يوسف فعل بعد سبات طويل يعود إلى الواجهة المنتخب الوطني لكرة القدم نافضا غبار الكسل مزيلا مساحيق التجميل عنه مباشراً بأولى وحداته التدريبية بإشراف المدرب الألماني سيدكا ، وتأخر المنتخب في انطلاق تدريباته استعدادا للاستحقاقات المقبلة سببه
اتحاد الكرة الذي ماطل كثيرا في تسمية المدرب التي جرت تفاصيلها في سرية تامة وأحيطت بها الضبابية وعدم الوضوح . وحكاية المنتخب الوطني تحاكي قصص ألف ليلة وليلة حيث تبدأ الرواية المطولة بإجراء الاختبارات الأولية على مجموعة فتية من اللاعبين المحليين الذين يدركون جيدا ان مصيرهم الإبعاد عن اسوار المنتخب مهما اجتهدوا وقدموا من مستويات فنية عالية ،بمعية 6 من اللاعبين الدوليين السابقين وهم: نشأت أكرم وهوار ملا محمد ومصطفى كريم وكرار جاسم وصالح سدير وسامر سعيد الذين وجدوا انفسهم يعانون البطالة الكروية بسبب سوء الاداء مع انديتهم المحترفة السابقة وقلة ثقافتهم الاحترافية، وأصبح نجوم المنتخب الوطني عاطلين عن العمل على امل الحصول على عقد بأبخس الاثمان . وبعد الاختبارات الاولية يدخل المنتخب أنبوبة اختبار أخرى للاعبي دوري النخبة في كلاكيت مرة ثانية في مسعى لاكتشاف المواهب القادرة على ارتداء الفانيلة الدولية ، ثم تأتي الاختبارات النهائية للاعبين المدللين لوضع اللمسات النهائية على قائمة المنتخب التي لا يتصور النقاد و الجمهور انها ستشهد تغييرات واسعة على تركيبتها أو إن المفاجآت تأخذ طريقها في جسد المنتخب بفضل سيطرة الأسماء الكبيرة على مقاليد الأمور في المنتخب .وكثرة الاختبارات تعطي الدليل على غياب التخطيط السليم عن أفكار الملاك التدريبي للمنتخب وعدم وجود ستراتيجية طويلة الأمد، في نهاية المطاف سيضطر سيدكا الى الاعتراف بأن المهمة صعبة لمعرفة الاصلح لارتداء الفانيلة الدولية ،وانه سيعمد الى الاعتماد على الحرس القديم للمنتخب ممن خبروا المباريات الدولية، وعندها تذهب جهود الاختبارات أدراج الرياح ونهدر الوقت الثمين الذي نحن بأمس الحاجة له بالقيام في اختبارات لا طائل منها .ويتطلب من الملاك التدريبي للمنتخب ان يبتعد عن المجاملات في تسمية لاعبي المنتخب وان يكون الاختيار وفق العطاء الفني وليس حسب شهرة اللاعب او مدى قوة علاقاته بالملاك التدريبي، أما إذا كانت لدى سيدكا فكرة إبعاد المحليين، فالأفضل أن يتحلى بالشجاعة ويعلنها صراحة انه لا مجال لقضاء الوقت بالتدريب مع لاعبين لا يستحقون اللعب الدولي كي يدخل المنتخب في مرحلة الاعداد الفوري بدلا من اسلوب المماطلة والوعود الوهمية بان أبواب المنتخب مشرعة لاستقبال المواهب الشابة .وعلى سيدكا ان يعلن بوضوح عن منهاجه التدريبي المقبل من المعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية فضلا عن التعرف على طموحه مع اسود الرافدين في الفترة المقبلة لان التعاقد معه من دون معرفة بعض التفاصيل للجمهور يزيد من الغموض الذي يكتنف عملية التعاقد ومشوار المنتخب المقبل.وفق تلك المعطيات لابد لاتحاد الكرة من أن لا يترك الحبل على الغارب من خلال إعلان أجندة عمل المدرب بالرغم من ان الاتحاد يعاني حاليا الوهن وعدم الاهتمام بمسيرة المنتخبات لان جل تفكيره ينصب على كيفية إجراء الانتخابات بطريقة تضمن له البقاء في ادارة دفة الاتحاد لأطول فترة، وعلى سيدكا ان يدرك انه يشرف على تدريب بطل آسيا 2007 وتصنيفه الشهري حاليا 106 عالميا والجمهور يطالبه بالمحافظة على اللقب والتقدم بخطوات نحو مراكز أعلى في قائمة المنتخبات العالمية .yosffial@yahoo
نبض الصراحة ..مساحيق الاختبارات
نشر في: 15 أغسطس, 2010: 05:36 م