علي حسين السيد رئيس الوزراء.. التصريحات التي يطلقها عدد من المسؤولين الامنيين لا تُسوق أبداً لإنجازات الحكومة، ففي الوقت الذي يعاني فيه الناس من مشاكل امنية حقيقية يعرضها الإعلام والفضائيات بصورة صارخة، وأحياناً سوداوية وفيها كثير من المبالغة والتحريض،نجد ان تصريحات المسؤولين تسوق لوضع لاوجود له على الواقع.
السيد رئيس الوزراء.. التصريحات الاخيرة والمتناقضة حول جاهزية القوات الامنية.. جاءت على طريقة من كل فيلم أغنية.. كل جهة تحاول ان تسوق نفسها بطريقة تجعل المواطن يتوه فيها ولا يعرف رأسه من رجليه، وتعكس الأزمة الحقيقية التى تعيشها الاجهزة الأمنية.. السيد رئيس الوزراء.. انزلوا إلى الشارع.. فهناك أشياء صغيرة تضيِّع قيمة الإنجازات الكبيرة، وتفوِّت على الناس الإحساس بأي شيء، ولذلك مهما كانت الإنجازات، فسوف تزداد الشكوى والصراخ، ولن يشعر بها كثيرون.وخصوصا فيما يتعلق بالجانب الامني، ستجد ان السيطرات والمفارز تسعى لاستفزاز المواطن بدون وجه حق، وستجد أفراداً من القوات الامنية لاهم لهم سوى اللعب بالموبايل و لكل منهم مزاجه الشخصي في طرق صناعة الازدحام ووقت تكوينه. السيد رئيس الوزراء.. تتحدثون عن الانجازات الأمنية، ولا ينكر أحد، حجم الجهد الكبير الذي بذلته الحكومة خلال السنوات الماضية، ولكن أهم من تحقيق الإنجازات هو أن يشعر الناس بما يتم تحقيقه، خصوصا أن هناك جماعات وتيارات سياسية تبني رصيدها على هدم إنجازات الحكومة. السيد رئيس الوزراء.. انزلوا إلى الشارع.. لأن الدنيا بالفعل أصبحت جهنماً في نظر الناس.. والنظرة الواقعية لكثير من الأمور غائبة عن ملف إنجازات الحكومة.. لأن الذى قام بإعداده غاب عنه الحس الشعبى الذي يجعله يقدم كشف حساب سنوات مضت في صورة تخدم الإعلام والصحافة والفضائيات والناس، واهتم فقط بأشياء تغلب عليها الدعابة والتناقض مثلما حدث في تصريحين متناقضين حول جاهزية القوات الامنية، الاول اعتقد يحمل بعدا واقعيا طرحة رئيس اركان الجيش، والثاني يريد تسويق الانجازات فقط.. طرحته الحكومة على لسان متحدثها الرسمي. السيد رئيس الوزراء.. اضبطوا البلد.. وطمئنوا الناس،انزلوا إلى الشارع.. استخدموا الصور الحقيقية الموجودة في الأزقة والشوارع والمقاهي والأسواق والمناطق الشعبية وغيرها. جميل جداً أن يكون العراق على مستوى البيانات التي تصدرها الحكومة فهذا هوالأمل الذي نبتغيه.. ولكن الأجمل هو أن تنطلق الحكومة من الواقع، بكل سيئاته وسلبياته، حتى ترسم لهذا الوطن الصورة الجميلة التي نأملها. مواجهة الملف الامني بشجاعة جزء من حل المشكلة، والخلاص من اليأس والإحباط الذي اصاب الناس يكمن في خطوات ملموسة تجسد هذه المعاني في حياة الناس. الإنجازات الامنية ليست بيانات تؤكد القاء القبض على مجرم هنا وارهابي هناك،والعثور على اكداس من العتاد.. لكنها شحنة معنوية.. ترفع قدرة الناس على مقاومة المشاكل والأزمات، فالشعوب أيضاً لها مناعة.. إذا ضعفت هاجمتها الأمراض وأصابتها في كل مكان.
العمود الثامن ..رســــالـــــة الى رئيس الوزراء
نشر في: 15 أغسطس, 2010: 05:45 م