مليون دولار. أما أوبنهايمر تفوّق في نتائج المعاينة على أفلام مثل "جون ويك" (حقق 8.9 مليون دولار)، "السريع x" (حقق 7.7 مليون دولار).
هناك من أطلق على هذه الظاهرة في هذا الموسم "باربيهايمر" وهو مشتق من اسمي العملين المتناقضين تماماً ولكنهما يعلنان بطريقة عملية أن السينما لا تزال هناك، فالعالم بعد بعض الآراء التي ظهرت في الفترة الأخيرة حول (موت) السينما، يجد نفسه أمام هذا النجاح، حيث اكتسحا هذيان الفيلمان شباك التذاكر، والذي ربما يصلا الى الأرقام القياسية التي حققها نت فيلم (ذهب مع الريح) و (تايتنيك).
الظاهرة الأخرى الملفتة في عالم السينما كانت المضي في تقديم أفلام تتناول الماركات والعلامات التجارية، والتي كانت قد بدأت قبل أعوام من خلال فيلمين هما (كوكو ما قبل شانيل) للمخرجة الفرنسية آن فونتان، (كوكو شانيل وأيغور سترافنسكي) من اخراج انا موغلاليس الذي تناول سيرة (قائدة) التصميم –كما كانت تلقب- وصاحبة أغلى ماركة في عالم الأزياء.
فمن فيلم "باربي" الذي طُرح في الصالات العالمية هذا الأسبوع، إلى "فيراري" لمايكل مان، مروراً بـ"هاوس أوف غوتشي" لريدلي سكوت، باتت الماركات تزوّد صنّاع السينما بمادة أولية جاذبة للجماهير، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. والقائمة تطول في العالم المخملي أيضاً، تحكم على الحدود بين السينما والعلامات التجارية بالتلاشي. فبعد مرور عقد على رؤية مصممها يتجسد مرتين في العام نفسه على الشاشة، من جانب بيار نيني وغاسبار أولييل، أصبحت دار "إيف سان لوران" في الربيع أول علامة تجارية فاخرة تؤسس شركة إنتاج خاصة بها. وتسعى الدار من خلال هذه الخطوة إلى إنتاج أفلام تضمّ في عداد نجومها أسماء كبيرة في المجال السينمائي. وقد حاز أول عمل من إنتاجها، وهو فيلم "ستراينج واي أوف لايف" من توقيع بدرو ألمودوفار، تقديراً في مهرجان كان السينمائي.
ونشير أن ستيف جوبز (مؤسس شركة آبل) الهم فيلمين، فيما شكلت شخصية مارك زوكربرغ (مؤسس "فيسبوك") محور فيلم "ذي سوشل نتوورك" من بطولة جيسي أيزنبرغ بدور مؤسس الشبكة الاجتماعية الرائدة عالمياً.