TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رمضان في الموصل ايام زمان

رمضان في الموصل ايام زمان

نشر في: 15 أغسطس, 2010: 04:53 م

ازهر العبيديلشهر رمضان قدسية خاصة لدى أهالي الموصل مدينة الأنبياء، وهم يحترمونه ويجلّونه ويتهيؤون لمقدمه قبل مدة طويلة.إذ تتأكد ربة البيت من تيسر المواد الغذائية الخاصة به مثل الرز والسمن والشاي والقهوة ونومي البصرة والزبيب والقيسي
والتين اليابس واللوز والكشمش وماء الورد والهيل والعطاريات الأخرى.فضلاً عمّا هو متوفر لديها من المؤونة السنوية من البرغل والكشكا والنيعمي والعدس والطحين، وتوصي رب البيت بشراء ما ينقص قبل مقدم الشهر الفضيل.يجري الترحيب بمقدم هذا الشهر المقدس مساء اليوم الذي يسبق مقدمه بعد صلاة العشاء من على المآذن وبلحن جميل يقول: مرحباً مرحباً يا رمضان..مرحباً يا رمضان..يا شهر الطاعة والغفران..مرحباً يا رمضان.ويفرح الناس عند سماعهم هذا الترحيب، فتقول عجوز مؤمنة: الله جا غمضان وجت الأيام الطيبي الشريفي كل يوم نسمع القرآن والوعظ، أشقد طيبي روحانيتو، وقد تتأفف امرأة كسولة فتقول: ما شاء الله أش بساع ما جا السنين عتتلفلف..بقى كل يوم اقعدوا عالسحوغ واطبخوا وحضغوا وما تخلص الطلبات مال البطاغي، أوي دادا علمن مات وخلّص.ويطلق الطوب الذي يعدّه موقع الموصل في رأس الجسر الحديدي ثلاث أطلاقات إيذاناً بقدوم الشهر حال إعلان رؤية الهلال من المحكمة الشرعية، ثم يطلق فيما بعد أطلاقة واحدة عند كل موعد إفطار وسحور وإمساك.وكان يحلو للأطفال انتظار سماع الطوب يومياً عند الإفطار، وذلك قبل استعمال مكبرات الصوت في الجوامع.ويقفون لذلك في تقاطع الأزقة وعلى أرصفة الشوارع لسماعه، ثم تنار المآذن ويرفع آذان المغرب، فيركضون فرحين إلى بيوتهم يتصايحون: افطغوا افطغوا أذّن..أذّن..دق الطوب..دق الطوب.وفيما مضى كان المؤذنون يلوّحون بعلم أخضر إيذاناً بموعد الإفطار.تصوم الأسرة الموصلية بكامل أفرادها أيام شهر رمضان، ويجري التأكيد على الأطفال من أبويهم ويحثونهم ويمنونهم برضاء الله سبحانه وغفرانه ومحبّته.ويتبادل الأطفال أرجوزات مسجوعة يعيبون بها الولد المفطر مثل: الصايم شيشي والمفطغ كديشي، الصايم ليرة والمفطغ بي غيرة، الصابم عالبناغة والمفطغ يعلس فاغة، الصايم شيش كباب والمفطغ خـ...الدواب، الصايم بالعليي والمفطغ نفسو دنيي، ويخرجون ألسنتهم لتأكيد الصوم، فإذا كان لون اللسان أبيض يعني أن صاحبه صائم.ويقرأ البالغون القرآن الكريم بمعدل جزء واحد كل يوم، فإذا ما انتهى الشهر يكونون قد ختموا القرآن، ويؤدي الجميع فرائض الصلاة في جميع أوقاتها ذكوراً وإناثاً برغبة وخشوع.وفي الأسواق تغلق المطاعم والمقاهي كافة احتراماً وإجلالاً، وتصرّح البلدية لعدد منها بالعمل لخدمة الغرباء وأبناء الطوائف الأخرى.ويمتنع المدخنون عن التدخين علناً، ولا يظهر المفطرون لسبب صحّي على الأغلب إفطارهم علنا، ويتناولون الطعام خفية احتراماً لمشاعر إخوانهم.ويكثر بيع شربت الزبيب الأسود الذي يكون مرغوباً فيه مع طعام الإفطار، والثلج إن كان الموسم صيفاً، والحلويات مثل البقلاوة والزلابيا، وتعمل الحمامات بنشاط ليل نهار لخدمة الصائمين، وتزدحم ليلة قدوم الشهر وفي ليالي عيد الفطر المبارك.وتنشط عدد من المهن مثل الخياطين في شارع غازي وباعة الملابس والأحذية في سوق السراي وباب الطوب وشارع النجفي والحلاقين والأفران، وقد يعمل معظمهم حتى وقت السحور لانجاز طلبات زبائنهم وبخاصة الخياطين منهم.وكانت معظم الملابس تخاط عند الخياطين لعدم وجود الملابس المستوردة، وتخيط ملابس النساء والأولاد خياطة المحلة التي يزداد الإقبال عليها في رمضان.وتعد ربّة البيت بمساعدة بناتها وكنّاتها طعام الإفطار الذي يجب أن يكون متميزاً، ويتضمن عدداً من الأكلات والمقبلات، ومنها ما كان يقدم قديماً مثل: السمّاق واللبنيّة والكشك والزبيبية أو القره زنكي وعلي بخاري والحميس..والخ.ومنها الأكلات الحديثة مثل التمّن والدولمة والبرغل والكشكا والكبّة الكبيرة وكبة حلب وعروق التنّور والشيخ محشي والتشريب وعروق الطاوة والكباب والقيسي والعدس مع كرات صغيرة من اللحم تدعى غوس العصيفيغ وأنواع من المرق اللذيذ، وتتضمن المقبلات الزلطة والتبولي والطرشي والمخللا والفليفلا المكبوسي، وشراب الزبيب والشنينة التي تهيأ من مزج الماء مع اللبن الرائب فتصبح شراباً منعشاً مع الثلج.ويحلو لربّة البيت تقديم المحلّبية في كاسات زجاجية يرش فوقها الهيل والكمّون.ولا تنسى أن ترسل إلى الجيران (طعمي) من أجود الذي أعدته، وترسل كذلك إلى بناتها المتزوجات القريبات من دارها لتظهر حبها لابنتها أمام بيت احماها، ولتعرض شطارتها على نسابتها، وترسل طعاماً إلى الجيران الفقراء في المحلة صدقة وإكراماً لهم وطلباً لرضاء الله (عزّ وجل).وبعد الإفطار وأداء صلاة المغرب يحلو للصائمين شرب الشاي المعد على الفحم وكذلك الحامض (النومي بصرة) والدارسين لتصفية الرأس، ويتمدد البعض على جنبيه قائلاً: ويحد بعد الفطوغ يتفلّش، ويكثر الصائمون من شرب الماء المثلّج بعد الإفطار في الأيام الحارة من الصيف وبعد نهار طويل من العمل، وينامون بعد صلاة الظهر في السراديب الباردة.ويتناولون كذلك الحلويات من الزلابيا وراحة الحلقوم والبقلاوة، والفاكهة حسب الموسم من شمزي وبطيخ وخيار و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram