باسم عبد الحميد حمودي يستعد الناس لرمضان المبارك منذ أيام شعبان، يتجلى الفرح الشعبي بأحلى مظاهره ليلة المحية، والمحية من الإحياء، أي ان الناس منتصف شعبان يحتفون بتلك الليلة الاستعدادية لرمضان، يحيي فيها المصلّون الليلة في المساجد يستمعون الى تلاوات من القرآن الكريم ويؤدون صلوات متصلة ملؤها الخير والانصراف الى شكر الخالق العظيم.
لدى المجتمع الإسلامي أيضاً، يحتفى بولادة الإمام الثاني عشر وهو الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (عج)، وهو الإمام الذي سيظهر يوما ليقيم العدل في الدنيا بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، ولا خلاف بين كل المسلمين على ظهور هذا الإمام المبارك في وقته وساعته، لكن الأمر يتعلق بتفصيلات أخرى.. ومادامت الليلة ليلة فرح فقد سميت ليلة المحية.ويجول شبان بغداد في أزقة المدينة على شكل مجاميع وهم ينشدون على نغمات الطبول أو الدنابك عدة أغان شعبية منها: (علي أبو قبة وريش – علي- علي امام الدرويش –علي) وسواها وكلمة (علي) هنا تردد من قبل المجموعة فيما ينفرد الصوت الواحد – وربما مجموعة مختارة- بترديد اللازمة الأساسية، ومن أناشيدهم: (اليوم حجة للصبح.. حجة) ومعنى ذلك أنهم سيسهرون حتى الصباح إحياء لتلك الليلة المباركة، ومن أغانيهم الغريبة المعرّضة بالآخر إنشادهم: (يا نايمين الليل يا كفّارة – انتو شبعتوا نوم وأحنا سهارى) ومن أناشيد الصبية في الجنوب: (كريكعان كريكعان.. بين أكصيّر ورميضان)، و(كصير) هو اسم شهر شعبان شعبيا، والكريكعان – بالكاف الفارسية – هو ذلك الاحتفال الشعبي بيوم المحية، الليلة الاستعدادية لرمضان المبارك.
كريكعان شعبان وأشياء أخرى
نشر في: 15 أغسطس, 2010: 04:48 م