 ترجمة: حامد أحمد

تحدث تقرير بريطاني عن تحدي نساء عراقيات العادات المجتمعية واشتراكهن في أعمال خطرة، ملقياً الضوء على تجربة خاضت من خلالها المرأة دوراً مهماً ضمن فريق إزالة الالغام.

وافاد تقرير لموقع (مانشستر نيوز) البريطاني ترجمته (المدى)، بـ"مشاركة نساء عراقيات في مهن خطرة تهدف الى انقاذ كثير من أرواح الناس متمثلة بإزالة الغام ومواد متفجرة من مناطق واحياء سكنية".

وأضاف التقرير، أن "ذلك يظهر بأن المرأة في العراق التي دائما ما توضع بالدرجة الثانية يمكن ان تنجح باي عمل يقوم به الرجال".

وأشار، إلى أن "هلالة، 32 عاماً، التي كان عمرها 12 سنة عند الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وما تلى ذلك من فراغ امني ومعارك ومن ثم سيطرة تنظيمات ارهابية على مناطق واسعة من البلد، تقوم الان بالمساعدة في تنظيف بلادها من مواد متفجرة مميتة وعبوات تركها مسلحون وراءهم في مناطق سكنية وزراعية تعرض مدنيين واشخاص أبرياء لخطر الموت او الإعاقة".

وأوضح التقرير، أن "هلالة تعمل حالياً ضمن فريق مجموعة (ماغ غروب) البريطانية لإزالة الألغام، وتعمل بنشاط مع هذه المنظمة الخيرية التي تتخذ من مدينة مانشستر البريطانية مقرا لها، في ابطال مفعول وازالة الغام وعبوات ناسفة من مخلفات حرب غير المنفلقة في مناطق وأحياء سكنية تجعل منها مناطق آمنة".

ولفت، إلى أن "هلالة وفي كل لغم او عبوة يتم ابطال مفعولها فانها تكون قد انقذت حياة كثير من الناس".

وعد التقرير، ان "العمل شاق وخطر في أجواء حارة تصل الى 50 درجة مئوية في العراق اثناء الصيف، ولكن هلالة تقول بانها تشعر بالفخر بما تقوم به من عمل، خصوصا في بلد تقول بان العنصر النسوي غالبا ما ينظر اليه على انه من الدرجة الثانية".

وقالت هلالة وهي تقف تحت ظل شجرة تبعد امتار قليلة عن موقع عملها ضمن حقل الغام يقع في احد مناطق محافظة السليمانية في إقليم كردستان "عندما كنت بنتا صغيرة لم اتخيل يوماً انني قد انخرط يوما بعمل كهذا ."

وتابعت هلالة "انا فخورة بان هذا العمل، الذي يصعب على بعض الرجال أداءه، نستطيع ان نفعله وبنجاح، حتى عندما اتحدث عن هذا العمل مع آخرين فانهم يقولون لي، كيف تستطيعين تنفيذه".

ويسترسل التقرير، أن "هلالة ضمن هذه الأجواء الصعبة تقوم بتنفيذ عملها بإزالة وابطال مفعول الألغام". وتابع، أن "هلالة تعمل لدى منظمة (ماغ) البريطانية منذ ما يقارب من ثلاث سنوات كأحد افراد فريق مشترك من رجال ونساء".

وأكد التقرير، أن "الفريق يستيقظ مبكرا على مدى خمسة أيام في الأسبوع لكي يتفادى أجواء حرارة الصيف، في رحلة تستغرق ساعات من اقرب مدينة الى قاعدتهم التي يعملون فيها عند حقل الغام في منطقة جبلية على مقربة من الحدود الإيرانية".

ونوه، إلى أن "حقل الألغام هذا بالتحديد يمكن العثور فيه على ما يقارب من ثلاثة الغام خلال ساعة واحدة".

وأورد التقرير، أن "جميع هذه الالغام من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية خلال حقبة الثمانينيات. هذه الأسلحة بقيت تحت الأرض على مدى 40 عاما، وكثير منها ما يزال بحالة جيدة".

وزاد، ان "هلالة تقول إن عائلتها لم تكن دوما مشجعة لها في اختيار هذا النوع من العمل الخطر كمهنة".

وأضافت هلالة، أن "عائلتي كانت تقول بان هذا العمل خطر، وانهم يخشون من احتمالية وقوع حادث اثناء ادائي للعمل، ولكن عندما يروني ناجحة بعملي واستمراري في هذه الوظيفة، فانهم يشعرون بسعادة ويقدمون دعمهم لي."

واستطرد التقرير، أن "فريق منظمة (ماغ) لازالة الألغام يخضع الى تدريب مكثف في قاعدة التدريب بمدينة جمجمال قبل ان يسمح لهم بالاقتراب من حقل الألغام، ويتعلم اعضاؤه خلال التدريب كيفية تحديد مكان الالغام وكيفية استخراجها بأمان وتفجيرها".

وأردف، أن "هلالة ورغم هذه الاستعدادات ما تزال تتذكر الجمع بين الخوف والرغبة التي شعرت بها خلال اليوم الأول من مزاولة هذه المهنة".

وتقرّ هلالة بالقول، "كنت خائفة بالبداية كيف سأتعامل مع لغم خصوصا في المرة الأولى، بعد ذلك عندما عثرت على لغم وقمت بتفجيره، كان لدي شعور جيد لأنني كنت واثقة من أنني سأتعامل معه بالطريقة الصحيحة".

وأضاف التقرير، أن "هلالة حالياً وبعد مرور ثلاث سنوات لم تعد خائفة، وتقول انها تشعر بسعادة وهي تجعل الأرض والمكان آمنا ليتمكن آخرون من الرجوع لمناطقهم".

وذكرت هلالة، "أنه أمر يرضينا خصوصا ونحن غالبا ما نسمع قصصا عن اشخاص تعرضوا لأذى او موت هنا بسبب الألغام. مشاهدتنا لهذا الأثر الإيجابي الذي حققناه يجعلني أشعر بسعادة."

ولفت التقرير، إلى ان "هلالة تربطها علاقة زمالة قوية مع أعضاء الفريق خصوصا من النساء الاخريات معها اللائي تحدين أيضا الأعراف الاجتماعية من اعتراض مشاركة المرأة في مثل هكذا وظائف".

ومضت هلالة إلى القول، إن "النساء غالبا ما ينظر اليهن على أنهن ضعيفات وتأتي بالدرجة الثانية بعد الرجل، ولكن بعد إنجازنا لهذا العمل بفخر، فانا استطيع ان أقول باننا، كنساء، قادرات على فعل أي عمل يؤديه الرجال ."

عن موقع (مانشستر نيوز) الإخباري